الثلاثاء 30 ابريل 2024

المملكة العربية السعودية ودورها في حرب أكتوبر


حمد عبدالرحمن الحسون

مقالات9-10-2023 | 11:21

حمد عبدالرحمن الحسون

الدور التاريخي الواقعي والمشرف للمملكة العربية السعودية في دعم القضايا العربية والإسلامية أصدق دليل على حرص قادة هذه البلاد - حفظهم الله - على تحقيق تضامن ووحدة ونصرة الأمتين العربية والإسلامية، فقد كان لهذا الدعم اللا محدود الأثر الكبير والهام في تشكيل السياسة الدولية تجاه العرب والمسلمين، وذلك بمواقف المملكة الثابتة والعادلة للدعوة إلى إحقاق الحق والسلام والتعايش السلمي في هذه المعمورة.

وتأتي القضية الفلسطينية واسترجاع الشعب الفلسطيني حقه المسلوب وعودة أراضيه من المستعمر الصهيوني من أولويات العمل السياسي والإنساني على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه.

وأما في مصر، حرب أكتوبر73 ملحمة عربية ستبقى مثالا حيا على وحدة العرب وسجلاً خالداً لانتصار مصر وأشقائها في الخليج وباقي الأقطار على العدو الصهيوني. كان الانتصار المصري في حرب أكتوبر الذي تحتفل مصر بذكراه ملحمة عربية خالصة شارك فيها العرب بشكل عام والسعودية بشكل خاص لدعم ومساندة مصر في تلك الحرب، فكان للملك فيصل رحمه الله دور عظيم حيث دعم الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله مصر في حربها بقراره الحاسم في قطع البترول العربي عن الدول الغربية الأمر الذي شكل ضربة قوية في وجه المعتدي لتفتح طريق النصر العظيم لحرب أكتوبر73. 

ومن أهم الأدوار التي قامت بها المملكة العربية السعودية، قدمت دعماً مالياً كبيراً لمصر لدعم قواتها الجوية لشراء الطائرات، كما درّبت ضباط وطيارين مصريين في السعودية سريا قبل حرب 1973 م على طائرات "اللايتننج".
شاركت القوات المسلحة السعودية في الحرب ضد إسرائيل في العديد من الجبهات وخاصة في الجولان وتل مرعي وسوريا.

قامت مجموعة كبيرة من الأمراء والوزراء السعوديين بزيارات متعددة لتحديد احتياجات ومساندة القوات المصرية على جبهة القتال في حرب أكتوبر 73 من بينهم الأمير فهد بن عبد العزيز ) الملك لاحقاً) النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران.

أنشأ الجيش السعودي جسراً جوياً لإرسال جنود المدفعية وأفواج المظلات وفصيلة صيانة مدرعات وسرية صيانة وحدة إلى الجبهة السورية للمشاركة في الحرب ليمتزج الدم السعودي والدماء العربية دفاعاً عن الأرض والكرامة وتحرير المقدسات الإسلامية.

استعانت مصر بالسعودية لاستيراد مضخات المياه لفتح ثغرات في خط بارليف لإبعاد الشبهة عنها ثم استوردتها السعودية.

وبفضل من الله وبعد الانتصار الكبير، الملك فيصل بن عبدالعزيز زار مصر وتفقد عددا من المدن المصرية، وسط استقبال شعبي يفوق الوصف، ورفعت أمامه لافتات ترحيب تقول له "أهلا ببطل معركة البترول"، مضيفا أن نصر أكتوبر كان شاهدا على حقيقة واحدة وهي أن العرب قوة كبيرة لا يمكن كسرها طالما كانوا متحدين.

Dr.Randa
Dr.Radwa