فى الوقت الذى كانت تخطط فيه مصر لتحرير سيناء فى الفترة التى أعقبت نكسة 1967، كانت إسرائيل تخطط لاحتلال المزيد من الأراضى العربية، وشرح الجنرال اليعازار الخطة الإسرائيلية فى مذكراته التى نشرت بعد وفاته.

الحزام الأسود 

فى أوائل عام 1973، وضع ديان وزير الدفاع الإسرائيلى خطة عسكرية رسم خريطتها بنفسه، وعرضها على الجنرال اليعازار رئيس الأركان، أطلق عليها اسم "الحزام الأسود" وكانت تهدف إلى ضم جنوب لبنان كله إلى إسرائيل، إضافة إلى ضم أجزء أخرى من سوريا، وبناء خط محصن يشبه بارليف فى غور الأردن لحماية المستعمرات.

وقال المشير محمد الجمسى، أحد قادة حرب أكتوبر ١٩٧٣، فى مذكراته: "كان المعنى الوحيد للأفكار التى طرحها ديان هو القيام بحرب أخرى ضد العرب فى أواخر عام 1973، وكان حلم ديان المرسوم على الخريطة العسكرية حزام عسكرى حول إسرائيل يحقق أمان إسرائيل إلى الأبد، وجعل زمام المبادرة فى أيدى إسرائيل إذا أرادت ضم أراضى عربية أخرى".

وفى الخامس من أكتوبر 1973، عقد اجتماع طارئ لمجلس قيادة الأركان الإسرائيلى بحضور جولدا مائير، شرح فيه ديان خطته والهدف منها، وقبل أن تحاول مصر التدخل يوجه لها ضربة قوية ضد صواريخ الدفاع الجوى فى منطقة القناة وضد المطارات المصرية، وافقت مائير على تنفيذ الخطة يوم 8 أكتوبر 1973.

وتابع الجمسى:" أنه تمهيداً لذلك، قررت إسرائيل إجراء اتصال عاجل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعن طريقها للاتحاد السوفيتى يتولى تحذير مصر وسوريا من الإقدام على أى عمل عسكرى، ولادعى للحشود وحالة التوتر حتى لاتنقلب ضدهم".

وأكد ديان فى مذكراته، أنه فى صباح السادس من أكتوبر 1973، تلقت إسرائيل معلومات من مصدراً موثوق تفيد بأن مصر وإسرائيل ستشنان الحرب قبل غروب شمس هذا اليوم.

وبناء على ذلك، تقرر تحذير مصر وسوريا من شن أى هجوم عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية، اتصل وزير الخارجية الأمريكية كسنجر بالدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية آنذاك، يرجو ألاتقوم مصر بعمليات عسكرية، ولكن فات الأوان لقد كانت الحرب قد قامت.

وأشار الجمسى إلى أن الهدف من وراء ذلك هو خداعنا، حتى تتمكن إسرائيل من مفاجأة العرب يوم الثامن من أكتوبر 1973؛ لتنفيذ خطة الحزام الأسود، ولكن خاب أملها.