الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

ألفريدو وإلهام شاهين وألزهايمر

  • 8-10-2023 | 21:47
طباعة

نجح مسلسل "ألفريدو"  في الاستحواذ على اهتمام المشاهدين، من البداية حتى النهاية، بسبب فكرة العمل غير التقليدية، وحيوية السيناريو والبنية الدرامية المحكمة، وتعدد خيوط الصراع الخاصة بأكثر من شخصية، على مستوى الأحداث. 
وإن كان عمرو محمود ياسين قد وضع الأساس الصلب لنجاح العمل، فقد أتاح أيضا فرصة ذهبية لكي يتميز نجوم المسلسل، كما أبدع مع ورشة كتابة السيناريو في خلق أدوار مرسومة بعناية ولها ملامح واضحة. 

وكان لإلهام شاهين نصيب الأسد  في هذا العمل بدءا من جرأتها في تقمص شخصية المرأة المسنة المريضة بـ"ألزهايمر" ذلك المرض الذي يفترس المواقف والذكريات ويترك الإنسان خارج حدود الزمن.

وقد جسدت الفنانة الكبيرة  الدور  ببراعة، وقدرة كبيرة على الإقناع، حتى صار العمل دليلا قاطعا على أنها لم تصل إلى قمة الإبداع من فراغ بل تستحقه عن جدارة واستحقاق. 

وكل من شاهد المسلسل لا ينكر أبدا أنها عصب التمثيل في العمل بل روحه المتدفقة، حيث وضعت يدها على شخصية حقيقية لها كيان وانفعالات،  سواء فيما تواجهه من تشتت وانهيار بسبب "ألزهايمر" أو ضياع كامل في بحثها عن الذات، أنها  تجسد في المسلسل شخصية تائهة حائرة تريد النجاة من هذا المأزق بأي ثمن، ولكن ليس للنجاة من سبيل. 

وأكاد أجزم أن إلهام وحدها هى القادرة على تقديم هذه الشخصية المركبة، فشخصية «سوسو» تعتمد على إظهار المشاعر الإنسانية الدقيقة، وتحتاج  لقدرات خاصة في الأداء وقدرة على الإمساك بخيوط الدور وإحكام السيطرة عليه. 

وكان مشهد وفاة الشخصية هو أقسى المشاهد على الإطلاق، فقد أبكاني لمرارته الشديدة، لكنه مشهد يريد به المؤلف أن يرسخ في أذهاننا حقيقة  تقول أنه لا ذاكرة بلا قلب، ولا إنسان بدون ذاكرة،  وفقدانهما معا هو الموت المحقق، لكننا كبشر رغم "ألزهايمر" سنبقى جميعا بأعمالنا في ذاكرة الزمن أحياء في قلوب من يحبوننا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة