حوار: سمير أحمد
الأديبة أمل رفعت قاصة وروائية وشاعرة" من مدينة الاسكندرية مدينة الفن والثقافة والتي قدمت صفوة المثقفين منذ القدم والذين تركوا بصماتهم علي الفن والادب والشعر،أشارت اليهاالصحف العربية منها مجلة "بريس 24 "المغربية وايضا صحفية "التأخيي "العراقية وجريدة " ألوان " للثقافة والفنون وايضا جريدة "لك سيدتي" وظهرت عبر قناة "النيل الثقافية" و"القناة الخامسة" بالاسكندرية لتتحدث عن اعمالها سواء الشعرية او مجموعة اعمالها القصصية وعلي صفحات الكواكب كان معها هذا الحوار والذي تحدثت فيه عن بدايتها مع الكتابة وعن رؤيتها للمشهد الادبي ، ودور الملتقيات الادبية وأشياء أخري..
في البداية نود أن نعرف كيف جاءت رحلتك في عالم الكتابة ؟
قالت: إن بدايتها مع الكتابات الشعرية بدأت منذ الصغر، حيث كانت تسمع أشعار فاروق شوشة، فاروق جويدة ، نزار قباني ، حيث غني له عبد الحليم حافظ وماجدة الرومي العديد من القصائد الجميلة.. واضافت أنها لم تكن تفهم كثيرا في معاني النصوص ولكنها بدأت تقلدهم حيث أنها اظهرت عدة محاولات وبدأت تقرأ وتكتب مثلهم وتعلمت منهم وأصبحت هاوية وكلما جمعت كتاباتها الشعرية أعادت صيغتها من جديد وعندما أحست بالنضج فيما تكتب بدأت في متابعة الصفحات الأدبية الالكترونية ومنذ ذلك الحين أصرت علي نشر النصوص حتي لاقت رواجا ثم اصدرت أول اعمالها الشعرية وفي ذلك الوقت تعلمت كتابة القصة القصيرة واظهرت موهبتها ودخلت عدة مسابقات وحققت نجاحات لتصدر لها بعد ذلك أول مجموعة قصصية اندمجت بعدها مع المجتمع الثقافي بمدينة الاسكندرية خاصة مختبر السرديات واصبحت عضوة به حتي الان ثم توالت اصداراتها تباعا حيث صدرلها ثلاثة أعمال شعرية ، ومجموعتان قصصيتان وانتهت من كتابة روايتين تحت الطبع الان ومتوالية قصصية.
وعن اقرب قصة لقلبها من مجموع اعمالها ومن أين تستلهم كتاباتها وفي أي وقت تكتب؟
اشارت إلي: قصة قصيرة جدا بعنوان «صدمة منتصف الليل» من مجموعة طائر الخريف، وقالت ان الواقع المصري أكبر ملهم لكل الكتاب ، ولا وقت محدداً عندها للكتابة لان الكتابه بالنسبة لها هي حالة تسمح لها بالاسراء والعروج عبر الروح دون استئذان.
وعن سؤالها عن تعرضها للحب أو الهجر في احدي رواياتها ورأيها في حب هذه الايام أوضحت أن الحب سمة انسانية تتعلق بحاسة الشعور والاحساس فكيف لايتعرض لها الكاتب أو الشاعر خاصة أنه يترتب علي ذلك توابع الهجر والفراق أو الارتباط والطلاق والمؤثرات المحيطة من سياسة واقتصاد علي هذا الشعور الحسي!
نظرا لما نشهده من واقع الحياة هذه الايام هل مازالت الرومانسية موجودة الان ؟
الفنون تحيي الرومانسية فكلنا يتعرض لضغوط الحياة كما أنه نظرا للحياة الصعبة اقتصاديا والهموم التي يتحملها الكثيرون فقد تدق الفنون الابواب ليستريح علي ابوابها كل مهموم ومنها الموسيقي والشعر والادب.
أما عن فلسفتها الجمالية والاخلاقية في أعمالها فأكدت: من التأمل الصوفي نخرج بالعديد من الفلسفات والجماليات فالصوفية في حد ذاتها تأمل في ابداع الخالق وهذا وحده ملهم فقد تحول الصوفي الكبير جلال الدين الرومي الي شاعر.
وعمن يقولون إن الشعر صنعة وآخرون يقولون إنه دهاء كان رأيها كالتالي:
من وجهي نظري أن الشعر إحساس وحالة تتلبس الشاعر تلقي به علي ضفاف الروح وصناعة الشعر تنتج شعرا بلاستيكياً خاليا من الروح والحركة ومهاجمة القصيدة النثرية خير دليل علي حالة الجمود الشعري المتمسك به حتي الآن.
وعن رؤيتها للمشهد الادبي في مصر قالت : إنه يتميز بالاقصاء فالاقاليم ومنها الاسكندرية مظلومة تحتاج لعناية وزارة الثقافة وأطالب بتدخلها، وايضا الهيئة العامة للكتاب يجب أن تكون لها فروع تقوم بنفس الصلاحيات في الاقاليم وعدم المركزية في القاهرة وكذلك اتحاد الكتاب فالمواهب كثيرة ومن يأخذون بأيديهم قليلون وبالرغم من ذلك، فهناك حراك ثقافيا غير عادي خاصة في الاسكندرية حيث تقام ندوات بمكتبة الاسكندرية وتكون فيها مناقشات وايضا بقصور الثقافة.
عندما نطلق كلمة " قصة قصيرة " ما الانطباع الذي تتركه هاتان الكلمتان لديك ؟
كلمة قصة بمفرها تعني حكاية لها معايير بموضوع واشكالية وعنوان ونهاية مع ملاحظة البعد عن المباشرة، وتكون القصة محايدة لا تفضح رأي الكاتب الشخصي ، أما قصة قصيرة فهي تعني القدرة علي الايجاز والتكثيف بحيث تكون الفكرة في إطار محدد باستخدام جمل قصيرة محدودة توضح الفكرة دون اسهاب أو إسراف في كلمات لا تخدم النص ويعني هذا أن النهاية ستكون أكثر دهشة وإبهارا من القصة بمفهومها الصريح.
مرت القصة القصيرة بعدة مراحل بداية من الطويلة " حتي " الاقصوصة فكيف ترين هذا الامر من وجهة نظرك ؟
أنا شخصيا بداياتي كانت مع القصة القصيرة جدا والتي انتشرت في الوطن العربي وبرع فيها المغرب العربي بالذات وهي من اصعب أنواع القصة في رأيى، حيث إنها تنطلق كالسهم أو الطلقة تصيب الهدف كما يقال، ولذا يجب علي كاتب هذا النوع من السرد القصصي أن يتمتع بالقدرة علي التكثيف وايضا القدرة علي جذب القارئ حيث يستمتع بالقراءة التي هي مطلبه منذ البداية واختياره في القراءة، فكما يطلق عليها "اختصار" فقد لاقت رواجا كبيرا في الوطن العربي وظهر العديد من الكتاب والمريدين والقراء واعتبر نفسي منهم ، اما القصة القصيرة فهي فن قديم وهناك كتاب كثيرون للقصة القصيرة في الغرب منهم أرنست هيمنجاي- وانطون تشيخوف- ومن مصر توفيق الحكيم- ويوسف ادريس - ومحمد تيمور- وغيرهم ، والقصة ليست مراحل بل اراها تذوقا ، واختبار الكاتب لذاته.
لكن القارئ دائما ما يتجه الي قراءة الروايات اكثر من المجموعات القصصية ؟
الرواية ماهي إلا لغة العصر فهي تتيح للكاتب الاسهاب في وصف وتوضيح فكرته و ذلك غير متاح في النص الشعري أو القصة، اما بالنسبة للقارئ فهي تعتبر كرحلة سياحية يستمتع بها حتي يصل لكلمة النهاية وذلك بشرط أن تتوافر فيها الجاذبية ليعيش معها.
هل للملتقيات الادبية دور في تطوير القصة أم أنها مجرد مناسبات لتوطيد العلاقات الاجتماعية ؟
مهم جدا اختيار المنتديات الهادفة للتعلم وايضا اتاحة الفرصة لنقد النص نقدا موضوعيا ناجحا بعيداً عن أي مجاملات ، وفي رأيي أن الكثير من المنتديات كانت مؤشرا للنجاح وتخرج منها الكثير من الكتاب والذين اثبتوا نجاحهم . وعن تقبلها للنقد بصدر رحب أشارت: الي أن هناك نوعين.. النقد والنقض والفرق بينهما كبير فالنقد يبني كاتباً ويقدم ابداعا موازيا أما النقض بمعناه الحرفي فهو الهدم وهذا مرفوض لكل مبدع.
وعن أجمل بيت شعر استوقفها للآخرين قالت: وعدتك أن لا أحبك .. ثم امام القرار الكبير جبنت.
ووعدتك أن لا أعود.. وعدت .. وأن لاأموت اشتياقا ومت ..
أما عن الرسالة التي تريد إرسالها فقالت : اقول لكل صاحب قلم .. لاتسمح لأحد بكسر قلمك فهو التاريخ والحقيقة.