أكدت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، فى حكما صادر لها، إن يعتبر مخالفة تأديبية كل إخلال بالقوانين واللوائح والتقاليد الجامعية وعلى الأخص، الأعمال المخلة بنظام الكلية أو المنشآت الجامعية، وكل فعل يتنافى مع الشرف والكرامة أو مخل بحسن السير والسلوك داخل الجامعة أو خارجها.
وأشارت المحكمة، أنه في ضوء المستقر عليه في قضاء هذه المحكمة – أنه يجب علي عضو هيئة التدريس وشاغلى الوظائف المعاونة لها الحفاظ علي كرامة وظيفتهم، وذلك وفقاً لما يتطلبه العرف العام والتقاليد الجامعية، وما يقتضيه من حرص علي سمعتهم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسمعة المؤسسة التعليمة والتربوية التي يعملون بها، المتمثلة فى الجامعة المنارة المضيئة التى تقوم على بث روح العلم والمعرفة والأخلاق, ذلك أن جُل عمل الجامعة فضلاً عن التعليم مراعاة المستوي الرفيع للتربية الدينية والأخلاقية والوطنية.
وهو ما يفرض على أساتذة الجامعات والمعاونين لهم التحلى بالأخلاق الكريمة والسلوك القويم، بما يتفق مع التقاليد الجامعية العريقة، لكونهم قدوة لطلابهم يعلمونهم القيم والأخلاق، وينهلون من علمهم ما ينفعهم, فإذا ما خرج أحدهم عن إطار تقاليد الوظيفة الجامعية وتنكب بمسلكه وأفعاله وتصرفاته الطريق القويم، وأتى فعلاً مزرياً بالشرف والاعتبار وهو الفعل الذي يتصل الأمر فيه بالمقومات الأساسية للقيم العليا في الإنسان كعرضه وأمانته, مؤدى ذلك فقدانه للثقة والاعتبار ويتعين بتره من الجامعة ليبقى ثوبها أبيضاً ناصعاً.
جاء ذلك، في حكم أصدرته المحكمة الإدارية العليا، ضد أستاذ جامعي، بأحد المراكز القومية بالعزل من وظيفته مع الاحتفاظ بالمعاش، لما نسب إليه من اتهامات بالغة الشدة فى حقه، تمثلت فى التطاول بالقول على زميل له، وتهديده برشه مياه النار. حمل الطعن رقم 35124 لسنة 67.