قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ، اليوم الجمعة ، أن قطاع غزة أصبحت " مقبرة للأطفال" وذلك في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل من غاراتها الجوية على القطاع الساحلي في فلسطين.
ونقلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني رواية تتناول رجل فلسطيني يدعى يوسف شرف، 38 عاما، فقد الكثير من أفراد عائلته من بينهم ابناءه الأربعة وزوجته ووالديه وأشقائه الثلاثة وشقيقتيه وأعمامه وزوجاتهم والعديد من أطفال العائلة.
وأشارت إلى أن يوسف شرف يحاول منذ أكثر من أسبوع انتشال جثث أطفاله الأربعة المدفونين تحت منزله المدمر في مدينة غزة.
وقال لصحيفة واشنطن بوست عبر الهاتف: "كانت جميع العائلات هناك من المدنيين الذين كانوا يبحثون عن حياة بسيطة..كنا نظن أننا نعيش في مكان آمن".
وكان شرف يوزع الطعام على النازحين من غزة يوم 25 أكتوبر عندما تلقى مكالمة هاتفية بشأن غارة إسرائيلية على برج سكني تسكنه عائلته. عاد مسرعا ولكن بعد فوات الأوان. وأدى شدة الانفجار إلى انهيار المبنى متعدد الطوابق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية على مخيم اللاجئين في خان يونس بالقطاع تقدم لمحة عن الدمار الذي خلفته الحرب.
وذكر شرف أن شقيقه قد رزق مؤخرا بطفل بعد 16 عاما من المحاولات مع زوجته.وأضاف أن ثلاثتهم قتلوا في الغارة ، وقال: حملتهم بين يدي أخي وزوجته وابنه ودفنتهم معا.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب الصحيفة التعليق على الغارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من 3700 طفل قتلوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر،بحسب وزارة الصحة في غزة. لا تشعر العائلات بالحزن على خسائرها فحسب، بل على ما يبدو وكأنه فقدان جيل كامل.
ويشكل الأطفال 2 من كل 5 وفيات بين المدنيين في غزة، وذلك فقا لجيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية. ولا يشمل ذلك نحو 1000 طفل، بحسب تقديرات المجموعة، ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.وقال لي :"نحن الآن في وضع يقتل فيه طفل كل 10 دقائق".
وتواجه العائلات في غزة خيارات مؤلمة أثناء بحثها عن الأمان، وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من9 آلاف شخص من سكان غزة لقوا حتفهم حتى الآن، في الحرب الخامسة والأكثر دموية التي تخوضها إسرائيل حتى الآن مع حماس.
وأشارت إلى أن الصراع الأخير بدأ يوم 7 أكتوبر، عندما اجتاح مسلحو حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واحتجاز أكثر من 230 آخرين كرهائن، من بينهم ما لا يقل عن عشرة أطفال، وفقا للصحيفة.
وقالت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي في بيان دعا إلى وقف إطلاق النار:إنه "لا يوجد منتصر في حرب يقتل فيها آلاف الأطفال".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف مقاتلي حماس والبنية التحتية ولديه ضمانات لمنع سقوط ضحايا من المدنيين. وشكك في عدد القتلى الذي أعلنته وزارة الصحة في غزة، والذي لا يميز بين المقاتلين والمدنيين.
لكن خلال ثلاثة أسابيع فقط من الحرب، تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة العدد الإجمالي للقتلى في جميع مناطق النزاع في العالم في أي عام منذ عام 2019، حسبما ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية العالمية يوم الأحد الماضي.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي : "لقد أصبحت غزة مقبرة للأطفال". وأضاف "إنه جحيم حي للجميع".
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم أطفال غزة عاشوا بالفعل حروبا متعددة. ما يقرب من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص – وهي واحدة من أكثر المناطق الحضرية كثافة في العالم – تقل أعمارهم عن 18 عاما، وفقا للأمم المتحدة. ومعظم الذين ولدوا منذ عام 2007، عندما استولت حماس على السلطة، لم يغادروا غزة قط بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض في العام نفسه. لقد نشأت الأغلبية في فقر؛ ولم يتمكن سوى عدد قليل منهم من الحصول بشكل منتظم على الرعاية الطبية الكافية أو التعليم أو المياه النظيفة.
وأضافت أن بعض الأطفال النازحين يعيشون في الشوارع أو في خيام في مخيمات مؤقتة. وفي كل مكان في غزة، هناك نقص حاد في المياه والغذاء والدواء. وتشهد حالات الجفاف والإسهال، والتي يمكن أن تكون مميتة للأطفال،وهي آخذة في الارتفاع.
كما لفتت إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية، والتي هي بالآلاف ، وتنهمر ليلا ونهارا، من الشمال إلى الجنوب، على أنفاق ومخابئ حماس، كما تسقط أيضا على المنازل والمدارس وأماكن العبادة.
كما تناولت الصحيفة الأمريكية روايات أخرى كثيرة لأطفال قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.