الإثنين 17 يونيو 2024

روح أكتوبر فى برج العرب

11-10-2017 | 12:53

بقلم –  عزت بدوى

كيف تحقق النصر فى اللحظة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.. وكيف تولج الفرحة من رحم الإحباط واليأس الذى بدأ يدب فى نفوس ملايين المصريين المشاهدين والمتابعين وهم يرون حلمهم الذى ظل يراودهم ٢٨ عاماً بدأ يتبخر فى الوقت القاتل من المباراة؟!

 

إنها الروح المصرية يا سادة والعزيمة والتصميم على بلوغ الحلم فى شهر الانتصارات مهما تكن الصعوبات والعوائق فتنحنى أمامها المعوقات وتتلاشى العراقيل.

لقد تجلت عدالة السماء وروح انتصارات أكتوبر المجيدة على استاد الجيش المصرى ببرج العرب مساء الأحد الماضى، لينقلب الإحباط واليأس إلى فرحة شعب عارمة، بعدما حقق منتخب مصر وشبابها الواعد فى كرة القدم حلم المصريين الذى ظل يراودهم طيلة ٢٨ عاماً كاملة، ويصعدون إلى نهائيات كأس العالم بروسيا للعب مع الكبار فى صيف عام ٢٠١٨ لأول مرة منذ عام ١٩٩٠، بعد تغلبهم على منتخب الكونغو العنيد فى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع من المباراة، بعد أن أيقن الجميع أن الحلم قد تبخر وأن الأمل فى الصعود قد تأجل والمهمة قد تضاعفت، فالعبور للمونديال مرهون بالفوز على غانا على أرضها ومن يضمن ذلك بعد أن فشلنا فى تحقيق السهل بالفوز على الكونغو على أرضنا ووسط حشد جماهيرى ضاقت به مدرجات برج العرب بعد أن وصل إلى قرابة ٩٠ ألف مشاهد لأول مرة منذ عام ٢٠١٠.

فى ظل هذا المشهد والسيناريو الدراماتيكى والذى اختلطت فيه دموع المتفرجين بالوجوم الذى خيم على الجماهير فى الاستاد والشوارع والمنازل، بعدما باغت المنتخب الكونغولى مرمى مصر بهدف قاتل فى الوقت القاتل من عمر المباراة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بثلاث دقائق فقط ليقلب الأوضاع رأساً على عقب ويتحول الفوز المصرى إلى تعادل بل كابوس يكاد يطيح بأحلام المصريين بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، بعد أن هيأ الجميع أنفسهم للاحتفال بتحقيق الحلم والوصول إلى نهائيات روسيا.. وسط هذه الأجواء يظهر المعدن المصرى الأصيل والروح القتالية لشباب وأحفاد وأبطال انتصارات حرب أكتوبر المجيدة لتسجل الكاميرات مشاهد معبرة لقائد المنتخب المصرى فى أرض الملعب النجم العالمى محمد صلاح وهو يبث الروح فى زملائه، بعد أن غالبته دموعه وهو ممسك بالكرة بعد دخولها مرمى مصر ويتوجه إلى الجماهير فى الاستاد، طالباً التشجيع بحرارة وعدم الإحباط أو اليأس حتى لا يتسرب ذلك الشعور إلى زملائه اللاعبين فى أرض الملعب حيث لا وقت للإحباط، ليتحول الملعب إلى محاصرة مصرية للفريق الكونغولى فى منطقة جزائه من جميع الجوانب، ويتحقق النصر فى الدقيقة الأخيرة من عمر الوقت بدل الضائع من المباراة لتختلط الدموع بالأفراح الشعبية العارمة التى تعم أرجاء مصر من أقصاها إلى أقصاها، هذه الروح التى تثبت للجميع أن المصريين قادرون على تخطى كافة الصعاب وتحقيق النجاح فى كافة المجالات بروحهم وعزمهم وتصميمهم وإرادتهم التى لا تقهر.

ألف مبروك لشعب مصر العظيم ولقائده الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعاد إليهم روح أكتوبر القتالية فى كل مجال ولمنتخبنا الوطنى صانع البسمة على شفاه المصريين.