الثلاثاء 14 مايو 2024

مفاجآت العبور في حرب أكتوبر المجيدة


المشير محمد عبد الغني الجمسي

مقالات9-10-2023 | 12:55

المشير محمد عبد الغنى الجمسى

كانت المشكلة الرئيسية التي تواهنا، هي الحاجة إلى الأسلحة التي تمكننا من القيام بهجوم ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة في سيناء 

- كان على المقاتل المصرى، أن يواجه عند عبوره كتلة من نيران النابالم فوق مياه القناة، ونيران المدافع الحصينة
- قمنا بإبطال مفعول خزانات الوقود والنابالم الإسرائيلية، وفوجئ العدو بعدم قدرته على استخدامها
- الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا في الصفوف الأولى مع موجات الاقتحام، خلال خمس عشرة دقيقة من بدء القتال
-اليعازر: إن تقديراتنا السابقة حول الجندي المصرى وقدرته القتالية، والفرق النوعى الذي يفصل بينه وبين الجندي الإسرائيلي.. كانت خاطئة".
كانت حرب أكتوبر على النقيض تماما لحرب يونيو ١٩٦٧ .. فنتيجة لما حدث في حرب يونيو، وهي الحرب التي انتصرت فيها  إسرائيل  على الدول العربية المحيطة بها. لأخطاء ارتكبناها وليس لعمل غير عادی قامت به، أصبحت  إسرائيل  في الوضع السياسي، والوضع العسكرى الاستراتيجي الأقوى، خاصة بعد أن وصل الجيش الإسرائيلى إلى الضفة الشرقية لقناة السويس في الجنوب وإلى نهر الأردن في الشرق، ومرتفعات الجولان في الشمال.
ومن هنا تملكها الغرور، وأصبحت تنتظر مكالمة تليفونية للاستسلام .
وحتى أوائل عام ۱۹۷۳. كنا قد وصلنا إلى طريق مسدود لحل أزمة الصراع العربي الإسرائيلى بالوسائل السلمية، وكان من المحتم أن تشن مصر وسوريا الحرب ضد  إسرائيل  لتحرير سيناء والجولان .
وكانت المشكلة الرئيسية التي تواجهنا، هي الحاجة إلى الأسلحة التي تمكننا من القيام بهجوم ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة في سيناء خاصة وأن أمريكا قد ضمنت لإسرائيل  التأييد السياسي، والتفوق العسكرى على الدول العربية المجاورة لها، وزودتها بالأسلحة الحديثة والمتطورة بالكميات والأنواع والتوقيتات التي تضمن لها التفوق الدائم؟
وكان الاتحاد السوفييتي يزودنا - في المقابل - بكميات وأنواع من الأسلحة في التوقيت الذى يناسبه كدولة كبرى لها سیاستها ومصالحها في المنطقة، وبما يضمن عدم الإخلال بتوازن القوى المعلنة رسميا بواسطة أمريكا، تحت شعار توازن القوى في المنطقة.
ومما زاد الموقف تعقيداً أمام المقاتل المصري، الذي كان يستعد لخوض حرب جديدة، يرد فيها اعتباره، بعد هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧ ، أنه كان يتحتم عليه عبور قناة السويس للالتحام بالقوات الإسرائيلية، خاصة وأن قناة السويس لها مواصفاتها الفنية الفريدة من حيث المد والجزر، الذي يختلف من شمال القناة بين الإسماعلية وبورسعيد عنه في الجنوب من الإسماعلية إلى السويس، فضلا عن اختلاف سرعة التيار من شمال القناة إلى جنوبها، وبالإضافة إلى السواتر الجانبية على حافتي القناة المصنوعة من الأسمنت المسلح.
لذا كانت عملية العبور من حيث عبور المقاتل، واقتحام الحصر الفنية والهندسية في غاية الصعوبة من حيث عبور المقاتل واقتحامه لحصون العدو الإسرائيلي، خاصة إذا عرفنا أن  إسرائيل  قد أقامت ساتراً ترابياً على الضفة الشرقية للقناة مما يمنع استخدام المعديات وإقامة الكبارى إلا بعد عمل فتحات في هذا الساتر.
 ولكي تزيد  إسرائيل  الأمر تعقيداً أمام قواتنا المسلحة، فقد أقامت التحصينات على الضفة الشرقية للقناة. والتي عرفت باسم "خط بارليف"، زودتها بالأسلحة المتطورة التي تمكنها من تدمير القوارب التي تحمل قوات العبور المصرية إلى سيناء كما وضعت خزانات من النابالم والوقود على الضفة الشرقية للقناة، يتم إشعالها كهربائيا من داخل الخط الإسرائيلي، لمنع أية محاولة للعبور من جانب قواتنا المسلحة. 
دور بارز للمقاتل المصري
وكان على المقاتل المصرى، أن يواجه عند عبوره كتلة من نيران النابالم فوق مياه القناة، ونيران المدافع الحصينة وهو في أضعف حالاته أثناء ركوب قوارب مصنوعة من الخشب والمطاط، وكانت عليه أيضا عند وصوله إلى الضفة الشرقية أن يتسلق السائر الترابي، ومعه أسلحته الشخصية التي يحملها في مواجهة دبابات العدو الإسرائيلي ليهاجمها، ويقتحم حصون خط بارليف شجاعة نادرة. ولينفذ مهاما غير تقليدية ثمان ساعات، ليوقف أي هجوم مضاد من القوات المعادية بجسمه فقط، حتى تنشأ المعديات والكباري. لتعير عليها دباباتنا ومدفعيتنا وباقي الأسلحة.
وخلال سنوات ما قبل حرب اكتوبر ١٩٧٣، عكفنا على تذليل كل المشكلات والعقبات التي واجهتنا، لضمان نجاح العملية الهجومية، فقد قمنا بتعطيل وإبطال مفعول خزانات الوقود والنابالم الإسرائيلية ، وفوجئ العدو بعدم قدرته على استخدامها عند نشوب الحرب ظهر ٦ أكتوبر ووقع المهندس الإسرائيلي المختص بتشغيلها وصيانتها أسيراً في أيدينا في أولى موجات الهجوم، وتمكنت قواتنا من عمل فتحات في الساتر الترابي خلال ساعات قلائل، بواسطة مضخات مياه قوية التأثير، وكانت كل فتحة تحتاج إلى إزالة ١٥٠٠ متر مربع من الرمال وجاءت فكرة استخدام مضخات المياه. من خبرة العمل في السد العالي، ولأول مرة تستخدم مثل هذه الوسيلة أثناء اقتحام مانع مائي في الخطوط الأمامية، وتحت نيران العدو.
وقد أقام المهندسون المصريون الكبارى فى الوقت المحدد لها، برغم كل الظروف الصعبة، وأمكن إنشاء ثمانية کباري في وقت قياسى لايزيد على ثماني ساعات وتحت نيران العدو وبدأت الدبابات المصرية تعبر إلى سيناء، خلال ست ساعات ونصف فقط من بداية وتحت نيران العدو، وبدأت الحرب لتؤدي مهامها القتالية.
ومما يجدر ذكره أنه في يوم 5 أکتوبر ۱۹۷۳، أرادت مسز مائير رئيسة وزراء  إسرائيل  أن تطمئن أننا غير قادرين على اقتحام وعبور قناة السويس فاستدعت الجنرال اليعازر رئيس الأركان لتتأكد منه أن المصريين غير قادرين على عبورها. وكان رد اليعازر عليها كما جاء في مذكراته التي نشرها "من المعروف دولياً أن أصعب الموانع المانية في التاريخ اثنان لا ثالث لهما، وهما قناة السويس وقناة بنما، وذلك لطبيعة المياه والعمق والعرض، وإذا أضفنا لذلك كله، المواقع الحصينة في خط بارليف، ومواقع الإشعال البترولي ثم سمك الساتر الترابي، فإن ذلك كله بدون أي تفكير كاف للدلالة على استحالة عبور المصريين لقناة السويس" ولو عدنا إلى الساعات الأولى قبيل بداية الحرب، فنجد أن "ديان" قد وصل ومعه جموع القادة الإسرائيليين في صباح ٦ أكتوبر ليطمئنوا على الموقف. بعد أن أصبح الشك يراودهم أن هناك شيئاً ما يحدث في مصر وسوريا وشاهد "ديان" بنفسه بعض أفراد قواتنا على الضفة الغربية للقناة يلهون ويمرحون، فبعضهم يلعب الكرة. والبعض الآخر يسبح في مياه القناة، ومعدات الشركات المدنية تعمل كالمعتاد.
 وقد كانت خطة الخداع التي صممتها القوات المسلحة المصرية بالكفاءة والدقة، التي جعلت  إسرائيل  تقتنع بأن القوات المصرية تقوم بعمل مناورة تدريبية كالمعتاد سنوياً .. وكانت هذه المناورة هي ستار للحرب الفعلية
كانت قواتنا المسلحة على استعداد تام لاقتحام قناة السويس بالجيشين الثاني والثالث، لتنفيذ مهامها القتالية. وكانت القوات الجوية على أهبة الاستعداد للإقلاع لتنفيذ الضربة الجوية الأولى. ضد أهداف العدو الرئيسية في سيناء وكانت مدمراتنا قد وصلت على الفور، بعد زيارات ودية لمينائي الخرطوم وصنعاء إلى مضيق باب المندب، وتمركزت فيه لقطع خطوط الإمدادات الإسرائيلية. 
ملحمة قتالية فريدة
 وفي الساعة ( ١٤٠٥ ) الثانية وخمس دقائق بعد ظهر السبت ٦ أكتوبر ۱۹۷۳ الموافق 10 رمضان، وهو يوافق في  إسرائيل  يوم عيد كيبور، حدث الانفجار. قامت القوات الجوية المصرية بأكثر من مائتي طائرة تهاجم بكل دقة ومهارة أهدافها في سيناء، وحوالي مائة طائرة سورية تهاجم أهدافها أيضاً في الجولان .. كما فتح أكثر من ألفى مدفع نيرانها المركزة على حصون خط بارليف. وما خلفه من مواقع تمركزت فيها قوات العدو الإسرائيلي.
كانت ملحمة قتالية رائعة تعرفها القوات المصرية والسورية طبقاً لتنسيق تام. وخطة عسكرية محكمة ..
استمر قصف قواتنا لمدة ٥٣ دقيقة دكت فيها التحصينات الإسرائيلية المعادية، وقامت القوات السورية بنفس الضربة الجوية الأولى. 
وبدأ عبور القوات المصرية في موجات متتالية إلى سيناء الحبيبة، وفى أولى الموجات نجح رجال المهندسين في إقامة الفتحات في السائر الترابي، واستمر القتال بضراوة على الضفة الشرقية للقناة وأقيمت الكباري في زمن قياسي وعبرت دباباتنا ومدفعيتنا وبقية الأسلحة المعاونة، وليصل عدد جنودنا إلى 30 ألف مقاتل عبروا إلى الضفة الشرقية خلال ثلاث ساعات كانوا يقاتلون بشراسة ضد تحصينات خط بارليف ودبابات العدو.
وبدأ السلاح الجوى الإسرائيلي وهو القوة الضاربة الرئيسية لديهم في التدخل في المعركة لمنع عبور قواتنا وتعطيل إنشاء الكباري، فتصدت لها قوات الدفاع الجوي وأصبح مجموع ما سقط لهم من فترة حتى الساعة العاشرة مساء ٢٥ طائرة وصدرت الأوامر الإسرائيلية لطائراتها بالابتعاد عن منطقة القناة بمسافة 10 - 15 كيلو متراً.
وعلى الفور ظهرت إحدى مفاجآت حرب أكتوبر.. الصواريخ المضادة للدبابات التي يحملها الأفراد لقتال الدبابات وتدميرها، وحتى مساء يوم 6 أكتوبر حسمت معركة العبور لصالح القوات المصرية. ولو أنها كانت الخطوة الأولي على الطريق. لكنها كانت بداية طيبة لافتتاحية الحرب.
ويهمني أن أوضح أن خسائرنا في الضربة الجوية الأولى كانت قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة ووصلت خسائرنا فى الأفراد إلى اقل من ٣٠٠ مقاتل فى الوقت الذي كنا تقدر فيه خسائرنا بأكثر من ذلك بكثير، في الوقت الذي بلغت فيه خسائرهم في الأفراد في يوم واحد، ما خسروه خلال حرب يونيو ١٩٦٧ ، كما وصلت خسائرهم في الدبابات في يوم واحد أيضا مائة دبابة.
ويهمني أن أذكر أيضا أن كثافة نيران مدفعيتنا كانت شديدة جدا، بحيث سقط على العدو الإسرائيلي في الدقيقة الأولى ١٠٥٠٠ دانة ، بمعدل نحو ١٧٥ دانة في كل ثانية، وبذلك استهلكت المدفعية نحو ٣٠٠ طن من الدانات في التمهيد النيراني العبور قناة السويس، والتي تم فيها اقتحام القناة تحت ستر هذه النيران الكثيفة.
أروع الأمثلة
ولقد ضرب القادة القدوة والمثل لرجالهم، فقد تقدموا جنودهم يقاتلون معهم في الخطوط الأمامية، ويستشهدون هم، ويكفى أن تعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا في الدقائق الأولى مع موجات الاقتحام، وعبر قادة الكتائب مع قواتهم خلال خمس عشرة دقيقة من بدء القتال، وهكذا غير قادة الفرق خلال ساعة ونصف، لذلك كانت نسبة الخسائر في الضباط والقادة عالية عن معدلها الطبيعي، إلا أن الإصرار على تنفيذ المهام، كان يتطلب منهم ذلك .. وفي سبيل النصر وتحرير الأرض. هانت الأرواح.
حرب المفاجآت 
وهذه الحرب يمكن أن أسميها حرب المفاجآت، فقد اشتملت على مفاجأة استراتيجية وتعبوية من جانبنا للعدو الإسرائيلي، ومفاجآت تكتيكية باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات بواسطة رجال المشاه لقتال الدبابات. وهذا عمل غير تقليدي في الحروب، كما اشتملت على مفاجأة فنية وهي الطريقة التي اتبعناها لعمل الفتحات في الساتر الترابي، حيث تم إقامة عشرة كبارى عبر القناة في ظروف فنية ومواصفات غير تقليدية خلال ثماني ساعات.
كما اشتملت خطة المفاجأة لإسرائيل على نواح كثيرة أقنعتهم قبل نشوب الحرب أننا نتخذ الدفاع ضد نوايا هجومية منهم، وأننا نقوم بمناورة تدريبية كالمعتاد سنويا، وليس هذا مجال لشرح هذه النواحي حالياً.
وعندما نشبت الحرب كانت مفاجأة للجميع في مصر والوطن العربي وإسرائيل، بما في ذلك أمريكا التي اعترفت على لسان "كوانت" مساعد مستشار الأمن القومي الذي قال "لقد كان نشوب حرب اکتوبر مفاجئا لإسرائيل والدول العربية والعالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. حيث لم تتوقع أغلب دول العالم نشوبها 
وقد رفعت الأعلام المصرية على أرض سيناء الحبيبة بعد غياب حوالی ست سنوات. وعلى أنقاض حصون العدو الإسرائيلي، التي كانت رمزا لمناعة الجانب الإسرائيلي، وإهانة للجانب المصرى وكما عبرت بعض الكتب الإسرائيلية : لقد سقط الخط، وبقى الرجل .. أي سقط خط بارليف، وبقى بارليف نفسه صاحب فكرة إقامة الخط.
وكانت حرب أكتوبر هي الرد الطبيعي لكرامة وشرف المقاتل المصرى، الذي أتقن فنون القتال، واستعد استعدادا كاملاً، وبذل الجهد والعرق لرد اعتباره. ولم تكن هناك مشكلة على الإطلاق تواجه المقاتل المصرى إلا وانتصر في حلها برغم صعوبة الموقف الذي وضعنا في وبذلك حققنا النصر العظيم.
ونجح العبور 
كان اليوم الأول من أيام الحرب  6 أكتوبر يوما صعبا قاسيا، فالبلاغات لا تنقطع والانفعال شديد، وفي نهاية اليوم الأول للقتال أصبح واضحاً لو القيادة المصرية والقيادة الإسرائيلية في المعركة قد حسمت لصالح مصر فقد كانت البداية طيبة وناجحة.
فالقوات البرية تسيطر على حصون خط بارليف، وتمنع الدبابات الإسرائيلية من الاقتراب من خط القناة. 
والكباري والمعديات تعمل بكفاءة حيث تتدفق عليها الأسلحة الثقيلة والدبابات المصرية شرقاً.
 وقوات الصاعقة تبث الذعر في عمق مواقع العدو الإسرائيلي في سيناء، وعلى الشاطئ الشرقي لخليج السويس تدميرا وعرقلة لمنع وصول قوات العدو الاحتياطية للجبهة ..
وقوات الدفاع الجوى تقف صلبة لحماية القوات والأهداف الحيوية بالدولة. وأرغمت الطيران الإسرائيلي على عدم الاقتراب من القناة.
 والقوات الجوية قامت بضربة ناجحة، وتتصدى بالقتال الجوى للسلاح الجوى الإسرائيلي، وفي الطرف الجنوبي من البحر الأحمر. تعمل البحرية المصرية في منطقة باب المندب لتعرض الملاحة البحرية الإسرائيلية إلى إيلات.
 ورفعت الأعلام المصرية على أرض سيناء وحتى صباح اليوم التالي ( ٧ اكتوبر )، كان الهجوم قد نجح مع الاقتحام المدمر لقناة السويس بواسطة خمس فرق مشاه أمكنها إنشاء خمسة رؤوس كبارى في خمس مناطق في سيناء بعمق خمسة كيلو مترات. في خمس معارك هجومية ناجحة.
وكان واضحاً أننا نخوض حرباً تختلف عن الحروب السابقة بين العرب و إسرائيل.
فهي الحرب التي بدأناها بالتعاون مع سوريا وكانت المباداة دائماً في يد إسرائيل.
وهي الحرب التي بدأناها بالهجوم. بعد أن كنا دائماً في موقف الدفاع وأصبح العدو في موقف الدفاع لأول مرة بعد أن كان دائماً هو المهاجم وهي الحرب التي حققنا فيها المفاجأة، بعد أن كانت  إسرائيل  تفاجئ الدول العربية بعملياتها العسكرية. 
وهي الحرب التي تخوضها دولتين وسوريا - على جبهتين عربيتين – مصر وسوريا في وقت واحد بتنسيق وتعاون بينهما. بينما كانت إسرائيل تهاجم كل دولة عربية على حده.
لقد قدر العدو قبل حرب أکتوبر أنه يصعب علينا عبور القناة إن لم يكن مستبعداً، وقد سئل "ديان" عن احتمال قيام قواتنا المسلحة بعبور القناة، وكان رده "إن المصريين يحتاجون إلى سلاح المهندسين الأمريكي والسوفييتي لتنفيذ العبور".
وفي أثناء الحرب، وكلما مرالوقت وازداد تدفق القوات المصرية شرقاً لتعميق مواقعها في سيناء، وازدادت الخسائر الإسرائيلية، صرح "ديان " كما جاءت في مذكرات اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي قائلاً : "لو لم أكن متأكداً أنه لم يبق خبير سوفييتي واحد في مصر لقلت إننا نحارب روسيا نفسها".
 وحينما اشتد القتال بين المقاتل المصرى والمقاتل الإسرائيلي، ظهرت القدرة القتالية للجندي المصري، الأمر الذي أثاره الجنرال اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي وسجل في مذكراته التي قال فيها "إن المصريين يفجرون أنفسهم أمام وفوق مدرعاتنا، وكان ذلك يعني قبل كل شيء أن تقديراتنا السابقة حول الجندي المصرى وقدرته القتالية، والفرق النوعى الذي يفصل بينه وبين الجندي الإسرائيلي.. كانت خاطئة".

نشر في عدد مجلة الهلال - أكتوبر 2023

Dr.Radwa
Egypt Air