السبت 23 نوفمبر 2024

عندما يتوحد المصريون

  • 11-10-2017 | 12:56

طباعة

بقلم –  غالى محمد

رغم أننى لا أعرف ألف باء فى الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، إلا أننى مثل أى عاشق لتراب مصر، سكن قلبى وعقلى ودمى حالة فرح وفخار للانتصار القوى الذى حققه منتخبنا على الكونغو والصعود إلى كأس العالم.

ولا أتكلم عن حالتى فقط، بل أتحدث عن حالة الفخار لكل الشعب المصرى العظيم، باستثناء الخونة الإخوان الذين جاهروا على مواقع التواصل الاجتماعى قبل المباراة، بالتمنى لهزيمة المنتخب المصرى أمام الكونغو.

أتحدث عن حالة فخار لفرح قومى، تؤكد أن الشعب المصرى، متى كانت هناك الأحداث القومية، تجده يدا واحدة، أقوى فى صلابته وعزته من أى سلاح مهما كانت قوته حتى لو كان سلاحا نوويا.

أتحدث عن أن الشعب المصرى، أعظم الشعوب فى أفراحه القومية وانتصاراته، ففى ثورة ١٩١٩ كان يدا واحد .

وفى ثورة ٥٢ وجدناه، وفى حرب ٥٦، كان يدا واحدة، وفى ٦٧ لم يستسلم ورفض الهزيمة ووقف وراء جيشه فى حرب الاستنزاف وفى ٦ أكتوبر ١٩٧٣ توحد مع جيشه العظيم الذى خاض المعركة وانتصر بقوة واقتدار.

وفى ٢٥ يناير، توحد الشعب العظيم وثار على الفساد .

وفى ٣٠ يونيه، قاد ثورة ضد فاشية الإخوان بقيادة الرئيس السيسى.

وساند ولا يزال يساند جيشه ورئيسه فى أكبر معركة ضد الإرهاب.

وفى حفر قناة السويس الجديدة كمشروع قومى، تنافس الشعب فى الاكتتاب من أجل نجاح هذا المشروع.

ولا يزال الشعب العظيم صامدا فى كل معاركه، يقف يدا واحدة مساندا كل ما هو قومى.

ولم تنفصل حالة المساندة الشعبية والتمنى بالنصر للمنتخب القومى على الكونغو عن تاريخ هذا الشعب العظيم فى مساندة كل ما هو قومى، كل ما هو مصرى، لأن تلك معركته فى صمود الوطن والحرص على تقدمه ومواجهة التحديات التى تجابهه، ولا ننكر أنه بقدر ما يخوض هذا الشعب أشرس المعارك القومية، وبقدر ما يعشق الأفراح القومية لا الفردية، فإن هذا الشعب يغضب أيضاً على المستوى القومى، إذا ما ألمت به أية ضائقة، أيا كان نوعها.

ولا يعنى ذلك أنه لا يصبر، فقد تعود الشعب المصرى على الصبر فى أشد الشدائد.

ومن هنا ، لابد أن نتوقف عند الرسائل التى أوجدتها حالة الفرح القومى لصعود مصر إلى كأس العالم بعد ٢٨ سنة من الغياب.

أتحدث عن الرسائل لحالة الفرح القومى التى انطلقت فى كل أنحاء مصر عقب الفوز على الكونغو.

حالة الفرح التى جمعت بين الأغنياء والفقراء، وبين الأحياء الراقية والأحياء الفقيرة والأحياء الشعبية.

الكل كان مصريا فقط، وحد بينه هذا الانتصار معنويا، فالجالس فى كافيه خمس نجوم كان يهلل من أجل مصر مثل الذى يجلس على قهوة فى حى شعبى.

دائماً فى أى إنجاز قومى يتوحد المصريون بداية من مشروع السد العالى ومرورا بقناة السويس الجديدة، ونهاية بهذا الانتصار، فهل آن الأوان، أن نستثمر من جديد الحالة القومية التى يعيشها المصريون فى شكل مشروع قومى، يجمع المصريين حوله مهما كانت شدائد ارتفاع الأسعار، والبطالة، لتنطلق مصر إلى معركة أكبر مع التنمية اعتمادا على معرفة مفاتيح الشعب المصرى التى تظهر قوته فى الحالة القومية فقط وهنا أوضح ومن خلال ما رأيناه هذا الأسبوع من مساندة للمنتخب القومى قبل المباراة وأثناء المباراة وحالة الفرح بعدها، أستطيع أن أقول إن الشعب المصرى يحرك نفسه بنفسه، متى كان الهدف القومى واضحا جليا يحقق مصالح الوطن أولا وكل فئات الشعب التى يأتى فى مقدمتها الطبقتان المتوسطة والفقراء واللتان تمثلان الأغلبية، ولا أستبعد من ذلك الأغنياء الذين يتوحدون أيضاً مع بقية الشعب فى أية حالة قومية.

وعندما أتكلم عن الحالة القومية التى يتوحد فيها المصريون فهم كما رأينا يتوحدون فى حالة الثورات على الطغاة والفاسدين والغاشين ويتوحدون حول جيشهم فى كافة معاركه، ويساندون بعض المشروعات التى يرون أنها ذات طابع قومى تحقق طموحات كافة الفئات، وليست مشروعات نوعية، تخاطب فئات معينة محدودة وذلك على مر التاريخ.

ولذلك فالفرصة مواتية، لأن نستثمر حالة الفرح القومى، لذى المصريين الآن، وأن يعكف علماء الاجتماع وعلم النفس والسياسة، على دراسة هذه الحالة، التى نتمنى ألا ننساها، ويعود المصريون بعد أيام لهمومهم مع الأسعار المرتفعة والبطالة والدواء الصعب، كما كان يحدث من قبل مع أفراح قومية سابقة.

أخشى أن ننسى ونعتبر الأمر مجرد حالة قومية عابرة حدث مثلها من قبل وحدثت أفراح قومية من قبل فى مناسبات رياضية قومية مماثلة، فالأمر يختلف كثيراً هذه المرة فقد قد شهدنا حالة فرح قومى، وتوحداً مصرياً نادراً حول المنتخب وحول هذا الانتصار، وبقوة لم يسبق لها مثيل، دون أن يمتثل المصريون لحالة الإرهاب الإخوانى التى سبقت مباراة المنتخب مع الكونغو وأثناءها.

أكد المصريون فى هذه الحالة القومية، أنهم أقوى من أية خونة، وأن الخونة الإخوانيين لم يعد لهم أى تأثير على الشعب المصرى الذى أصبح يصعب اختراقه من أى خونة فى الداخل أو أي خونة فى الخارج .

مع الهدف الثانى لفارس المنتخب محمد صلاح، دخلت الجرذان الإخوانية الجحور، وبدلا من أن يشمتوا فى مصر، شمت المصريون فيهم.

لن أتوقف كثيرا عند الذل الذى أصاب الجرذان الإخوان، بعد الهدف الثانى لمحمد صلاح، لأن هؤلاء لن يعطلوا توحد الشعب المصرى فى أية مواقف ومناسبات قومية، وحالة التوحد القومية هذه عادة لا ترى فيها المصريين إلا إذا كانت حالات قومية صادقة يستشعرها الشعب من نفسه، المهم أن يكون الهدف نبيلا وصادقا، ويرى الحاكم نزيها لا يعنيه سوى مصلحة الشعب، فقط كل الشعب.

والتاريخ فيه الكثير الكثير الذى توحد فيه الشعب المصرى فى الأحداث والمشروعات القومية المنزهة عن أية أغراض غير مصالح مصر وشعبها العظيم. التاريخ إذا عدنا إليه سنجد أن المصريين فرحوا وتوحدوا فى موقف قومية كثيرة .لابد أن يرصدها المؤرخون حتى نرصد مفاتيح هذا الشعب العظيم

الآن نحن إزاء حالة فرح قومى، وإزاء حالة توحد، هل سنتحرك قبل أن تتبخر، وبدلا من حالة السفسطة على الفيس بوك وبين بعض الإعلاميين، هل نجد من يدعو إلى دراسة الأحداث والحالات القومية التى يتوحد فيها المصريون حتى نستثمرها فى هدف أكبر خلال السنوات الأربع القادمة تحديدا، أو نستثمرها دائما فى حياة المصريين.

لا وقت لكى نضيعه فالتحديات القادمة كبيرة، وتحتاج إلى مزيد من توحد المصريين.

لا وقت لكي نضيعه ، فالتحديات القادمة كبيرة ونحتاج إلي مزيد من توحد المصريين .

لا تفوتوا الفرصة ولا تختزلوها فى مجرد فرح قومى عابر.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة