تفقد وزيري الإسكان والتنمية المحلية السويس يوم السبت 21 أكتوبر الجاري في زيارة مفاجأة تمهيداً للاحتفال بالعيد القومي (اليوبيل الذهبي) 50 عاماً علي أنبل معركة للمقاومة الشعبية في التاريخ الوطني وقبل ثلاثة أيام من يوم 24 أكتوبر ذلك التاريخ المهم ويبدو أن الزيارة للوزيرين (الإسكان والإدارة المحلية) كان تمهيداً للافتتاح الرسمي لبعض المشروعات وقبل زيارة متوقعة رسمية للقيادة السياسية ورئيس الحكومة ويحمد الاهتمام بالسويس بالقرب من عيد السويس القومي ولكن علي الجانب الآخر لابد أن نذكر مطالب شعب السويس التي تثار بين المواطنين في عدم ارتياح للعديد
من المظاهر التي تجعلهم في عدم رضاء بسبب

أولاً / فيما يخص الإسكان والمحليات فإن الأمر يتطلب النظر في المخالفات التالية

• الاختيار الخاطئ في إنشاء المجمع الطبي الجديد للتأمين الصحي في منطقة مزدحمة بالمناطق السكنية (العبور – 24 أكتوبر – شباب أكتوبر – الإسكان المميز) و وسط المدارس الابتدائية والإعدادية والفنية الصناعية وبجوار الفندقية . وبجوار مجمع المصالح الحكومية لمديريات الخدمات (المرور – الإسكان – التنظيم والإدارة – القوي العاملة – الأوقاف – الزراعة – التأمينات) وهي الإدارات المزدحمة بالموظفين ومن يترددون عليها من المواطنين كما أن منطقة المجمع الطبي الجديد محاط بكل شركات البترول وما يصدر عنها من الانبعثات المؤثرة سلباً في البيئة وحيث أن المجمع ملاصق لشركة بتروجيت – مصر للبترول – الجمعية التعاونية للبترول – النصر للبترول و السويس لتصنيع البترول .
• كما أن المجمع الطبي محاط بــ (5) محطات لوقود السيارات بالبنزين والغاز .
• من المنتظر أن يخرج المجمع الطبي الشامل ما يقرب من طن ونصف من المخلفات الطبية الخطرة التي سوف يكون  لها تأثير ضار بالبيئة و المواطنين .
• المخالفة الخطيرة بالتعدي علي التخطيط العمراني لمحافظة السويس وهو التخطيط المعتمد (التفصيلي والاستراتيجي) والمعتمد من وزارة الإسكان حيث تم التعدي علي المنطقة الترفيهية أمام مبني المحافظة بإنشاء موقف للسيارات الخاصة وإنشاء مشروع دار الإفتاء في الوقت الذي يوجد مركز للإفتاء بمنطقة الأزهر الشريف بالسويس  .
• التعدي علي حديقة الخالدين الرمزية أمام مبني المحافظة بنزع أكثر من 600 شجرة مورقة وظليلة عمرها يزيد عن عشرات السنين في مذبحة للأشجار مع إنشاء جراج علي نصف الحديقة التي بنيت منذ سنوات تخليداً للشهداء الأبطال من أبناء السويس .
• إنشاء مبني جديد لديوان عام المحافظة بتكلفة عشرات الملايين من الجنيهات وتخصيص دور بالكامل للسيد المحافظ ونائبه في الوقت الذي يوجد فيه مبنيان للديوان العام للمحافظة ويصبح للسويس ثلاثة دواوين للمحافظة في ظل المطالب بترشيد الإنفاق الحكومي .
• تم تجاهل تعليمات وموافقات السيد الدكتور / مصطفي مدبولي "رئيس الوزراء" بتطوير 35 منطقة إسكان شعبي قد تم بنائها تعويضاً عن ما خسرته السويس أثناء فترة الحروب من 5 يونيو وحتى 24 أكتوبر 1973 حيث تم الاهتمام بتطوير 17منطقة بالدهانات علي الطريق الرئيسي لمدخل السويس وخط سير الزيارات الرسمية لكبار المسئولين وتم تجاهل 18منطقة شعبية هي الأقدم والأكثر احتياجاً في أولويات الترميم والتطوير والمناطق القديمة هي (مساكن  الشهداء بجوار رئاسة حي الأربعين – عمارات الأربعين بجوار الحماية المدنية - المثلث – الإيمان 1
  – الإيمان 2 – الصباح – فيصل – الحرفيين – العرائس – مساكن الإيواء – المستقبل – الصفا
  -الأمل – الأنصاري – تل القلزم – البطراوي بالقطاع الريفي) فضلاً عن عدم الاهتمام بدورات المياه العامة التي ينخفض عددها في كافة الأحياء الشعبية للمحافظة .    
• إهمال المناطق الشعبية بتراكم القمامة والحفر و المطبات وعدم صيانة الطرق فضلاً عن إهمال الجانب الآخر بعيداً عن مسار الزيارات الرسمية حيث مياه الصرف والإهمال الشديد لحي الأربعين الذي يعيش فيه 52%  من تعداد السكان .
• إهمال المناطق الشعبية خصوصاً منطقة عرب المعمل خلف مشروع الأكسدة وخلف مساكن العاملين بشركة السويس لتصنيع البترول حيث توجد بؤرة خطرة بتراكم القمامة والمخلفات الخطرة وتدوير المخلفات الضارة بالبيئة علي مسطح كبير و واسع يهدد الصحة العامة وتكثر فيها الكلاب الضارة والمسعورة رغم أن هذه المنطقة بجوار وخلف كلية الطب الجديدة وبالقرب من الشارع الرئيسي للزيارات الرسمية أمام منطقة بتروجيت .     
• إهمال الحدائق العامة في أحياء السويس بمنطقة الغريب وأمام رئاسة الحي وبجوار مدرسة الثانوية بنات فضلاً عن إهمال الحدائق العامة في حي الأربعين وتحويل حديقة الشهداء الرمزية إلي موقف خاص بالسيارات مع إزالة المجسم الجمالي (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .
• تم إزالة ومذبحة للأشجار بطريق ناصر الذي يعاني منه المواطنين وأصحاب السيارات والمحلات  التجارية والسكان بسبب تأخير رصفه والانتهاء منه منذ ما يقرب من عام .
• ونذكر السيد الدكتور/ عاصم الجزار "وزير الإسكان" والسيد اللواء/ هشام آمنة – بأن السوايسه يتحدثون في عدم رضاء علي تصوير السويس بأن منطقة بورتوفيق الأولي والكافيتريات التي تم إنشائها بعدد ما يقرب من 50 كافيتريا علي مساحة أقل من 700 متر (ممشي السويس - النخيل) وهو المكان المفضل للزيارات الرسمية بإعطاء صورة علي غير الحقيقة لواقع السويس في المناطق الشعبية المهملة .
• و يتسأل شعب السويس صاحب التاريخ  الوطني لماذا تم إهمال وتأخير إنشاء المتحف الوطني الذي يخلد أشرف معركة في تاريخ مصر الوطني الحديث بعد مرور نصف قرن (50 عاماً) .

-وأخيراً نذكر ولا ننسي ما تقوم الحكومة من بعض المشروعات لكن السوايسه يشعرون بأن حصل عليهم إهمال خصوصاً مع إغلاق الكثير من المصانع وتعطيل مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس
والمنطقة الصناعية الأولي ومنطقة الصناعات الثقيلة وغلق ميناء بورتوفيق للركاب مع ارتفاع نسبة البطالة بين شباب السويس الذي يصل ترتيب المحافظة الرابعة علي مستوي الجمهورية في نسبة البطالة وغني عن البيان ما ذكره تقرير التنمية البشرية الأخير 2022 الصادر عن وزارة التخطيط والذي يشير إلي أرقام غير مرضية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ولا تتناسب مع تضحيات شعب السويس الوطني .

و نحن علي ثقة في نظرة الحكومة العاجلة لرد الاعتبار للسويس وشعبها الذي يستحق الكثير ونأمل في المحاسبة لكل من تسبب في إهمال المحافظة ومن أجل مصر التي نريدها أفضل بإذن الله.

د/عبد الحميد كمال   

برلماني و كاتب صحفي