في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة سلسلة المطاعم الأمريكية ماكدونالدز، بسبب تبرع فرعها في إسرائيل بوجبات مجانية للجنود الإسرائيليين. وانتشرت صور تظهر خلو المطاعم من الزبائن في عدة دول عربية.. فما القصة؟

ترجع بداية القصة إلى إعلان ماكدونالدز إسرائيل، تبرعها بوجبات مجانية للجيش الإسرائيلي في أعقاب توتر الأوضاع بعد عملية طوفان الأقصى، إضافة إلى تخصيص خمس فروع تتعامل فقط مع المساعدات والتبرعات لقوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية.

مقاطعة ماكدونالدز

يأتي ذلك في الوقت الذي تجاوز فيه ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة 1000 قتيل جلهم من النساء والأطفال، وعلى الفور خرجت دعوات من وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة سلسلة المطاعم العالمية نصرة لأهل غزة.

عقب تلك الدعوات، وعقب دخول المقاطعة ساعتها الأولى، أعلنت ماكدونالدز السعودية في بيان لها، أنها شركة سعودية 100%، مؤكده أنه لا علاقة لها بما يقوم به وكلاء آخرون خارج المملكة العربية السعودية.

ومن جانبها، قالت ماكدونالدز مصر إنها شركة مصرية 100% يمتلكها رجل الأعمال ياسين منصور وتعد من أكبر الكيانات الاقتصادية في مصر.

وأوضح البيان أن دور شركة ماكدونالدز العالمية هو السماح للشركة المصرية باستخدام العلامة التجارية محلياً وإمدادها بالخبرة والمعرفة لتقديم أفضل خدمة لعملائها.

وأكدت الشركة: "نؤكد احترامنا ومراعاتنا والتزامنا الدائم لوطننا ومجتمعنا، ولا علاقة لنا بما يقوم به وكلاء آخرون بدول أخرى".

وعلى إثر دعوات المقاطعة أيضاً، أعلنت ماكدونالدز تركيا تخصيص دعماً إنسانياً لغزة بقيمة مليون دولار، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الصور التى تظهر سلسلة المطاعم العالمية خالية من العملاء، والتى كان من المعتاد أن يتكدس عليها المئات يومياً.

وفي لبنان، قام مجموعة من الشبان بالإعتداء على مطعم ماكدونالدز وتحطيم محتوياته في مدينة صيدا، اعتراضاً على دعم الشركة العالمية للجيش الإسرائيلي.

وعلى رغم من تلك البيانات، يواصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدشين دعوات المقاطعة.

 

لكن.. هل ستؤثر المقاطعة على ماكدونالدز أو على إسرائيل؟

وعن تأثير مقاطعة سلسة المطاعم العالمية، يقول الخبير الاقتصادي، الدكتور وائل النحاس، أن ذلك يؤثر على مبيعات سلسلة المطاعم، ولكن هناك نقطة يجب أن نوضحها، إن تلك الشركة تقوم بتشغيل آلاف المصريين، نعم نحن نريد ضرب الشركات التي تمول إسرائيل، ولكن هل ذلك سيؤثر عليها، إن عدد الشركات بعالمنا العربي ضئيل إذا ما تم مقارنته بالعالم.

 

وتابع في تصريح لبوابة "دار الهلال": أن التأثير الأكبر سيقع علينا وعلى العمالة المصرية التي تعمل بها، معقباً، "أن الشركة العالمية لا تستطيع التأثير على قرار أفرعها المحلية".

 

وأضاف النحاس، أن النموذج الأمثل للمقاطعة حين نتوقف عن استيراد المنتجات من الخارج، لا حينما نقاطع المنتجات التي نقوم بتصنعيها؛ لأن الضرر الأول سليحق بالإقتصاد المصري.

 

وأوضح أستاذ الاقتصاد، على الإدريسي، أن الشركة العالمية ليس لها تأثير على أفرعها؛ لأن من يحصل على التوكيل هو مسثمر مصري، والعمالة مصرية، فالمقاطعة لن تؤثر على الشركة العالمية، بل التأثير سيكون على العمالة المصرية، والمستثمر المصري، فنحن هنا نضر أنفسنا.

وتابع في تصريح لبوابة "دار الهلال"، لا يمكن بأي حال أن يؤثر ذلك على الجيش الإسرائيلي في شيء، وأن ذلك المنطق الموجود على مواقع التواصل الإجتماعي بعيد كل البعد عن العقل والفكر الإقتصادي.

وأضاف الإدريسي، أنه في ظل معدلات البطالة ونسب الفقر لا يمكن أن نقدم على ذلك، لأن تلك الدعوات لن تقوم بتشغيل عمالة ماكدونالدز حين تغلق، ويتضح اللا منطق في تلك الدعوات:"البعض بيقول اطلب أوردر ومتستلموش.. طب عامل الدليفري؟.. مش مصري".