الثلاثاء 28 مايو 2024

تناولت أحاسيس المرأة وتميزت كتاباتها بلغة راقية .. منى نورالدين .. رائحة الرومانسية الغائبة

20-2-2017 | 14:27

كتب - عمرو محيى الدين

بعد مرور أكثر من عام على رحيلها مازالت الدراما التليفزيونية تفتقد إبداعا رومانسيا متفردا مثل إبداعها..إنها منى نور الدين التى انتمت للمدرسة الرومانسية فى كتاباتها فى ظل انتشار أعمال درامية مليئة بالعنف والبلطجة ومشاهد الإدمان وغيرها.

كانت منى نور الدين قد بدأت رحلتها مع الكتابة الدرامية للتليفزيون منذ عام 1980 بقصة «النساء يعترفن سرًا» لتتوالى أعمالها التي تشكل علامة في الأدب التليفزيوني وهي: «جواري بلا قيود» و«الحرملك» «وبلاغ للنائب العام» و«همسات في العاصفة» و«العزف على أوتار ممزقة» و«كلمات» و«هوانم جاردن سيتي» وهو من أشهر ما كتبته للشاشة الصغيرة.

وقد اتفق العديد من النقاد على أن لغة منى نور الدين كانت »راقية« واعتبرت الكاتبة الراحلة أن كتاباتها تنتمي للأدب الإنساني وتتناول فيها أحاسيس المرأة ومشاعرها من الداخل فإن إبداعاتها المكتوبة للتليفزيون إنما تنتمي للاتجاه الرومانسي

ويبدو جليًا أن منى نور الدين كانت من أنصار «الكيف لا الكم» في الدراما التليفزيونية فقد قالت: «المطلوب أعمال متميزة حتى يصبح هذا هو الطابع العام ومسألة الكيف مهمة جدًا» ومع ذلك فقد ألمحت قبل رحيلها إلى وجود عدة مشروعات لمسلسلات تليفزيونية لديها ومن بينها عمل بعنوان: «أصحاب المقام الرفيع» وعمل آخر اختارت له عنوان «الجحيم رجل».

وفيما كانت منى نور الدين بصدد تقديم مسلسل تليفزيوني جديد مع المخرج أحمد صقر بعنوان «كحل الهوانم» فإنها رحلت في أواخر شهر رمضان 2015.

بدأت المؤلفة منى نور الدين الكتابة في سن مبكرة، وإن بدأت الاحتراف متأخرة بعض الشيء بعد أن تخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة. وفي عام 1980 قدمت قصة "النساء يعترفن سراً" إلى التليفزيون. وبعدما أشادت بها مديرة الرقابة تعاقدت معها شركة "صوت القاهرة" على تحويل القصة الى مسلسل تليفزيوني فكتبت السيناريو والحوار وكان المسلسل الذي حمل الاسم نفسه وقام ببطولته صلاح ذو الفقار وليلى فوزي وجميل راتب ويوسف شعبان وأخرجه حسن سيف الدين الذي قدم معها لاحقاً مسلسلات "جواري بلا قيود"، و"الحرملك" . وتوالت أعمالها عقب ذلك. ومنها "بلاغ للنائب العام" و"العزف على أوتار ممزقة" و"هوانم جاردن سيتي" و"همسات في العاصفة" و"كلمات" وغيرها.

مسلسلها الأول " النساء يعترفن سرا" حقق نجاحاً ممتازاً على المستويين الجماهيري والنقدي الى درجة أن الكاتب الراحل موسى صبري كتب مشيداً بالعمل وطلب مقابلتها وهو ما تكرر مع مصطفى أمين فشجعها هذا النجاح لتقدم المزيد من الأعمال.

قالت منى نور الدين فى تصريحات صحفية سابقة إنه لم يكن هدفها الاتجاه للأدب النسائي وإنما للأدب الانساني وهو اتجاه عام يتحدث عن أحاسيس المرأة القوية وكيف يمكن مناقشة مشاعرها من الداخل، ووضعها بالنسبة الى الرجل بعيداً من فكرة المساواة وغيرها وما هي المعاناة التي تعانيها المرأة، لذلك كانت منى نورالدين تشعر بأن معظم جمهورها من النساء لأنهن يرون كبرياء المرأة مجسداً على الشاشة.

كان لمنى نور الدين محاولة سينمائية وهى فيلم"همس الجواري" إخراج نادية حمزة وبطولة ميرفت امين ويوسف شعبان وفاروق الفيشاوي ولم يحقق العمل نجاحا منشودا لأنه عُرض في موجة أفلام المخدرات والأكشن ولم تقدم الدعاية المناسبة له، وكانت نورالدين تؤمن بأن الدراما التليفزيونية تعطيها فرصة للاستغراق في المشاعر أكثر من السينما، لذلك كرست معظم أعمالها للتليفزيون.

وجهت منى نور الدين تركيزها فى كتاباتها على مشاعر المرأة وعلاقتها بالرجل وحاجاتها وأنواع القهر المعنوي الذي قد تتعرض له وكيف تتلافاه ثم القضايا المصرية فكانت تتمنى تقديم قصة عن الأديبة مي زيادة قبل وفاتها.

وبوفاة الأديبة منى نورالدين فقدت الساحة الدرامية رائحة الرومانسية الجميلة الهادئة التى تجلت فى أعمالها وسط صخب الأعمال الدرامية المليئة بالصراخ والضجيج!