السبت 29 يونيو 2024

الكواكب تفتح الملف الشائك .. أوهام الإدمان .. هل تهدد إبداع الفنان ؟

15-10-2017 | 15:05

كتب : محمد جمال كساب

هل هناك علاقة بين الإبداع والإدمان؟

سؤال يبدو مباشرا إلي حد بعيد وإذا كنا عادة ونحن نكتب موضوعاتنا نبدأ بالمقدمة العادية المنطقية وننتقل إلي الجدلية التي تثيرها قضية معينة بعينها.. إلي أن نصل للسؤال المبتغي والذي نفتح علي ضوئه ملفاً هنا أو تحقيقاً هناك... إلا أن خصوصية القضية الحساسة والشائكة التي نتعرض لها الآن جعلتنا أمام السؤال الصدمة من اللحظة الأولي.

والتفاصيل تقول إنه في الوقت الذي تسعي فيه الأعمال الفنية وعلي رأسها السينما والأفلام إلي معالجة ظاهرة الإدمان وتعاطي المخدرات بكل السبل وفي كل الأوقات نجد أن فنانين آخرين قرروا أن يكونوا أبطالاً لهذه الحواديت ولكن علي أرض الواقع.. لينتقلوا للأسف من صورة الفنان القدوة والنموذج إلي صورة مشوهة هي أسوأ ما يمكن أن يقدمه الفنان عن نفسه وعن فنه بشكل عام.

ما استرعى انتباهنا إلي فتح هذا الملف وجود قضايا ظهرت علي الساحة مؤخراً كان ابطالها الفنانين الذين يمتعوننا بإبداعاتهم وأعمالهم لنجدهم في يوم وليلة ونقول للأسف واقفين أمام كاميرات التصوير وهم في محابسهم خلف الأسوار.. وبين قصص صادقة وروايات كاذبة وشائعات مغرضة ربما تتوه الحقيقة أحيانا ولكن يبقي السؤال هل بعض من هؤلاء النجوم يتصور واهما أن المخدرات والمكيفات والمهدئات ومحسنات المزاج والمشروبات وغير ذلك هي من أدوات نجاحه علي اعتبار أنها تضعه في مود وجو نفسي معين يساعده في خلق حالة التقمص والإبداع والتوهج!! هل بالفعل هذه الحالة موجودة وهذا الرابط علي أرض الواقع؟!

ونريد الإشارة إلي نقطة هامة في تحقيقنا هذا إننا رفضنا وبشدة رغم توفر المادة الموثوق منها تماما بين أيدينا عن العديد والعديد من الحالات التي لجأت في مرحلة من حياتها إلي هذه السبيل وقد نال من نال العقاب وتاب الآخر واعتذر لجمهوره وأبدى الندم وبين من كانت أخباره مجرد شائعة إلا أننا لم ولن نجتر أبدا سيراً نساها الجمهور ،وربما نساها الفنان نفسه ولكننا أردنا فقط التوجه لمصادرنا بهذا السؤال الذي استرعي انتباهنا لاسيما مع احداث اخيرة شهدتها الساحة حيث إلقاء القبض علي المخرج سامح عبدالعزيز وفي حوزته حشيش في سيارته وقضية توقيف الفنانة أصالة في مطار بيروت أثناء توجهها للقاهرة ليجدوا في حوزتها «مخدرات» فيما ترددت الشائعة السخيفة التي طالت الزوجين النجمين كندة علوش وعمرو يوسف وأيضا المشهد الذي خرجت به الفنانة غادة عبدالرازق علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي وجزء من جسدها يبدو عاريا فيما بررته غادة أنه ظهور لها وهي تتحدث تحت تأثير تعاطيها عقاراً نفسيا ًمعيناً أدي بها إلي هذا التشوش.

ونعود لنطرح الاسئلة علي مصادرنا حول علاقة الادمان بالإبداع ومدي تأثير هذه النوعية من القضايا علي الصورة الذهنية للفنان لدي جمهوره وربما لدي صناع ومنتجي الأعمال الفنية وكذلك إمكانات الحل للخروج من هذا المأزق فماذا قالت مصادرنا.. هذا ما نتعرف عليه في هذا التحقيق.

فى البداية يقول النجم الكبير حسن يوسف: توجد قاعدة ذهبية تعلمتها من قراءتي للسيرة الذاتية للنجم العالمي شارلي شابلن والفنان التشكيلي بابلوبيكاسو تقول: «إن الفنان يجب أن يظهر أمام الناس بشكل محترم محافظاً علي كيانه وقيمته وفنه بعيداً عن إظهار تصرفات تسيئ له وعليه أن يقلل من ظهوره في المجتمعات العامة».

والفنان العالمي بيكاسو يظهر دائماً بصورة إيجابية رائعة أمام الناس، لدرجة أنه كان عندما يقيم له زملاؤه احتفالاً بعيد ميلاده فكان يحضره خوفاً من أن يصدر منه تصرف لا يليق به فينعكس سلباً علي فنه وجمهوره.

ويضيف حسن يوسف: أنا من أنصار هذه القاعدة الذهبية وأسير عليها منذ سنوات طويلة لدرجة أنني لا يمكن أن أظهر أبداً في «نايت كلوب» حتي لو كان فرح ابني كما أنني لا أشرب السجائر نهائياً إلا في الأفلام فقط ورغم أنني في وسط فني يتميز بشربها، وذلك لأني إنسان محافظ جداً علي ديني والعادات والتقاليد الجميلة التي تربيت عليها في حي السيدة زينب الشعبي بالقاهرة لذلك فسمعتي جيدة جداً أمام الناس مشيراً إلي أنه من: المفترض في الإنسان الاحترام فما بالنا بالفنان الذي هو رمز وقدوة للناس من خلال شخصيته القوية وأعماله الهادفة لكن هناك بعض الفنانين ينجرفون إلي الأخطاء والمعاصي في تناول المخدرات والمسكرات وهذا يعود لتركيبتهم النفسية والقيم والمبادئ التي تربوا عليها. وهذا ينعكس بشكل كبير علي صورتهم أمام أنفسهم والجمهور، وهم يسيئون لمهنة الفن المقدسة مؤكداً أن المقارنة بينهم وبين الفن الجميل تتلخص في أن الفنانين كانوا ملتزمين ومحترمين جداً وعددهم قليل والآن اختلفت المعايير وتراجعت القيم وأصبح بعض الفنانين يتجهون للإدمان والتصرفات غير اللائقة التي تضرهم وهذا يرجع أيضاً إلي كثرة وسائل الإعلام المختلفة والسوشيال ميديا التي تضخم أخطاء الفنانين وتبرزها بشكل مبالغ فيه رغم أن كل المهن حتي الوزراء والمحافظين لهم أخطاؤهم. موضحاً: أنه علي الفنان أن يدفع ثمن الشهرة وذلك بحرمان نفسه من الوقوع في الأخطاء التي يتعرض لها الناس العاديون».

وتري النجمة لبني عبدالعزيز انه شيء محزن جداً أن نسمع ونري مشاكل الفنانين وإدمانهم للمخدرات والمسكرات لأن تلك الأمور - تضر بهم وبالوسط الفني بأكمله وتجعل المنتجين والمخرجين يرفضون الاستعانة بهم في أعمالهم الفنية لأنهم يسببون خسائر كبيرة لهم.

مشيرة إلي أن لكل مجتمع عاداته وقيمه وأخلاقياته والفنان جزء منه، فعليه أن يلتزم بها ويحافظ عليها، والخروج عنها ينعكس سلباً عليه وهذا يحدث سواء في مصر أو أوروبا وأمريكا والصورة السلبية عن الفنانين تأخذ وقتاً طويلاً حتي يتم تصحيحها في أذهان الناس.

وتفسر لبني عبدالعزيز سبب اتجاه الفنانين للإدمان يعود لكثرة الأموال لديهم والشهرة الكبيرة التي يحققونها وتسليط الصحافة والتليفزيون الأضواء عليهم. وكل هذا يجعل بعضهم من ضعاف النفوس الذين يتجهون للطرق الخاطئة معلنة أن الفنان الذكي هو الذي يتمسك بدينه وأخلاق مجتمعه وشرقيته ويبتعد عن كل مايسيئ لصحته وشخصه ولغته ومجتمعه وتضرب لبني عبدالعزيز مثلا بنفسها قائلة: «سافرت للإقامة في أمريكا سنوات طويلة ورغم الحرية المتاحة هناك فأنا لم أشرب الخمر ولا السجائر أو المخدرات لأني حافظت علي شرقيتي وأخلاقي وديني الإسلامي واحترامي لنفسي وفني ووطني.

وتوجه لبني نصيحة للفنانين المدمنين مفادها أنهم يجب أن يركزوا علي فنهم أولاً وأخيراً لأنه هو الباقي لهم وهو الذي يحقق لهم النجاح والشهرة والمجد والخلود.

من جانبه يعلق المنتج حسام شعبان علي هذه الظاهرة بقوله:

الإدمان يؤثر سلبا علي سمعة وصحة الفنان وعلي الجمهور والوسط الفني لأنه قدوة ولكنها تظل في نهاية الأمر مجرد حالات فردية معدودة وأنا كمنتج يهمني في الفنان الذي يشارك في أعمالي الفنية التزامه واحترامه لنفسه ومواعيد التصوير ولا أتدخل في الأمور الشخصية.

لكن بالطبع توزيع المسلسل والفيلم سيتأثر بسمعة الفنان خاصة إذا كان نجماً كبيراً ويقل تسويقه للمحطات الفضائية العربية وتتناقص نسب الإعلانات لكن هناك بعض القنوات قد تستغل مشاكل الفنانين في الدعاية لأعمالهم كسلاح للمكسب المادي.

مواصلا أن كل فنان حر في تصرفاته الشخصية لكن عليه أن يحترم الجمهور والمهنة التي يعمل بها ولو اخطأ فالقضاء يجب أن يأخذ مجراه ويعاقبه لأن من أمن العقاب أساء الأدب.

وعلينا الحفاظ علي سمعة الفن المصري في العالم كله لأنه يعبر عن مدي تحضرنا ورقينا.

أيضا شن الموسيقار حلمي بكر هجوما لاذعا علي الحالة السيئة التي وصل إليها الوسط الفني خاصة مع انتشار ظاهرة الفنانين المدمنين الذين يسيئون للمهنة والمجتمع طالبا ضرورة القبض عليهم وإيداعهم السجون لتخليص المجتمع من شرورهم وأن تقوم النقابات الفنية بالتحقيق معهم وفصلهم ومنعهم من ممارسة الفن معلنا أن المطربة أصالة بريئة من تهمة تعاطي المخدرات لأنها ابنته ويعرفها جيدا مشيرا إلي أن الفنان في زمن الفن الجميل كان يحافظ علي سمعته ومظهره أمام الناس فلم نسمع عن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان يتعاطي الأفيون في غرزة أو أن أم كلثوم ضبطت متلبسة بالمخدرات كما يحدث هذه الأيام من بعض الفنانين المنحرفين المجرمين الذين يظهرون بشكل عربدة وحالة سكر.

مؤكداً أن الفنان الحقيقي هو الذي يرتقي بوجدان الناس بما يقدمه من إبداع هادف وسمعة طيبة لذلك يجب أن يتم تفعيل دور النقابات الفنية في توعية اعضائها بخطورة المخدرات والسلوك الخاطئ والتأكيد علي الالتزام بالقانون والأخلاق المجتمعية.

يؤكد د. مدحت الكاشف استاذ التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية أنه لا توجد علاقة بين الإدمان والإبداع فهذه أوهام بعيدة عن العلم الحديث لأن الفنان عندما يمثل لابد أن يكون في كامل وعيه لكي يسيطر علي انفعالاته وأدواته التعبيرية والجسدية لكن الغائب عن الوعي لا يعرف حدود المسافات ولا يستطيع تجسيد دوره لذلك نجد أن المخدرات هي التي تتحكم في الفنان وليس العكس وتمثل انحرافاًشخصياً يعاقب عليه القانون لأنها تغيب العقل وذلك بسبب قلة وعيه بدوره التنويري والأخلاقي الهام في المجتمع وعندما يختفي هذا ينتفي وجوده وإبداعه وكل شيء خاصة وأن الممثل بوصفه نموذجاً يقتدي به الناس في شكله وكلامه ومبادئه وهذا كله ينهار عندما ينحرف الفنان ويقع في الإدمان مسترسلا أن من اسباب التركيز علي الفنانين نظراً لشهرتهم وانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا التي تركز عليهم وأنا ضد أي فنان مدمن لأنه ملك للناس الذين صنعوا نجوميته وليس من حقه أن يهدم هذه الصورة الجميلة ويتحول ليصبح مجرما يزج به في غياهب السجون ويسيء لنفسه وجمهوره والوسط الفني ويساهم في تشكيل وعي الناس لأجيال عديدة ضاربا المثال بكبار النجوم في زمن الفن الجميل منهم أنور وجدي، فاتن حمامة، فريد شوقي، محمود المليجي، محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، أم كلثوم، كمال الشناوي، عبدالمنعم مدبولي، فؤاد المهندس، عادل إمام وغيرهم من الرموز الذين حافظوا علي صورتهم الرائعة أمام أنفسهم وجمهورهم ولم ينحرفوا مثلما يحدث في زمن الشراذم المنحرفين الذين يسيئون لأنفسهم والمجتمع كله. فأصبح التمثيل مهنة من لا مهنة له.

لذا يجب ضرورة تفعيل القانون ليأخذ المجرم عقابه وأن تقوم نقابة المهن التمثيلية بشطب أي فنان تثبت عليه أي تهمة مخلة بالشرف والآداب العامة.

ويوجه الكاشف رسالة للفنانين المدمنين «مهنة التمثيل لا تتشرف بكم اتركوها فوراً».

يوضح د. عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة والطب النفسي أن الفنانين يجب أن يدركوا أن ربنا أعطاهم موهبة كبيرة عليهم الحفاظ عليها وعدم ضياعها في تناول المخدرات والقيام بتصرفات مشينة لأنهم قدوة للشباب فكما يحصلون علي الشهرة فعليهم أن يكونوا في موضع الثقة ولا يغضبون معجبيهم لأن التصرفات الشاذة تؤثر سلبا علي صورتهم أمام عيون جمهورهم.

مضيفاً مصباح تناولت هذه القضية في كتاب لي صدر باسم «الإدمان طريقك إلي الهلاك» ناقشت فيه أن مسألة إدمان الفنانين تبدأ من تعاطي الحشيش الذي يعطي الإحساس بالسعادة وبالعظمة ويجعل الشخص يشعر بأنه فيلسوف ومبدع، ثم يبدأ في تناول المواد الأخري مثل الترامادول والأفيون والهيروين والكوكايين والمهدئات لأنه يريد الراحة من عناء العمل الطويل في التصوير لساعات كثيرة فنجد بعض المواد الكيميائية التى تباع في أقراص أو تلصق علي الجسم تسبب النشاط الزائد والفرفشة والسهر ومع سماع الموسيقي الصاخبة يعيش في عالم خيالي جميل. وهنا تحدث المشكلة في عدم إفراز المخ للمواد التي تدخل إليه من الخارج فيصاب الشخص بقلة المناعة وبالفشل أول الكلوي ثم الموت وهو لا يشعر.

مضيفاً أن التجربة هي الباب الملكي لإدمان الفنانين وهذا يعتبر مرضاً نفسياً أعراضه تتمثل في الانسحابية سواء النفسية أو الجسدية مما يجعله يشعر بالاجهاد والصداع الدائم والاحساس بالرعشة وعدم الاستقرار والاضطراب في النوم والعصبية الشديدة وآلام في العضلات. متابعاً مصباح أن الفنانين والمشاهير ربما يملكون أموالاًِ كثيرة وسفرهم الدائم يجعلهم يحصلون بسهولة علي المخدرات بكميات كبيرة مع سهولة تناولها محصنين بشهرتهم التي يعتقدون أنها تمنع من اقتراب الشرطة منهم.

ويعلن د. عبدالهادي مصباح أنه ثبت علمياً أنه لا صحة لوجود علاقة بين الإدمان والإبداع وهذه أوهام وأكاذيب.

مطالباً بضرورة علاج الفنانين المدمنين كما يحدث مع مشاهير وفناني العالم بإعلانهم دخولهم المصحات للعلاج من هذه الأمراض لإنقاذ أنفسهم من طريق الموت والضياع.

ويري الناقد الفنى طارق الشناوي أننا لا نستطيع أن نقدم أحكاماً مطلقة علي الفنانين المدمنين لأن من يفعلون ذلك عددهم قليل مثل أي مهنة أخري فيها الصالح والطالح، لكن نظراً لشهرتهم يصبح أي خطأ يرتكبونه محط أنظار الناس.

كما حدث مع المخرج سامح عبدالعزيز فهو طليق المطربة روبي والفنانة غادة عبدالرازق التي صورت نفسها في وضع مخل بحجرة نومها ونشرت فيديو علي اليوتيوب مما جعل الجمهور يهاجمها وتعترف بأنها كانت تتعاطي الحبوب المهدئة من أجل التواجد في دائرة الضوء.

وأشار الشناوى إلى أن السمعة السيئة للفنان تنعكس علي الجمهور وعمله الفني الذي يتراجع بالطبع في نسب المشاهدة والإعلانات.

مستطرداً أن بعض الفنانين يرون أن إدمان المخدرات يساعدهم علي الحالة الإبداعية وهذا مفهوم خاطئ جداً فى الموسيقار الرائع محمد عبدالوهاب لم يتناول أي نوع من أنواع المخدرات والكحوليات ولا حتي سيجارة عادية ومع هذا قدم أنجح الأعمال الخالدة لكبار النجوم وليس شرطاً أن يتناول الممثل المخدرات إذا أراد تقديم شخصية مدمن لأنه يعتمد علي ذاكرته الإبداعية التي تختزن النماذج البشرية المختلفة التي يمر بها في حياته ويستدعيها عندما يحتاجها فى أي دور.

ويعلن الشناوي أن الجمهور يغفر لبعض نجومه خطاياهم بشرط إذا تابوا وأقلعوا عنها والعكس من يستمرون في انحرافهم فتقل شهرتهم وتتراجع عنهم الأضواء وهذا ينعكس علي أعمالهم وطلب المخرجين لهم.

وعن الحل يقول الشناوي بضرورة تطبيق القانون علي أي فنان يرتكب جريمة مخلة بالشرف وأن تقوم النقابات الفنية باتخاذ اجراءات حاسمة ضده، لحماية المهنة والمجتمع من هذا الخطر.

ويؤكد د. محمود نسيم الناقد الفني أن تعاطي الفنانين للمخدرات ضد الفن ذاته لأنه حضور ثقافي ومعرفي في المجتمع لذلك نجد تناقضاً بين المخدرات والفن وتعاطي الفنان المخدرات ينفي عنه كونه فناناً لأنه يغيب ذاته وعقله ويبتعد عن الإبداع وهذا له تأثير سلبي علي الفنان والوسط الفني والمجتمع ويؤدي إلي التدمير للصحة يؤدي أحياناً إلي الموت مثال الموسيقار الكبير سيد درويش من أبرز النماذج التي ماتت في سن الشباب أثناء تعاطي جرعة مخدرة زائدة رغم عبقريته النادرة التي غيرت تاريخ الغناء العربي ويشير د. نسيم إلى ثلاثة أنواع من متعاطي المخدرات الأول الذي يمثل نوعاً من المرض النفسي المؤقت وهذا مصيره العلاج والثاني الذي يتعاطي بشكل إرادي من أجل الإبداع ويقوم الممثل بتجسيد شخصية مدمنة فيجرب المخدرات من أجل معرفة الإحساس والانفعال حتي يستطيع تقديمها بصورة جيدة وهذا يعتبر جزءاً من بناء ملكة التعبير عنده وهذا يكون بشكل مؤقت يزول عرضه عند الانتهاء من الدور كما فعل الشاعر الفرنسي «رامبو» الذي يعتقد أن الفن لحظة جنون وغياب عن الواقع.

أما الثالث فهو إدمان الفنان للمخدرات بشكل يؤثر سلباً علي صحته ويحتاج هنا للعلاج في المصحات المخصصة لذلك.

أشار نسيم إلى أن هناك صورة سلبية عن الوسط الفني لدي الجمهور أشاعها المجتمع المحافظ بتأكيده علي انه وسط سكر وفسق وعربدة وهي صورة خاطئة عن الفنانين ساعد علي انتشارها وسائل التكنولوجيا الحديثة في تركيزها علي مشاكل الفنانين والمشاهير وتضخيمها. مطالباً بضرورة حفاظ المبدع علي صورته الذهنية عند الجمهور، كما فعلت أم كلثوم وفاتن حمامة وماجدة وغيرهن ممن تحولوا لأيقونات جميلة لدي الناس بحسن سيرتهم وتصرفاتهم.

يؤكد د. رضا رجب وكيل نقابة المهن الموسيقية أن لجوء الفنانين إلي تعاطي المخدرات بسبب قلة العقل وهرباً من ضغوط الحياة وظروفهم المعيشية الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار وابتعادهم عن ربنا وتعاليم الإسلام. فهم في غفلة سرقتهم السكينة ويهلكون أنفسهم وفنهم.

مشيراً أن أي فنان يمثل رمزاً للمهنة وعليه أن يحافظ علي سمعته نظيفة أمام الناس والمجتمع.

مواصلاً أن النقابات الفنية الثلاثة (الموسيقية - السينمائية - التمثيلية) ينص قانونها وميثاق شرفها علي حسن السمعة والسلوك لأعضائها لكي تستمر عضويتهم.ومن يرتكب أي جريمة يتم اتخاذ موقف ضده بتحويله للجنة القانونية ويتخذ مجلس النقابة القرار المناسب إما بالتحذير أو الشطب النهائي وسقوط العضوية فلا يحق له مزاولة المهنة مرة أخرى ونقابة الموسيقيين تسعي لتوعية أعضائها بخطورة الانحراف السلوكي في المؤتمرات والمهرجانات والندوات التي تشارك فيها.

مطالباً الفنانين بالحفاظ علي سمعتهم لأنها انعكاس للفن وصورة مصر أمام العالم.

    الاكثر قراءة