أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي أن الموقف في قطاع غزة سوف يخرج عن السيطرة في حال قيام إسرائيل باجتياح القطاع في إطار الصراع المحتدم حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة أن الاستخدام المفرط للقوة من جانب إسرائيل ضد سكان القطاع سوف ينتج عنه تزايد مشاعر الكراهية بين الجانبين، موضحة أن هناك بالفعل آلاف من الفسلطينيين الذين لقوا حتفهم بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع والاستخدام المفرط للأسلحة المدفعية من جانب القوات الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع الذي بدأ منذ قرابة أسبوع بهجوم شنته جماعة حماس الفلسطينية على الجانب الإسرائيلي سوف يؤدي إلى تدمير القطاع بالكامل حال قيام إسرائيل بهجومها البري المرتقب، موضحة أن العديد من المنشأت التابعة للأمم المتحدة في القطاع والمستشفيات تعرضت لقصف عنيف إلى جانب مقتل العديد من الصحفيين. وينوه المقال في هذا الصدد أن الجانب الإسرائيلي اعترف بالفعل أنه استهدف مواقع دون توجيه إنذار مسبق خلافا لما كان يحدث قبل ذلك.
ويسلط المقال الضوء على موقف جماعة حقوق الانسان الإسرائيلية " بيتسليم" التي ترى أن قصف القوات الإسرائيلية وحصارها لقطاع غزة يمكن وصفه بأنه "سياسة إنتقامية إجرامية".
وتضيف الصحيفة أنه وسط مخاوف من قيام إسرائيل بهجوم بري كاسح، اضطر العديد من الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة إلى ترك ديارهم والفرار نحو الجنوب ولاسيما بعد إصدار السلطات الإسرائيلية قرارات إخلاء، إلا أن المشكلة التي تواجه سكان غزة هي أن معظم المستشفيات التي يتلقون فيها العلاج تقع في شمال القطاع مما دفع منظمة الصحة العالمية أن تصف قرار الإخلاء أنه بمثابة "حكم بالموت على المرضى الفلسطينيين".
وفي هذا السياق يسلط المقال الضوء على تصريحات أمين عام مجلس اللاجئين النرويجي جان إيجلاند التي يقول فيها أنه بدون ضمانات كافية للعودة الآمنة لهؤلاء النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم فإن قرارات الإخلاء تعد بمثابة جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري.
وتلتف الصحيفة في الختام إلى أنه إذا كان من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها فإن القانون الدولي يسمح بذلك في إطار الاستخدام المناسب والضروري للقوة وذلك للدفاع عن النفس فقط.