الأربعاء 26 يونيو 2024

الفيشاوي وقلة الوعي

15-10-2017 | 12:34

د.حنان نجم خبيرة تنمية بشرية - القاهرة

إن وعي الإنسان بذاته ومركزه في المجتمع ومدى ارتباط نتائج عمله بالحياة العامة وانعكاس ذلك على تشكيل فكر الناس الذين قد ينظرون إليه كقدوة وكمثال يتبع، يلقي بمسئولية اجتماعية وأدبية كبيرة جداعلى عاتق هذا الشخص . فمثلا، عندما يكون الإنسان أحد العاملين في مجال الفن ، عليه أن يدرك أن كثيرين ينظرون إليه كمثال يمكن أن يقلد في أسلوبه وطريقة كلامه ونوعية ألفاظه وتعامله مع المجتمع المحيط به. ومؤخرا،على سبيل المثال، شاهد معظمنا تصرفات وألفاظا غير لائقة صدرت عن ممثل شاب كان يظهر في بداياته أن له مستقبلا مزدهرا في عالم الفن والتمثيل، وتدهور عبر السنين نتيجة أخطاء وتصرفات طائشة تعكس عدم نضج وعدم إدراك لحجم المسئولية الاجتماعيه التي يجب أن يكون واعيا ومدركا لها.

إن مابدر من" أحمد الفيشاوي" في مهرجان الجونة السينمائي صدم الجمهور المحب والمتابع لهذا الفنان الذي بلاشك يملك خامة فنية جيدة لكن للأسف كان ينقصه ذكاء تطوير نفسه ورسم صورة مثالية أمام الجمهور والمشاهدين. قد يكون في بعض الأحيان التصرف الخاطئ أو اللفظ غير اللائق من شخص عادي يمكن التجاوز عنه أو إهماله أو حتى عدم النظر إليه.لكن يختلف الوضع تماما عندما يكون نفس التصرف السلبي أو اللفظ غير اللائق صادرا عن شخصية معروفة محسوبة على عالم الفن والتمثيل في بلد حضاريةلها تاريخ كبير في مجال الفن والثقافة مثل مصر العظيمة . مشكلة هذا الممثل الشاب هي أنه لم ينضج فكريا ولا مهنيا ليكون على مستوى الفرص الكبيرة التي أتيحت له ليكون شيئا ذا قيمة كبيرة وليصبح جزءا من الكنز الثقافي والفني المصري الذي يتمنى الكثير من أصحاب المواهب والقدرات الحقيقية في مصر والدول المجاورة أن تتاح لهم عُشر الفرص التي أهدرها هذا الممثل الشاب برعونته وسوء أدبه واستهتاره بالمسئولية المهنية.

أحمد الفيشاوي أخطأ ليس في حق جمهوره فقط بل في حق نفسه ولم يحترم جهود القائمين على تنظيم هذا المهرجان العظيم وإظهاره بالصورة التي تليق بمكانة مصر العريقة وتاريخها العظيم في عالم الثقافة والفن.

كان يجب عليه أن يستوعب ويدرك أنه لامجال للخطأ ولو كان بسيطا عندما يقف على منصة المسرح أمام الجمهور ،لأن أي خطأ في مثل هذا الموقف ولو كان بسيطا لايمكن نسيانه أو غفرانه عندما يصدر من شخصية المفترض أنها عامة.

    الاكثر قراءة