الإثنين 29 ابريل 2024

اليوم العالمي لشلل الأطفال.. معلومات وحقائق عن أقدم الأمراض البشرية وجهود القضاء عليه

شلل الأطفال

تحقيقات24-10-2023 | 12:22

أماني محمد

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لمرض شلل الأطفال، والذي يوافق 24 أكتوبر من كل عام، بهدف التوعية بهذا المرض وجهود القضاء عليه، والذي يعد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، ونجحت الجهود الدولية في القضاء عليه في العديد من الدول بما فيها مصر.

 

اليوم العالمي لشلل الأطفال

يوافق يوم 24 أكتوبر، اليوم العالمي لمرض شلل الأطفال، ذكرى ميلاد رجل الطب الأمريكي جوناس سالك، وهو مخترع أول تطعيم ضد العدوى بشلل الأطفال وأعلن عن نجاحه عام 1955.

 

ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، وينتقل الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال، عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر في الأمعاء.

وهو أقدم الأمراض التي أصابت الإنسان، وعرفت أول حالة إصابة به عام 1350 قبل الميلاد بواسطة قدماء المصريين، وعانت البشرية على مر القرون من هذا المرض، الذي سبب إعاقات عديدة وتسبب في وفاة الكثير من الأطفال، واستمرت هذه المعاناة حتى منتصف القرن الـ 20، عندما اكتشف جوناس سولك، التطعيم المضاد للفيروس، وهو اللقاح المعطى عن طريق الحقن "IPV " في الفترة ما بين عامي 1953- 1955.

 ثم في عام 1960 نجح سابين في تحضير لقاح شلل الأطفال الفموي "OPV "، وهي اللقاحات التي بدأت بعدها الوقاية الفعلية من هذا المرض وحماية الملايين من الأطفال من آثاره.

 

جهود عالمية للقضاء على المرض

وفي عام 1988 اعتمدت جمعية الصحة العالمية قراراً بشأن استئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم بمناسبة إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بقيادة الحكومات الوطنية والمنظمة ومنظمة الروتاري الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

وساهمت هذه الجهود في خفض معدلات الإصابة بشلل الأطفال في أرجاء العالم كافة بنسبة 99%، حيث  انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال البري من نحو 350 ألف حالة منذ عام 1988، في أكثر من 125 بلداً موطوناً بالمرض في حينها، إلى 6 حالات أبلغ عنها في عام 2021.

 

أنواع سلالات شلل الأطفال

هناك ثلاث سلالات من فيروس شلل الأطفال البري الفردي وهي النمط 1 والنمط 2 النمط 3، وفقا لما أوضحته منظمة الصحة العالمية، تتشابه هذه السلالات من حيث الأعراض المرضية، حيث تسبب شللا لا يمكن علاجه وأحيانا حتى الموت، لكنها تختف في السمات وراثية، والتي تجعل هذه السلالات الثلاث، فيروسات منفصلة يجب القضاء عليها كل على حدة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية نجاحها القضاء على النمط 2 في عام 2015، وفي عام 2019 أعلنت نجاحها في القضاء على فيروس شلل الأطفال النمط 3، فكانت آخر حالة من النمط 3 تم اكتشافها في شمال نيجيريا في عام 2012. ومنذ ذلك الحين، ظل نظام المراقبة العالمي لبرنامج الاستئصال يعمل بقوة للتحقق من أن هذه السلالة تم القضاء عليها.

 

عدد الإصابات بشلل الأطفال

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة لمرض شلل الأطفال، فجاءت إحصائيات الإصابة بالمرض كما يلي:

يصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى.

تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال.

يلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

وأكدت الأمم المتحدة أنه طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض، مضيفة أنه وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال من آخر هذه المعاقل العتيدة التي ما زالت موبوءة به عن معاودة ظهور المرض في العالم.

 

القضاء على شلل الأطفال في مصر

واستطاعت مصر القضاء نهائياً على مرض شلل الأطفال من خلال التوسع فى التطعيمات والوصول بنسبها إلى ما يقرب من 98%، بعد أن انضمت مصر عام 2006 إلى قائمة الدول التي نجحت في القضاء على فيروس شلل الأطفال، وكانت آخر حالة تم اكتشافها في مصر عام 2004.

وحققت هذا النجاح بفضل التغطية الموسعة في جميع محافظات الجمهورية وإعطاء التطعيم عبر سبع جرعات ضمن جدول التطعيمات الروتينية الإجبارية بالإضافة للجرعات الإضافية عبر الحملات القومية بشكل دوري سنويا، و في 2018 دخلت مصر المرحلة الأخيرة للقضاء على المرض تمامًا وضمان عدم ظهور حالات جديدة بسبب أي فيروسات قادمة من الخارج.

Dr.Randa
Dr.Radwa