الجمعة 10 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. رحلة أحمد شوقي من قصر الخديوي إلى أمير الشعراء

أحمد شوقي

ثقافة14-10-2023 | 13:46

آلاء طنطاوي

تحل اليوم 14 أكتوبر ذكرى وفاة أحمد شوقي الشاعر المصري ، رائد  النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية والمسرحية التي مرت بها مصر، ويعد من أشهر شعراء مدرسة الأحياء والبعث.

 

ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب 1287 هـ الموافق 16 أكتوبر 1868، لأب شركسي وأم يونانية تركية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر.

والتحق بكتاب الشيخ صالح في الرابعة من عمره، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة.

والتحق بمدرسة الحقوق في الخامسة عشر من عمره، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي كان قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، وسافر في منحة ليكمل تعليمه في فرنسا، وتأثر بالشعراء الفرنسيين وبالأخص راسين وموليير

ونُفي «شوقي» من قِبل إلى إسبانيا عام 1915 لمدح الخديوي عباس والأسرة الحاكمة في شهره، وفي هذه الفترة اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية.

وكان أحمد شوقي في هذه الفترة على علم بالأوضاع التي تجري في مصر، فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، وعاد شوقي إلى مصر عام 1920.

ولقب «شوقي» أمير الشعراء عام 1927 بعدما بايعوه شعراء العرب بإمارة الشعر العربي، وبعد تلك الفترة تفرغ شوقي للمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيًا؛ ومن مسرحياته الشعرية مصرع كليوباترا وقمبيز ومجنون ليلى وعلي بك الكبير.

 

وتميز شعر«شوقي» بالمديح والرثاء، والأناشيد والحكايات والوطنية والدين والحكمة والتعليم والسياسة والمسرح والوصف والمدح والاجتماع وأغراض عامة، ويتميز أسلوبه بالاعتناء بالإطار وبعض الصور وأفكاره التي يتناولها ويستوحيها من الأحداث السياسية والاجتماعية.

وعرف عنه في الرثاء المغالاة في تصوير الفواجع مع قلة عاطفة وقلة حزن، وتقليد الشعراء القدامى من العرب وخصوصاً في الغزل، كما ضمن مواضيعه الفخر والخمرة والوصف، وهو يملك خيالاً خصباً وروعة ابتكار ودقة في الطرح وبلاغة في الإيجاز وقوة إحساس وصدقا في العاطفة وعمقا في المشاعر.

وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.

واستطاع أن ينظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: «عذراء الهند»، ورواية «لادياس»، و«ورقة الآس»، و«أسواق الذهب»، وقد حاكى فيه كتاب «أطواق الذهب» للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.

جمع «شوقي »شعره الغنائي في ديوان سماه «الشوقيات»، ثم قام الدكتور محمد السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه «الشوقيات المجهولة».

واشتهر «شوقي » كشاعرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع؛ فقد كتب في مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي السياسة ما كان سببًا لنفيه إلى الأندلس بإسبانيا وحب مصر، كما أتجه إلى مشاكل عصره، ونظم شوقيات للأطفال وقصصًا شعرية، وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي.

 

Dr.Radwa
Egypt Air