"نصيحتى للسادات أن يكون واقعياً، فنحن نعيش فى العالم الواقع، ولا نستطيع أن نبنى شيئا على الأمانى والتخيلات، والواقع أنكم مهزومون، فلاتطلبوا ما يطلبه المنتصر، لا بد أن تكون هناك بعض التنازلات من جانبكم حتى تستطيع أمريكا أن تساعدكم أو أن تغيروا الواقع الذى تعيشونه".. كانت تلك كلمات وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر للرئيس أنور السادات، إما أن تقدموا تنازلات أو أن تغيروا الواقع، لقد اختارت مصر الخيار الثانى، لتتخطى هزيمة 1967، وتعبر القناة وتحرر الأرض ولتنتهى خرافة الجيش الذى لايقهر... فماذا قال العالم عن حرب السادس من أكتوبر؟.
أكتوبر حديث العالم
خرجت صحيفة "التايمز" البريطانية يوم 16 أكتوبر 1973، لتقول:" برهن المصريون على مقدرة جنودهم القتال وقدرة ضباطهم على القيادة وقدرتهم على استخدام أحدث الأسلحة".
فيما قالت "النيوزويك":"انتهت خرافة تقول بأن العرب ليسوا محاربين...لقد طمست حرب 1967 من ذاكرة العالم أن المحاربين العرب نشروا يوم دعوة الإسلام".
وعن قوات الدفاع الجوى المصرى تقول "الجارديان" يوم 11 أكتوبر 1973:"العرب يحطمون أسطورة إسرائيل"..."إن أجهزة الدفاع الجوى المصرية أثبتت أنها أكثر جسارة وقوة مما توقع المراقبون، خصوصاً وأنه لم يعد هناك مستشارون أو فنيون روس".
وفى نفس اليوم علقت "يونايتد برس" على العمليات الحربية بقولها:"أثبت تدريب الجيش العربى أنه أنشاء قوة مقاتلة فعالة واستوعب العرب بعض المشكلات التكتيكية المعقدة للأسلحة الحديثة بمافى ذلك تشغيل صواريخ سام فى اتصال مع الرادر والمبتكرات والإتصالات الإلكترونية".
وصرح "هوارد كالاوى" وزير الجيش الأمريكى يوم 18أكتوبر لوكالة "الأسوشيتد برس":"إن العبور لذى قامت به القوات المصرية فى قناة السويس فى مواجهة القوات الإسرائيلية المتفوقة هو بمثابة علامة مميزة فى الحرب الحديثة ستغير من الإستراتيجية العسكرية ".
إسرائيل تعترف الهزيمة
لم تستطع إسرائيل أن تنكر الصدمة ولا الكسرة، فلقد أجبرت حرب السادس من أكتوبر 1973 الجيش الإسرائيلي أن يقاتل بشكل دفاعى، فعلى مدار أيام الحرب توالت صرخات القادة الإسرائيليين.
فلقد أكد أحد القادة الإسرائيليون الذى كان مسئولاً عن خط بارليف لمجلة شيتون الألمانية أن المدفعية المصرية صبت على هذا الخط كمية غزيرة من النيران بصورة لم يشهدها من قبل.
فيما قال الطيار الإسرائيلى "سمحا مردخاى روزين" :"لقد دهشت من دقة تصويب المدفعية المصرية المضادة للطائرات مما يؤكد أن مستوى رجالها عال جداً".
وورد فى كتاب حرب كيبور أن أحد الضابط بعث إلى زوجته يقول عن ليلة 18أكتوبر :"إذ كتبت لى النجاة فإن هذا معجزة... القذائف المصرية لم تكف عن تدمير تجمعاتنا ومواقعنا طوال الليل".