الجمعة 3 مايو 2024

المصور 99 عاماً 1924 - 2023

30-10-2023 | 15:02

بقلم: أحمد أيوب
ليست سنوات تمر وإنما أحداث وحكايات وحقب زمنية، وحروب، وصراعات، وحكام ورؤساء، وبطولات وانتصارات وانكسارات. تاريخ كامل سجلته المجلة التى منذ عددها الأول كانت صادقة فى رسالتها، وفية لقرائها، مخلصة فى تناولها للأحداث، موضوعية فى حملاتها ومعاركها التى لم تتوقف طوال تاريخها دفاعاً عن الحرية والتنوير، والثقافة، وقبل كل ذلك الانتماء الوطنى. لم تخرج «المصور» عن رسالتها يوماً، اتهمها البعض بأنها مجلة أصولية، وآخرون اعتبروها محافظة، لكن كل هؤلاء عادوا ليؤكدوا أنها مجلة اتسمت دائما بالمهنية، مارست الصحافة من أجل القارئ، لم تتورط فى مواقف تنتقص من مهنيتها، بل حافظت على استقلاليتها دون خروج عن ثوابت الوطن، حتى فى أصعب الظروف، كانت المهنية هى المخرج لمجلة المصور، تلوذ بها وتتمسك بتلابيبها، وعندما حكمت الجماعة الإرهابية فى عام 2012، كان التحدى عظيماً، فالمجلة التى ظهرت معتبرة رسالتها التنوير وتأكيد الهوية المصرية، أصبحت فى مواجهة جماعة هدفها طمس الهوية ونشر الأفكار الأصولية المتطرفة، والأخطر أن هذه الجماعة استهدفت «المصور» كجزء من استهدافها لكل مؤسسات التنوير الوطنية، وتم التضييق عليها، ومحاولة خنقها مهنياً لكن انتصرت رسالة «المصور» ومهنيتها، مثلما انتصرت هوية الوطن وروحه وهزمت الجماعة الإرهابية فى عام واحد. اليوم نبدأ العام المائة فى عمر مجلتنا المديد، وهو بكل تأكيد عام سيكون مختلفاً، سنفتح فيه خزائن كنوز «المصور» لنعيد تقديمها للقارئ، ليس لنعيد قراءة «المصور»، بل لنعيد قراءة التاريخ المصرى خلال قرن من الزمان، وليعرف أبناء الجيل الحالى كيف كانت مصر، وما مرت به من أحداث عظام، حروب وثورات، وتغيرات اجتماعية وسياسية، فقد كانت المصور راصدة لكل ما مرت به مصر، ومترجمة لما يشهده الشارع، دون أن تغفل الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها. سنفتح كنوز «المصور» لكل قرائها، فى محاولة لإحياء تراثها المهنى، وليكون العام المائة هو عاما مختلفا فى عمر «المصور».