الأحد 5 مايو 2024

الجارديان: تردد أوروبا تجاه حرب غزة سيلقي بظلاله السلبية على دورها على الساحة الدولية

الاتحاد الأوروبي

عرب وعالم31-10-2023 | 11:22

دار الهلال

أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التردد الذي شاب رد الفعل الأوروبي تجاه الحرب الدامية التي اشتعلت في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري سوف يلقي بظلاله السلبية على الدور الأوروبي على الساحة الدولية.

وأشارت كاتبة المقال ناتالي توكسي، مديرة المعهد الإيطالي للشئون الدولية والأستاذ المساعد بمعهد الجامعة الأوروبية بمدينة فلورنسا الإيطالية، إلى أنه لو أن الدول الأوروبية كانت قد تمكنت من توحيد كلمتها واتخاذ موقف قوي تجاه ما آلت إليه الأمور في غزة لكانت قد تمكنت من خفض حدة الصراع هناك، إلا أن الانقسام الذي ساد الموقف الأوروبي منذ نشوب الحرب في غزة سوف يؤثر دون أدنى شك على الدور الأوروبي على الساحة الدولية وهو ما سوف تتكشف عواقبه فيما بعد، حيث أن ذلك الضعف الأوروبي يصب في مصلحة روسيا والصين.

وتوضح الكاتبة أن الدعم الذي قدمته الدول الأوروبية لأوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية هناك العام الماضي أدى إلى تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية حيث ارتقى رد فعل الحكومات الأوروبية لمستوى التحدى وهو ما ساعد الجانب الأوكراني على الاستمرار في قتال القوات الروسية بفضل وحدة الموقف الأوروبي.

وتشير الكاتبة في هذا السياق إلى أن أوروبا، التي اتخذت موقفا موحدا تجاه الحرب في أوكرانيا، تمكنت من فرض أحدى عشر حزمة من العقوبات على روسيا فضلا عن استضافة ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى الجانب الدعم العسكري والاقتصادي غير المسبوق الذي قدمته الدول الأوروبية لأوكرانيا.

وتتطرق الكاتبة إلى الموقف الأوروبي من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط حيث تعرب عن رأيها أن الدول الأوروبية ارتكبت خطأ فادحا حين اعتقدت أنه من الممكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون التوصل لحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على الرغم من استخدام الجانب الإسرائيلي للقوة المفرطة من أجل تركيع الشعب الفلسطيني.

ويلفت المقال إلى أن تجدد الصراع في الشرق الأوسط مؤخرا كشف بما لا يدع مجالا للشك المواقف الأوروبية المتناقضة ما بين أصوات تنادي بوقف المساعدات للجانب الفلسطيني ثم العدول عن ذلك الموقف والإعلان عن استمرار تقديم المساعدات للفلسطينيين إلى جانب الرسائل الضمنية بما فحواه أنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ولكن في إطار القانون الإنساني الدولي.

وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى أن كل تلك المواقف المتناقضة والمتضاربة من جانب الدول الأوروبية تعتبر دلائل قوية على انهيار وحدة الصف الأوروبي في مواجهة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.