السبت 11 مايو 2024

«لوفيجارو»: الإنسانية والعالم المتحضر لا يحتاجان إلى 11 سبتمبر آخر

قوات الاحتلال الإسرائيلي

عرب وعالم9-10-2023 | 11:51

دار الهلال

نشرت صحيفة "لوفيجارو" اليمينية الفرنسية افتتاحية جاء فيها إن الإنسانية والعالم المتحضر لا يحتاجان إلى 11 سبتمبر آخر. لكن هذا ما حدث يوم السبت مع الهجوم الشرس الذي شنته حماس في إسرائيل. خمسون عامًا بعد حرب السادس من أكتوبر التي هزمت فيها إسرائيل، وثلاثون عامًا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، التي هدفت لتحقيق السلام، يعود الشرق الأوسط إلى "المربع صفر"، نقطة التأثير هذه حيث لم يبق سوى الخراب.

عندما يحدث ما لا يمكن تصوره، فإنه يؤدي إلى دوامة من العواقب التي لا يمكن تصورها. وما لا يمكن تصوره هو أن تقوم مجموعة من مئات المقاتلين الفلسطينيين باختراق السياج عالي التقنية الذي يحصرهم في قطاع غزة الضيق، لتنفيذ هجمات في إسرائيل أسفرت عن 600 قتيل وسقوط ألفي جريح.

وتسعى حماس لمبادلة أكثر من 100 رهينة إسرائيلية بـ 4500 فلسطيني محتجزين في الدولة العبرية. ويعد هذا فشلا فادحا لجهاز الاستخبارات والدفاع الإسرائيلي، على الرغم من أنه متمرس للغاية، حيث تفاجأ بهجوم تم إعداده بالضرورة منذ فترة طويلة.

وسيأتي وقت الحساب بعد زمن الانتقام. ووعد بنيامين نتنياهو بـ"حملة قوية وطويلة الأمد"، مما يضعه أمام إغراء شديد الخطورة يتمثل في إعادة احتلال غزة، وهو ما يدعو إليه حلفاؤه السياسيون.

فهل تخبئ له حماس التي تتوقع ذلك فخا آخر؟ انسحبت القوات الإسرائيلية من هذا الجيب المنعزل عام 2005، بقرار من المقاتل المخضرم أرييل شارون، حيث لا يحقق التواجد الإسرائيلي أي شيء آخر غير أن يكون هدفا. لقد كادت عودة الحرب التقليدية أن تجعلنا ننسى الحرب غير المتكافئة التي يشنها مقاتلون.

وسوف يضطر الغربيون، المتحدون (ولكنهم منعزلون بعض الشيء) في الإدانة، إلى مواجهة الأمرين في نفس الوقت. وإسرائيل المنهكة في نزاعاتها الداخلية لم تتخل عن حذرها إلا للحظة.

وما سيحدث بعد ذلك من شأنه أن يعرض للخطر تقاربها مع الدول العربية مما يعطي إيران نقطة تقدم. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه في المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية الأبدية وجهاً لوجه، انتصر العدميون: فعملية السلام ليست على وشك التعافي. 

Dr.Radwa
Egypt Air