ولتعلم يا صديقى أن الكفاءة الأمنية لها معايير ومعطيات، ولا يكتسبها ضابط أو أمين شرطة إلا وكان جهده يسبق اسمه، تعاملنا مع مئات القضايا على مر السنيين فى القاهرة والجيزة والقليوبية وقنا وأسيوط وغالبية المحافظات.. تابعت عن قرب القضايا الساخنة قبل وبعد يناير، كان اكثرها سخونة بالتأكيد أحداث الثورة، كنا نظل باليومين والثلاثة فى قلب ميدان التحرير، نتابع الأحداث ونكتب الكواليس، ونرصد الجريمة عن قرب، شاركت في تغطية أحداث محمد محمود والشيخ ريحان ورمسيس والعباسية وماسبيرو..
ما أصعبها من أيام، كانت تتشح بالسواد، لكنها علمتنا الكثير، ذهبت لمتابعة الأحداث فى حادث قطار العياط الأولى والثانية، بل كنت شاهد عيان ورصدت بالكتابة والصور جميع مليونيات التحرير، وذهبت مع زملائي لمتابعة أحداث مدينة الإنتاج الإعلامى، ورأيت عجولا تذبح وأكل لا حصر له، بل أزيدك من الشعر بيتا، أشعر بالفخر عندنا أتعامل مع قيادة أمنية لها تاريخ مشرف وطويل من العمل الأمنى وأتذكر منذ سنوات طويلة وقت أن كان رئيسا لمباحث دائرة ما أو مفتشا مثلا، أعلم أن طريق القيادة ليس مفروشا بالورود.. فأنا لا أستطيع أن أنسى كاريزما اللواء المحنك إسماعيل الشاعر مساعد الوزير لأمن القاهرة الأسبق المعشوق من الصغير والكبير، واللواء المهذب جمال عبد الباري مساعد الوزير لقطاع الأمن العام الذى داهم بلا خوف جميع البؤر الإجرامية فى صعيد مصر، بداية من قرى البلابيش ونجع امبادر بسوهاج ومرورا بقرى الدم والنار بحمر دوم وأبو حزام فى نجع حمادى شمال قنا..
ومن ينسى الكارزيما الأمنية للواء المخضرم هشام العراقى سواء فى القاهرة او الجيزة، وقيادات كثيرة لا يسع المجال لذكرها لكنها تركت بصمة أمنية لا ينساها التاريخ.. حتى فى هذا التوقيت لا أحد يغفل دور القيادات الأمنية بالأمن العام بداية من اللواء محمود أبو عمرة واللواء المخضرم حسام عبد العزيز مدير مباحث الوزارة ورموز إدارات القطاع، ومرورا بأمن العاصمة بإشراف اللواء أشرف الجندي مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة وجنرال البحث الجنائي اللواء المحنك علاء بشندى مدير المباحث الجنائية.. لكنى لا أخفيك سرا أننى أتابع منذ سنوات الوضع الأمنى فى الجيزة ودوائرها المختلطة بالصعايدة والريف والحضر، بإشراف اللواء.د هشام أبو النصر مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة واللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة للمباحث ورجاله بالإدارة الذين كشفوا غموض مئات القضايا الشائكة فى غضون ساعات أو أيام قلائل..
تميز ضباط البحث الجنائي فى الجيزة بسرعة البديهة وكشف غموض ألغاز القضايا الشائكة، لم تقتصر الكفاءة الأمنية لرجال المباحث فى الجيزة على قطاع دون غيره، فلديهم حس أمنى عالى، لمسته فى كثير من القضايا، ولا اخفيك سرا يا صديقى أن منطقتى امبابة والمنيرة كانت ولا تزالا الأكثر سرعة فى كيفية التعامل مع الجريمة والقضايا، بقيادة المخضرم العميد محمد ربيع مفتش المباحث وبرئاسة المقدم محمد سعودى رئيس مباحث إمبابة والمقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث المنيرة الذين ضربوا اروع الأمثلة فى حل قضايا القتل والسرقات خلال الفترة الماضية وكان لهم دورا ملموسا فى تأمين المواطنين خلال فترة تحرير التوكيلات لمرشحى الرئاسة وتأمين مظاهرات التفويض ودعم فلسطين.. أكتب هذه الكلمات للأجيال القادمة من صحفيين الجريمة والحوادث وضباط المباحث المبتدئين، لأن التاريخ لا ينسى الكفاءات الأمنية ولا ينسى من تلوثت أيديهم واستغلوا مناصبهم فى ظلم البسطاء من المواطنين.
دمتم بخير.