تعرض محيط مستشفى القدس للقصف الإسرائيلي خلال الساعات الأولى من الصباح اليوم، وذلك بعد التحذيرات التي أصدرتها قوات الاحتلال بإخلاء المستشفى الذي يضم عددا كبيرا من النازحين من أهالي غزة، جراء القصف الوحشي على أنحاء القطاع منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر الجاري.
وهددت قوات الاحتلال بقصف مستشفى القدس في غزة في أي لحظة، وذلك بعد إقدامهم على قصف مستشفى المعمداني في مساء الثلاثاء الماضي، والذي أسقر عن استشهاد أكثر من 500 شهيد بينهم أطفال ونساء.
قصف محيط مستشفى القدس
تعرض محيط مستشفى القدس غربي غزة إلى قصف عنيف مساء أمس، بجانب قصف محيط مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، ووفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فإن طيران الاحتلال الإسرائيلي قصف بعدة صواريخ محيط مجمع الشفاء الطبي، الذي يحتوى أكبر عدد من الجرحى والطواقم الطبية، وكذلك محيط مستشفى القدس في حي تل الهوى للمرة الثانية، موضحة نقلا عن مصادر محلية أن الاحتلال يهدف إلى إحداث إرباك في المنظومة الصحية عبر التهديد المباشر للمستشفيات بالإخلاء والقصف، أو من خلال القصف مناطق قريبة.
جاء قصف محيط مستشفى القدس على بعد 20 متر فقط، خلال تواجد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها عقدت اجتماعا في مستشفى القدس مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنين في غزة ومناقشة دور الصليب في توفير الحماية للمؤسسات والمرافق الصحية، وتخللت الزيارة عمل جولة تفقدية اطلعت فيها اللجنة على الأضرار والخسائر بالإضافة إلي زيارة أقسام العناية المركزة والمرضى وأوضاع النازحين في المستشفى.
وأكد مدير العمليات بالهلال الأحمر الفلسطيني عبد العزيز أبو عيشة استحالة إخلاء مستشفى القدس عقب التهديدات التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها في أي لحظة، مؤكدا أن عملية إخلاء مستشفى القدس في الوقت الراهن مستحيلة في ظل تواجد أعداد كبيرة بداخلها تقدر بحوالي 12 ألف نازح وأكثر من 400 مريض، بالإضافة إلى أنها تضم أيضا أعدادا كبيرة من الأطفال والنساء".
أوامر بإخلاء 22 مستشفى
وفي وقت سابق، أصدرت قوات الاحتلال تحذيراتها وأوامر بإخلاء 22 مستشفى في شمال غزة يوجد بها أكثر من ألفي مريض يُعالجون في أقسامها الداخلية، وهو ما اعتبرته منظمة الصحة العالمية، بصفتها وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن الصحة العامة، يهدد بكارثة صحية، مشيرة إلى أن الإجلاء القسري للمرضى والعاملين الصحيين سيزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية وكارثة الصحة العامة في غزة.
وأكدت أن هذه الأوامر تهدد حياة الكثيرين من المرضى الضعفاء أصحاب الحالات الحرجة، مثل المرضى في وحدات العناية المركزة أو الذين يعتمدون على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة؛ والمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى؛ والمواليد في الحضَّانات؛ والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل، وغيرهم، مشيرة إلى أن إجبار أكثر من ألفي مريض على الانتقال إلى جنوب غزة، التي تعمل مرافقها الصحية بأقصى طاقتها وتعجز عن استيعاب زيادة كبيرة في عدد المرضى، قد يكون بمثابة حكم بالإعدام.
جاء ذلك وسط تأكيدان فلسطينية بعدم وجود أي أماكن آمنة في غزة حتى يتم إجلاء المرضى والنازحين والطواقم الطبية في مستشفى القدس إليها، منتقدا في الوقت نفسه إصرار قوات الاحتلال بإصدار التحذيرات في كل لحظة بإخلاء مستشفى القدس تمهيدا لقصفها على الرغم من أنها تعد حاليا المكان الآمن للمدنيين العزل في غزة.