أفاد لؤي عكة، محامي هيئة الأسرى الفلسطينيين، الذي زار عددًا من الأسرى القاصرين في سجن عوفر العسكري (قرب رام الله)، أن الفترة الحالية تشهد هجمة غير مسبوقة على الأسرى القاصرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار “عكة” إلى أن القاصرين يصلون إلى سجن عوفر ويتعرضون للمعاملة السيئة والقاسية منذ لحظة اعتقالهم، وخلال استجوابهم من ضربٍ، وتنكيل، وإهانات، وشتائم بألفاظ نابية.
كما نقل شهادة الأسير القاصر عمر خليل حميد، 16 سنة، أحد سكان قرية تقوع قضاء بيت لحم، المعتقل يوم 24/9/2017، الساعة الرابعة فجرًا، من منزله، حيث أفاد أنه منذ اعتقاله من البيت معصوب العينين ومقيّد اليدين تم بطحه على الأرض من قبل الجنود الإسرائيليين الذين انهالوا عليه ضربًا مبرحًا، وتوجيه الصفعات له والركلات على جميع أنحاء جسمه.
وقال الأسير عمر أنه اقتيد إلى مكانٍ مجهول، وهناك، استمر ضربه في العراء حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا، ودون طعام وشراب، ومن ثمّ، قاموا بإدخاله لغرفةٍ هناك، وطلبوا منه تحت التهديد خلع جميع ملابسه بالكامل، ومن ثم اقتادوه إلى التحقيق في سجن عوفر.
وأضاف أنه -خلال التحقيق معه- تم ربطه على كرسي، ومن ثمّ، سحب المحقق الكرسي من مكانه فوقع على الأرض، وبعدها، انهال المحقق عليه بالضرب والصفعات المتتالية والقاسية على وجهه، والركلات على كل أنحاء جسمه وهو ملقى على الأرض.
وأشار إلى أن المحقق استخدم أسلوب الكرسي الدوار، حيث بدأ بسحب الكرسي بشكلٍ دائري والأسير مربوط القدم بالكرسي، وأخذ يقوم بتدوير الكرسي المربوط به الأسير بكل ما يسبب ذلك من آلام شديدة، وأفاد الأسير عمر بأن محققين آخرين جاءوا ورفعوا الكرسي عن الأرض ورفع الأسير معه، ومن ثم، تم إلقاء الكرسي على الأرض ليسقط الأسير ويرتطم بالأرض.
وأكد الأسير أنهم أحضروا له كوب ماء مثلّج، وتم سكبه داخل أذنه اليسرى فشعر بألمٍ شديد، وما زالت تؤلمه حتى الآن، حيث بدأت تسيل من أذنه الدماء، ورافق ذلك الكثير من الشتائم البذيئة.
وقال الأسير أيضًا إنهم بدأوا يعذبونه بإيقافه وإجلاسه على الأرض عدة مرات متتالية، مما أصابه بالإنهاك الشديد، خاصةً أن قدمه تنزف الدماء بسبب ربطها بالكرسي، وكذلك بدأت يداه تنزف، ومن ثمّ، جرّوه وهو ملقى على الأرض غير مكترثين لجروحه.
وتابع أنه عندما شعر بالعطش، طالب بماء الشرب، فرفض المحققون ذلك، وأن جولات التحقيق استمرت معه، خاصةً في الليل، وأن أحد المحققين هدد بتصفيته إذا لم يعترف.
وحسب المحامي “عكة”، فإن الأسير “عمر” ما زال وضعه الصحي صعبًا، إذ يعاني من آلامٍ في الرأس والأرجل وآلامٍ في خاصرته.
وفي السياق ذاته، نقل شهادة القاصر محمد عبد الناصر شحادة 17 سنة، من سكان قرية عجول قضاء رام الله، المعتقل يوم 15/9/2017، وهو يعاني من إصابةٍ بالقدم، حيث أفاد بأنه بعد اعتقاله تم اقتياده إلى مركزٍ للتحقيق، وبقي جائعًا لمدة 36 ساعة دون تقديم الطعام له، وأن المحققين كانوا يتلذذون برفض إعطائه الطعام، وتناول الطعام أمامه وهو جائع وهم يسخرون منه.