الثلاثاء 30 ابريل 2024

مصر صوت السلام وقوته.. عقود من الجهد لاحتواء الصراعات وإعادة الاستقرار إقليميا

مصر صوت السلام

تحقيقات26-10-2023 | 14:12

أماني محمد

كانت ولا تزال مصر على مر تاريخها صاحبة تجربة رائدة في تحقيق السلام، فعلى مر التاريخ دافعت عن أرضها واستهدفت حماية الأمن القومي، وحرص قادتها على تحقيق السلام دائما ومن أبرز الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام والذي حصل على جائزة نوبل للسلام.

واستمرت تلك الجهود حتى اليوم، بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في العدوان على غزة، والحرب التي استهدفت أهالي قطاع غزة من المدنيين، والتي تبذل مصر فيها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي جهودا كبيرا لاحتواء التصعيد وحماية المدنيين، وكانت صاحبة المبادرة في الدعوة لعقد قمة القاهرة للسلام 2023.

 

الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام

وكان الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، فمع تحقيق مصر للانتصار العسكري المجيد في 6 أكتوبر 1973 لتحرير أرض سيناء، بادر السادات بالسلام، وبدأ بزيارة القدس مبادرة السادات، ضمن مبادرة السلام وإحلاله في الشرق الأوسط، والتي أعلنها في 19 نوفمبر 1977، معلنا في خطابه حينها نيته زيارة إسرائيل وإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي، كأول خطوة لتحقيق السلام.

وقال السادات في خطابه حينها إن مصر تضيف إلى كل الجهود من أجل السلام، مبادرة مصرية جديدة تعتبر العمل بمقتضاها مقياساً جديداً للرغبة في تنفيذ قرار مجلس الأمن وتحرير جميع الأراضي المحتلة في عام 1967. مضيفا أن الموقف يتعلق بأمرين الأول أن وقف النار أو وقف إطلاق النار ليس هذه هي القضية ولكن القضية هي تحرير الأراضي العربية كلها، ورد الحق العربي لشعب فلسطين، والثانية إننا مع فرصة نعطيها للمجتمع الدولي تقديراً واحتراماً علينا أن نثبت أن الأمر في النهاية منوطاً بقوتنا وحدنا، وبقدر معرفتنا بالعدو ونحن نعرفه أكثر من غيرنا فإننا معتقدون بأن العدو لن يرتدع بغير القوة ولن يتراجع إلا تحت ضغطها.

وبالفعل توجه السادات في زيارة إلى القدس فى 19 نوفمبر 1977 وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي، وبدأت جهود تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل بالتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد أعقبها معاهد السلام 1979، والتي على إثرها حصل السادات على جائزة نوبل للسلام.

وقف العدوان على غزة

وعلى مر السنوات في الحروب التي تعرض لها قطاع غزة، خلال السنوات الماضية، كان لمصر جهود كبيرة في وقف العدوان ومنع التصعيد بدءا من حرب 2008 وبعدها الحروب الإسرائيلة على قطاع غزة في 2012 ثم  في 2014 وبعدها في 2021 ثم في 2022، ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الجاري، تحاول مصر التواصل مع كل الأطراف الإقليمية لمنع التصعيد .

ففي خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في 2008، أكدت مصر التزامها بمواصلة مساهمتها في مد قطاع غزة بالكهرباء، وهو ما نفذته وزارة الكهرباء بتركيب مكثفات للجهد على الخطوط الكهربائية الممتدة من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية، وكذلك قدمت المساعدات الإنسانية والغذائية للفلسطينيين وفتحت معبر رفح لعبور الفلسطينيين في الجانبين وخاصة الحالات الإنسانية والمصابين.

وفي 2021، جاءت مبادرة مصر لإعادة إعمار غزة، بعد وقف العدوان على القطاع، حيث أعلن الرئيس السيسي تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، وتأسست اللجنة الوطنية العليا للإشراف على إعادة إعمار غزة في يوليو 2021، وكذلك تواصلت جهود توصيل المساعدات الإنسانية من أدوية وسلع غذائية إلى غزة.

 

الرئيس السيسي وجهود السلام

وعلى مر 10 سنوات من توليه القيادة في البلاد، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي داعيا إلى الاستقرار وتحقيق السلم والأمن، وهو ما أكده مرارا، وأعاد تأكيده في كلمته أمس، أثناء تفقد اصطفاف الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني، أكد الرئيس دور مصر في تحقيق السلام، فقال إن الجيش المصرى يبنى ويصون ويحمى ولا يعتدى، ومهما كانت قوتك هى قوة رشيدة وهى سمة من سمات الجيش فى مصر، تبنى وتصون وتحمى ولا تتعدي.

وأكد الرئيس: "نحن نقوم بدور إيجابي باحتواء التصعيد في غزة ومحاولة تهدئة الأمور والوصول إلى إيقاف لهذا الصراع وأيضا وقف إطلاق النار بشكل أو بآخر وإيقاف نزيف الدماء الذي يتم في هذا الوقت وفي نفس الوقت نسعى جاهدين للتعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء من أجل احتواء التصعيد ومساندة المدنيين في قطاع غزة بالمساعدات التي هم بحاجة لها".

وأضاف أنه خلال الـ20 سنة التي مضت حدثت 5 جولات صراع بين إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي والجماعات الموجودة في القطاع وكان لمصر دائما دور إيجابي، مشيرا إلى أن مصر عبر التاريخ لم تتجاوز حدودها وكان هدفها الدائم هو الحفاظ على أرضها وترابها دون أن تمس، وأن الجيش المصري بقوته وقدرته وكفاءته هدفه حماية مصر وأمنها القومي فحسب دون تجاوز.

قمة القاهرة للسلام 2023

ودعت مصر إلى عقد قمة القاهرة للسلام 2023، التي عقدت السبت الماضي، بمشاركة دولية واسعة، وخلال كلمته أكد الرئيس السيسي أن مصر دفعت ثمنًا هائًلا، من أجل السلام في هذه المنطقة بادرت به عندما كان صوت الحرب هو الأعلى وحافظت عليه وحدها، عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمي القائم على العدل.

وعرص الرئيس السيسي محاور خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، وتضمنت "ضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة وتنتقل فورًا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار ثم البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولًا لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية."

Dr.Randa
Dr.Radwa