كتب ـ خليل زيدان
هي بلا شك من أروع فناني الزمن الجميل، ونسمة السينما المصرية الجميلة، فقد متعها الله بالصحة التي تجعلها لا تزال قادرة على العطاء الفني، وما تقوم به من أدوار حالية يضيف إلى رصيدها الفني، فهي من كبار نجوم التمثيل والإنتاج أيضاً، وقد قامت منذ يومين بالتبرع بكل ملابس أفلامها التي لا تقدر بثمن ليقام بها مزاد يوضع ناتجه في صندوق تحيا مصر، وتلك الملابس برغم قيمتها الفنية، والتي تعتبر جزءًا هامًا من تاريخ سميرة أحمد الفني، إلا أنها لم تبخل بها على محبوبتها مصر.
يتم اليوم أيضاً تكريم الفنانة القديرة سميرة أحمد في السادسة مساءً من خلال مهرجان المسرح النسوي، مع لفيف من نجوم الفن عن مجمل أعمالهم ومشوارهم الفني، ويسعد "الهلال اليوم" أن تذكر القراء بتنوع قدرات الفنانة سميرة أحمد الفنية، فهي بجانب التمثيل، قامت بالغناء في بعض أفلامها، وقد استعانت بالمطرب الفنان عبد العزيز محمود ليضع لها بعض الألحان ويدربها على أصول الغناء من خلال عدة لقاءات وبروفات بمصاحبة فرقة موسيقية كاملة.
وبعيداً عن الغناء في الأفلام، فقد أكدت الفنانة سميرة أحمد لمجلة الكواكب في بداية الستينيات مدى حبها للغناء الذي تمارسه في بيتها دون محاذير مخرج أو ملحن، فهي حسب ما أدلت به، يحلو لها الغناء في البيت وخصوصاً داخل الحمام، وفي السطور التالية نطرح ما كتبته الفنانة سميرة أحمد.
"أنا من الذين يحلو لهم الغناء في الحمام، وصوتي لا بأس به ولعل القارئ يذكر أنني غنيت في بعض أفلامي الأخيرة.. ولكن حدث مرة أنني انسجمت أكثر من اللازم.. كانت المناسبة أغنية جديدة للسيدة أم كلثوم ، وأعجبت بها إعجاباً شديداً وقضيت النهار أرددها في كل مكان.. في البيت والمطبخ.. في غرفة النوم.. وأخيرًا في الحمام".
"ولشدة انسجامي، نسيت الوقت وأطلت البقاء في الماء الساخن الذي يمتلئ به الحوض.. وفي النهاية قمت وأنا لا أزال أردد بعض مقاطع الأغنية.. وخرجت دون أن ألتفت إلى بعض الإجراءات التي يقتضيها الحرص من الشخص الذي يستحم بالماء الساخن.. كانت النوافذ مفتوحة فاستقبلني الهواء البارد، والباقي معروف، أصبت ببرد ألزمني الفراش عددًا من الأيام".
"وحادث آخر كان سببه الغناء في الحمام، فقد انكسر مرة مقبض باب الحمام من الداخل.. ونسيت هذا لانهماكي في الغناء، فأقفلت الباب، ولم أكتشف الحادث إلا بعد أن انتهيت من حمامي، واكتشفت عندئذ شيئاً آخر وهو أنه لا يوجد في البيت سواي! كيف أخرج من الحمام؟".
"لم يكن من السهل طبعاً إلا أن أفتح نافذة الحمام وأصرخ.. وأطلب من أول جارة تسمعني أن تستدعي أحد النجارين ليفتح باب الشقة أولاً ثم باب الحمام ليطلق سراحي.. كل هذا لم ينسني عادة الغناء في الحمام .. فما زلت إلى اليوم "أنسجم" بمجرد دخولي الحمام وأنسى نفسي وأغني .. و"ربنا يستر".