الجمعة 24 مايو 2024

كيف توجّهين سلوك طفلكِ المصاب بفرط الحركة؟

13-10-2017 | 14:21

يمتلك جميع الأطفال الكثير من الطاقة، والقدرة على اللعب، والحركة المستمرة تقريبًا طيلة النهار والليل، لكن كثير من الأمهات يشتكين من حركة أطفالهن الزائدة، ويعتبرن أن فرط الحركة لدى الأطفال هي مرض يستدعي المعالجة، إذ يود بعض من أولياء الأمور أن يكون الابن هادئًا جدًا ومطيعًا.

وتقول الدكتورة ميرفت ميرغني، مدرس مناهج وطرق تدريس تربية الطفل، إن فرط الحركة هي سلوك اندفاعي مفرط وغير ملائم للموقف، ويشير أحيانًا إلى إصابة في القشرة المخية، مما يضعفها، وبالتالي يضعف تأثيرها القوي المهدئ لنشاط المراكز تحت القشرية، فتكون حركة الطفل المصاب بفرط الحركة غير هادفة، ولا معنى لها، ويؤثر سلبًا على سلوكه وتحصيله.

وأضافت “ميرغني” أن فرط الحركة يزداد عند الذكور أكثر منه عند الإناث، حيث تكون الحركة هنا مستمرة، مع عدم الجلوس إلّا بمصاحبة الاهتزاز والقفز سريع التحول من نشاطٍ إلى نشاط آخر، وكأنه محرك يعمل دون توقف، وعدم القدرة على التركيز لفترةٍ كبيرة، وعدم الالتزام بأداء المهمة المطلوبة منه، كما أنه يكون عددوانيًا في حركاته، وسريع الانفعال، ومتهور.

وتوضح أنه من أسباب فرط الحركة أيضًا -غير العامل البيولوجي الخاص بقشرة المخ- عوامل قبل وفي أثناء الولادة، فقد تتعرض الأم في أثناء الحمل للإشعاع، أو تناول المخدرات أو الكحوليات، أو بعض العقاقير الطبية، أو التدخين، وإصابتها ببعض الأمراض المعدية كالحصبة الألمانية، أو الزهري، أو الجدري، أو تعرض الطفل لأي عدوى ميكروبية أو فيروسية كالحمى الشوكية، أو الالتهاب السحائي، أو ضعف السمع.

كما أضافت أنه من العوامل المهمة تغذية الطفل، فتناول محسنات الطعام الصناعية، والمواد الملونة والحافظة، والشوكولاتة، والمواد السكرية بكثرة تؤدّي إلى زيادة النشاط الحركي لديه، وهناك أيضًا عوامل اجتماعية ونفسية مثل سوء معاملة الأبوين لبعضهما أو للطفل، والعقاب البدني المتكرر، والحرمان من الرعاية الأسرية، أو سوء الانسجام الأسري والنزاعات، ووجود المشاحنات الأسرية.

لذلك، يجب على الوالدين مراعاة حُسن التعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة من خلال بعض الخطوات المهمة، وهي:

أولًا: إظهار المحبة، والرعاية، والاهتمام به دون الإفراط في التدليل، وعدم استخدام أسلوب التهديد واستبداله بأسلوبٍ تربوي.

ثانيًا: لا توبّخ الطفل أو تنتقده أمام الآخرين مهما كانوا صغارًا أو كبارًا، وإذا اضطررت إلى ذلك، فوجّه عبارات النقد للسلوك والفعل وليس للطفل نفسه، لا تقارن الطفل بغيره، ولكن قارنه بنفسه من وقتٍ لآخر.

ثالثًا: الاهتمام بتغذية الطفل تغذية سليمة، والتنويع في الغذاء، والتوازن فيه ليحصل الطفل على قدرٍ كافٍ من الخضراوات والفواكه الطازجة، مع تقليل ومنع الأطعمة التي تزيد من النشاط لدى الطفل، مثل الحلوى.

رابعًا: أن تقدمي له أفكارًا متنوعة لشغل وقت فراغه باستمرار بالألعاب المحببة مثل المكعبات، والفك والتركيب، والتلوين، والرياضة.

خامسًا: الاستشارة الطبية لدى المتخصصين إذا لازم الأمر.