خمسون عاما مضت على ذكرى الانتصار العظيم في السادس من أكتوبر 1973، تلك الملحمة الوطنية الخالدة التى ضرب خلالها جيش مصر المنتصر أروع الأمثلة في التضحية والفداء وسطر عبرها أعظم البطولات؛ لتعكس عبقرية العسكرية المصرية العريقة فكرا وتخطيطا وتنفيذا.. نحتفل بذكرى معركة عظيمة ستبقى نقطة تحول وعلامة فارقة فى تاريخنا المعاصر، ذكرى ستظل رمزاً للفخر والاعتزاز والكبرياء الوطني؛ بسواعد أبطال شجعان أعلوا قيم الشجاعة والإقدام والتضحية، وسطروا بحروف من نور بطولاتهم في العاشر من رمضان 1393هـ، لاسترداد الأرض وحفظ الشرف وصون العرض.
التحية والتقدير والاحترام واجبة لشعب مصر العظيم البطل الذي اصطف خلف قواته المسلحة الباسلة داعما وسندا وظهيرا قويا لا يلين لتطهير ثرى الوطن الغالي من دنس الاحتلال والعدوان، التحية والتقدير لهذا الشعب الضارب بحضارته ورقية وأصالته في جذور التاريخ، هذا الشعب القوي العنيد الذي لا يرضى بديلا عن الانتصار وبعزيمة لا تلين ساند جيشه ومؤسساته الوطنية بمختلف قطاعاتها ومهامها داعما قويا لاسترداد الكرامة الوطنية وتحرير أرض الفيروز الغالية.
خمسون عاما مضت على معجزة العبور بكل ما تحمله الكلمة من معان، يوم تحدت مصر كل الظروف وقهرت ما كان يظنه البعض مستحيلا بقوة وعزيمة وإصرار لا يملكه سوى هذا الشعب الأبي الكريم وقواته المسلحة الباسلة التى سجلت ووثقت يوم نصر عظيم خلده التاريخ -وسيظل- بأحرف من ذهب ليكون شاهدا على صمود الأبطال وعزم الرجال وقهر الصعاب وعبور التحديات، السادس من أكتوبر سيظل يوما مصدر فخر واعتزاز ليس لمصر وشعبها وجيشها فقط بل للأمة العربية والإسلامية ولكل شعوب العالم المحبة للحق والعدل والسلام والأمن والاستقرار.
واجبة هي التحية والتقدير لشهدائنا الأبرار لشجاعتهم وبطولاتهم النادرة وقهرهم الصعب والذين جاهدوا وضحوا بأرواحهم حماية لتراب هذا الوطن الغالي ونزفت دمائهم الطاهرة صونا لهذه الأرض المباركة التى كرمها الله في كتابه العزيز، تحية فخر وتقدير وإجلال واحترام لهؤلاء العظام كبار القدر والقيمة ومبعث الفخر والعزة وأيقونة حرب استرداد الكرامة، سنذكرهم وسنظل نذكرهم بأسمى معاني التقدير والاحترام؛ سلاما على أرواحكم الطاهرة.
في الذكرى الخمسين ليوم الكرامة، السادس من أكتوبر 1973؛ سلاما منا وتحية واجبة لأبطال قواتنا المسلحة، الذين رفضوا الانكسار أو الاستسلام وواجهوا تحديات جسام وتحملوا ضغوطا وتحدوا واقعاً صعباً مريراً وظروفاً قاهرة، وكانوا نموذجاً لأعظم جيوش العالم.
"سيناء الغالية هي عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري العظيم.. سيناء عبر التاريخ مطمع للغزاة ومحط أنظار الطامحين والطامعين وهي كذلك المستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر فى تاريخها كله"..
التحية واجبة لصاحب هذه الكلمات؛ الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليست مجرد كلمات عابرة قالها سيادته بمناسبة الذكري الـ 41 لتحرير سيناء، في الخامس والعشرين من أبريل الماضي؛ بل كلمات تحمل دلائل وإشارات ورسائل قوية؛ فاليوم تنعم سيناء أرض الفيروز المباركة بثمار تحريرها بالدم والعرق والجهد والكفاح، إنجازات غير مسبوقة تشهدها في جميع القطاعات والمجالات؛ بعد معركة شرسة لتطهيرها من براثن الإرهاب البغيض الغاشم، هذه المعركة التى لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر المجيدة، شهدت سيناء ولا تزال تحقيق طفرة كبرى بمشروعات عملاقة وضخمة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صناعيا، زراعيا، تعليميا، صحيا، خدميا، ومجتمعات عمرانية جديدة وفي كافة المجالات باستثمارات بالمليارات، وينتظرها مستقبلا أفضل بإذن الله.
التحية واجبة للسيد وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والقادة والضباط وضباط الصف والصناع العسكريين والجنود؛ في يوم النصر وذكراه الخمسين التى تذكرنا جميعا بحجم بطولات وتضحيات الأبطال البواسل الذين ضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن تراب الوطن واستقلاله والحفاظ على مقدراته في معركة الشرف التى مهدت الطريق لتطهير الوطن الغالي من دنس الاحتلال والعدوان.
وكما عبرت مصر في يوم النصر؛ سنعبر معا بتكاتف الجميع - مستلهمين روح أكتوبر -الأوضاع الصعبة التى خلفتها أزمات عالمية متتالية، والتى أثرت سلبا على غالبية دول العالم المتقدم منه والنامي، سنعبر ومستبشرون خيرا، حفظ الله مصرنا الغالية آمنة مستقرة.
________________________
عبدالصادق الشوربجى (رئيس الهيئة الوطنية للصحافة)
نقلا عن مجلة الهلال أكتوبر ٢٠٢٣