قالت ندى الناشف نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فى كلمة لها خلال حوار تفاعلي جرى اليوم الإثنين ضمن أعمال الدورة 54 لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف حول أوضاع حقوق الإنسان فى أوكرانيا قالت إن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان فى أوكرانيا لاتزال متواصلة.
وأضافت أن الأمم المتحدة وثقت وقوع 4621 ضحية مدنية فى ستة شهور فى الفترة من 1 فبراير الى 31 يوليو 2023 فقط بينهم 1028 قتيلا و3593 جريحا.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن معظم هذه الخسائر وقعت فى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا كما انه من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى حيث لا تزال العديد من التقارير عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين فى انتظار التحقق منها كما لا تستطيع المفوضية السامية لحقوق الإنسان الوصول الى الأراضي المحتلة فى أوكرانيا.
وقالت ندى الناشف إن التقرير الجديد للمنظمة حول أوضاع حقوق الإنسان فى أوكرانيا يعكس صورة قاتمة وان القوات الروسية تمارس سوء المعاملة ضد المواطنين الأوكرانيين وأسرى الحرب ولفتت الى ان التعذيب يظل واقعا وحشيا بالنسبة للمدنيين وأسرى الحرب الذين تحتجزهم السلطات الروسية كما أن استخدام السلطات الروسية للتعذيب وسوء المعاملة ضد المدنيين وأسرى الحرب على حد سواء كان واسع النطاق ونوهت الى ان المنظمة الدولية وثقت قيام القوات المسلحة الروسية باحتجاز ما يقرب من 1000 شخص تعسفيا حيث عثر على 85 منهم مقتولين وعليهم علامات عنف بينما لا يزال 463 محتجزا.
وأعربت المسؤولة الأممية عن قلق الأمم المتحدة العميق إزاء ماتقوم بها السلطات الروسية فى الأراضي الأوكرانية التى تحتلها من عمليات منح الجنسية الروسية على نطاق واسع للمقيمين فيها وقالت إن الأفراد الذين يختارون عدم قبول جوازات السفر الروسية يجدون أنفسهم متورطين فى شبكة من الأقصاء ومحرومين من الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية إضافة لزيادة خطر الاعتقال التعسفي للذين يقاومون.
وقالت ندى الناشف إن المفوضية السامية لحقوق الإنسان تشعر بقلق بالغ إزاء عدم وجود نظام راسخ لإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم الى مناطق أخرى فى الأراضي التى تحتلها روسيا أو إلى الاتحاد الروسي وذكرت الناشف ان السلطات الروسية لم تتخذ أى خطوات ملموسة لضمان المساءلة عن الانتهاكات التي ارتكبتها قواتها الأمنية بل على العكس من ذلك فان قانونا جديدا تم اعتماده في يونيو 2023 يمنح العفو فعليا للجنود الروس عن مجموعة واسعة للغاية من الجرائم مما يعزز مناخ الإفلات من العقاب.
ولفتت المسؤولة الأممية الى انه وبينما بدأت السلطات الأوكرانية تحقيقات جنائية فى الادعاءات ضد قواتها إلا أن المنظمة لا تزال تنتظر رؤية نتائج ملموسة.
وحذرت من الأثآر التى وصفتها بالمدمرة وطويلة الأمد نتيجة لانهيار مبادرة حبوب البحر الأسود وقالت انه بعد انسحاب روسيا من اتفاقية شريان الحياة هذه كانت هناك زيادة فى عدد الهجمات التي شنها الاتحاد الروسي والتي أثرت على البنية التحتية المتعلقة بتصدير الحبوب كما تسببت بعض هذه الهجمات في الحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية المحيطة والمباني التاريخية فى أوديسا ولفتت المسؤولة الأممية الى ان المنظمة تدرك كيف يهدد هذا الوضع الحق في الغذاء فى جميع أنحاء العالم وخاصة في البلدان النامية ودعت الى اتخاذ إجراء دولي فورى للتصدي لهذا التحدي.