الخميس 2 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. فاروق شوشة رائد الإذاعة والشعر بالعالم العربي

فاروق محمد شوشة

ثقافة14-10-2023 | 11:20

محمد جادالله

يوافق اليوم 14 من أكتوبر ذكرى وفاة فاروق محمد شوشة  الذي رحل عن عالمنا في عام 2016، ويعد أحد أهم الشخصيات الثقافية في العالم العربي خلال القرن الماضي، وكان شاعرًا وصحفيًا وكاتبًا، ألف عدة كتب ودواوين شعرية تنوعت بين الحب والسياسة والدين والفكر، حصل على جوائز عديدة وتُرجم بعض أعماله إلى لغات أخرى.

ولد «شوشة» في التاسع من يناير سنة 1936م، بمحافظة دمياط، وألتحق مُنذُ صغره بكتّاب قريته وحفظ القرآن الكريم كاملًا، وأتم دراسته حتى الجامعة بدمياط، وانتقل إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية، وتخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة سنة 1956م، ثم ألتحق بالدراسات العليا بكلية التربية جامعة عين شمس لدراسة الدبلوم العام في التربية سنة 1957م، وعمل مدرسًا لغة عربية بمدرسة النقراشي النموذجية بحدائق القبة.

وكتب «شوشة» في عدة صحف مصرية وعربية على رأسها جريدة الأهرام وجريدة الشروق، وتناول في كتاباته العديد من المواضيع السياسية والاجتماعية، بما في ذلك قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والتحولات السياسية في مصر والعالم العربي، كما أنه أجرى العديد من المقابلات مع شخصيات سياسية وثقافية بارزة.

والتحق بالإذاعة سنة 1958م، ثم أعير إلى الكويت حتى سنة 1964م، للعمل بإذاعتها وتدرج داخلها وصولًا إلى رئيس القسم الأدبي بها، ثم عاد إلى مصر وأخذ يتدرج في الإذاعة المصرية حتى أصبح رئيسًا لها سنة 1994م، وأثناء رئاسته للإذاعة انتدب أستاذًا للأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وتقلد «شوشة» مجموعة من المناصب داخل هيئات أخرى، حيث كان عضوًا لمجمع اللغة العربية في مصر، وعضوًا لاتحاد الكتاب، ورئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين.

وتنوع إنتاجه الفكري بين الكتب المؤلفة ودواوين شعرية، ومنها:

الدواوين: «إلى مسافرة» 1966م، «العيون المحترقة» 1972م، «لؤلؤة في القلب» 1973م، «أمل: قصيدة حب في الشعر العربي» 1973م، «في انتظار ما لا يجئ» 1979م، «الدائرة المحكمة» 1983م، «الأعمال الشعرية» 1985م، «لغة من دم العاشقين» 1986م، «يقول الدم العربي» 1988م، «هئت لك» 1992م، «سيدة الماء» 1994م، «وقت لاقتناص الوقت» 1997م، «حبيبة والقمر.. شعر للأطفال» 1998م، «وجه أبنوسي» 2000م، «الجميلة تنزل إلى النهر» 2002م. وتُرجمت مجموعة من قصائده إلى الإنجليزية الروسية والصينية والمقدونية على يد الدكتور محمد عناني.

 كما قدم شوشة العيدي من المؤلفات منها: «كلمات على الطريق» 1969م، «لغتنا الجميلة» 1973م وهو النسخة المكتوبة من برنامجه الإذاعي، «لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة» 1979م، «العلاج بالشعر» 1983م، «مواجهة ثقافية» 1989م.

وقد حصل «شوشة» على عدد من الجوائز المحلية والعالمية: جائزة البرنامج الإذاعي الثقافي الأول بمناسبة يوبيل الإذاعة 1985م، وجائزة الدولة في الشعر 1986م، والجائزة اليونانية كفافيس 1991م، وجائزة محمد حسن الفقي 1994م، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة 1997م، وأخيرًا جائزة النيل في مجال الأدب والشعر 2016م. بالإضافة إلى الشهرة التي حظي بها «شوشة» خارج حدود مصر والتكريمات التي حاز عليها.

براجمه الإذاعية والتلفزيونية:

قدم فاروق شوشة برنامج «لغتنا الجميلة» في الإذاعة من سنة 1967م، وظل في تقديمه قبل وفاته، وحتى الآن يُعرض في تمام الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق، و«روائع النغم»، و«زهور وبراعم»، و«نافذة على الفكر»، و«حياتنا الثقافية»، و«صوت الشاعر»، و«شعر وموسيقي»، و«فن الشعر»، و«مع الأدباء»، و«في طريق النور» برنامج أسبوعي يُعرض يوم جمعة قبل الصلاة مباشرة، لا يتعدى سبع دقائق، ولا يزال يُعرض حتى الآن على شبكة البرنامج العام. والتلفزيونية: «أمسية ثقافية» من سنة 1977م.

وكرس «شوشة» برامجه الإذاعية والتلفزيونية دفاعًا عن اللغة العربية والتعريف بجماليتها، واستضاف خلالها مجموعة كبيرة من المثقفين والمفكرين والأدباء والأكاديميين، مثل: توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وعبدالرحمن الأبنودي. فكان صاحب مدرسة فكرية تربى عليها أجيال كثيرة في جميع اركان الوطن العربي.

وكان دافع الشاعر فاروق شوشة الذي يحركه نحو اللغة العربية، ما صرح به في أحاديثه، أن هناك أخطاء لُغوية فاضحة تظهر على ألسنة وأقلام كثير من الإعلاميين، والصحفيين والكتاب، فكان لا بد من وقفه قوية وصادقة، ننقذ بها لغتنا العربية من الضياع.

ورحل  «شوشة» عن عمر يناهز 80 عامًا، تارك بصمة إذاعية لا يمكن محوها من ذاكرة الإذاعة المصرية والعربية، وسيظل حيًا نابضًا بأشعاره وحواراته الإذاعية والتليفزيونية لتكون درسًا واضحًا للأجيال المقبلة.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa