الإثنين 20 يناير 2025

عرب وعالم

"ذا هيل": الغزو العسكري لغزة يتسبب بالفعل في خلق كارثة إنسانية

  • 22-10-2023 | 14:13

قوات الاحتلال الإسرائيلي

طباعة
  • دار الهلال

رأت صحيفة /ذا هيل/ الأمريكية أن الغزو العسكري لغزة يتسبب بالفعل في خلق كارثة إنسانية، مما يقوض التعاطف والدعم الواسع النطاق الذي تتلقاه إسرائيل، مشيرة إلى أنه حتى لو تم استئصال زعامة حماس بطريقة أو بأخرى، فإن المعاناة الناجمة عن ذلك لسكان غزة الأبرياء من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم المظالم التي أدت إلى ظهور حماس.

جاء ذلك تعقيبا على الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم برمته حاليا، مؤكدة أن الحلول العسكرية العقيمة لا يمكنها أن تحل المشاكل السياسية واستشهدت الصحيفة - في مقال للرأي عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- بمقولة "الحرب هي السياسة ولكن بوسائل أخرى" المنسوبة إلى الجنرال أو الاستراتيجي العسكري كارل فون كلاوزفيتز.. وقالت إنها تكررت كثيرا حتى أنها باتت سخيفة..

لكن حقيقتها يجب أن تذكرنا بأن الحرب ليست غاية في حد ذاتها.. ولا ينبغي شن الحرب إلا بعد استنفاد جميع الوسائل الأخرى. وحتى في هذه الحالة، فإن التوصل إلى نتيجة سياسية واقعية وقابلة للتحقيق لابد أن يظل نصب أعيننا بوضوح. وإلا فإن النجاح في ساحة المعركة سيقود إلى الفشل. وقالت الصحيفة إنه أيا كانت النتيجة التي تصورت حماس أنها قد تحققها من خلال ارتكاب مثل هذه الأعمال، فإن العواقب لن تكون إيجابية بالنسبة للشعب الفلسطيني. إن الهجمات التي تشنها حماس على الإسرائيليين أدت الآن إلى رد فعل يكاد يكون حتميا (على حد وصفها) وهو: الحرب للقضاء على حماس والتهديد الذي تشكله. وأضافت الصحيفة أن هذه الهجمات أطلق عليها اسم "11 سبتمبر الإسرائيلي".

وينبغي لهذا التشبيه أن يدفع إلى البحث عن الدروس المستفادة ، كما أدى الهجوم الإرهابي السابق على الولايات المتحدة إلى رد فعل عسكري انعكاسي وهو: "حرب مطولة على الإرهاب" مصحوبة بغزو العراق وأفغانستان واحتلالهما المستعصي. حيث فقدت أعداد لا حصر لها من الأرواح، وتحول التهديد من تنظيم القاعدة إلى داعش.

وذكرت الصحيفة أن هناك العلاقة المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين، حيث إذا صدقنا وقل الخبراء والساسة فإننا نسير ببطء نحو مواجهة عسكرية حتمية بشأن تايوان. وخلافا للحرب في أوكرانيا، فإن هذا سيكون صراعاً مباشرا بين دولتين نوويتين.

علاوة على ذلك، تُعَد الولايات المتحدة والصين القوتين الاقتصاديتين الأعظم على مستوى العالم. ومن الممكن أن يؤدي الصراع العلني بينهما إلى التدمير المتبادل المؤكد للاقتصاد العالمي. وفي سياق متصل.. أشارت /ذا هيل/ إلى أن الاعتقاد الذي وصفته بأنه "ليس في محله" بالحلول العسكرية يؤدي إلى تزايد المطالبات بإنفاق المزيد من الموارد على أسلحة الحرب.

وفي حين يناضل الكونجرس الأمريكي الذي وصفته بالمستقطب والمختل وظيفيا لاختيار رئيس لمجلس النواب، فإن لجنة مكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، المعينة من جانب الكونجرس، تدعو الآن إلى تكثيف ترسانتنا النووية والاستعداد لخوض حرب مع كل من روسيا والصين في نفس الوقت. ومضت الصحيفة تقول إن مثل هذا التفكير ليس مجرد وهم؛ أنه أمر خطير.

إن الاستعداد لخوض حرب ينتقص حتما من حل التحديات الوجودية الحقيقية. كذلك فإن الترسانات العسكرية الأكبر لن تساعد في حل الكارثة الوشيكة لمناخنا أو الوباء العالمي القادم أو الأزمة الاقتصادية العالمية القادمة، فضلا عن أنه لن يخفف من معاناة مختلف الناس في الداخل وفي أنحاء العالم، وهي المعاناة التي تؤدي إلى الاستقطاب والبحث عن حلول متطرفة.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه في كثير من الأحيان، يؤدي البحث عن مثل هذه الحلول إلى تأجيج العنف والحرب. ومن ثم يتعين علينا أن نعمل على إقناع أولئك الذين يختارون مثل هذا المسار ــ سواء ما كانوا عديمي الجنسية أو قوى عظمى عالمية ــ بأن هذا الطريق لن يقود سوى إلى المزيد من الموت والدمار.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة