الإثنين 29 ابريل 2024

رئيس الوزراء من رفح والعريش: سيناء أغلى بقعة على قلوب المصريين ومستعدون للتضحية فى سبيل رمالها

رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي

3-11-2023 | 20:43

تقرير: سحر رشيد
رؤية الدولة هى أن تصبح سيناء مركزًا عمرانيًا وصناعيًا وتجاريًا وزراعيا وسياحيًا كبيرًا، هكذا أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء خلال زيارته المهمة إلى شمال سيناء أمس الثلاثاء، والتى شهدت وضع حجر الأساس لعدد من المشروعات التنموية وإطلاق المرحلة الثانية من التنمية فى سيناء والتى اعتمدها الرئيس السيسى باستثمارات تبلغ 363 مليار جنيه فى خمس سنوات. «مدبولى» قال إن العمل الحقيقى فى سيناء من أجل تنميتها لم يبدأ فعليًا إلا مع تولى الرئيس السيسى فى 2014، فالقرار الاستراتيجى للرئيس كان تنمية سيناء، جنبًا إلى جنب مع دحر الإرهاب وعلى مدى عشر سنوات تم استثمار نحو 600 مليار جنيه فى مشروعات تنموية فى سيناء منها مشروعات بنحو 283 مليارا فى شمال سيناء وحدها.­ زيارة «مدبولى»، لشمال سيناء لم تكن عادية، بل كانت احتفالية وطنية كبرى أطلقت منها مصر رسائل عديدة للعالم كله، أهمها مكانة سيناء عند كل المصريين وعدم السماح بالمساس بذرة رمل واحدة منها، حيث حرص رئيس الوزراء أن يؤكد على اعتزاز الشعب المصرى على مدار تاريخه بهذه البقعة الطاهرة التى رُويت بدماء الآلاف من الشهداء، مشيرًا إلى أن هذا الكلام مقصود ويحمل رسائل عديدة للرد على الجميع، ويؤكد حرص مصر على المحافظة على أرضها، وإذا كان الماضى قد حمل تضحيات لتطهيرها من الاحتلال على مدار حروب عديدة، فإن اليوم يشهد افتتاح المشروعات التنموية التى أنفقت عليها مصر المليارات، وحان الوقت لاستكمال هذه التنمية بتسليمها لأهلها من المصريين، رئيس الوزراء أكد أن التاريخ الذى تعلمناه فى مدارسنا كان ينمّى فينا الوعى القومى بهذه البقعة الغالية بوابة مصر الشرقية التى قاومت الغزاة منذ أيام الفراعنة من هجوم الهكسوس وحتى حرب أكتوبر المجيدة.. فكل عائلة مصرية قدمت شهيدًا من أعزّ أبنائها فداءً لأغلى بقعة فى مصر على قلوب المصريين. وحرص رئيس الوزراء على وضع حجر الأساس لعدد من المجمعات العمرانية الجديدة لشمال سيناء، مؤكداً أنها ستصبح من أفضل المناطق فى كل شىء وفق التخطيط، حيث شهدت فى الـ 10 سنوات الماضية تنفيذ أكثر من 1000 مشروع فى كل المجالات. ولفت رئيس الوزراء أن ملايين المصريين على استعداد لبذل أرواحهم فداء كل ذرة رمل من سيناء، وهذه رسالة واضحة، والرئيس السيسى قال إن مصر لن تسمح أبدًا مهما كان أن يتم فرض أى شىء عليها، ولن تسمح بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابنا. وأضاف «مدبولى» خلال لقائه بشيوخ وعواقل سيناء بمقر الكتيبة 101 بالعريش بحضور عدد كبير من نجوم الفكر والإعلام والفن وقادة الأحزاب والسياسيين أن الحكومة لا تعمل فى ظروف طبيعية ونعلم جميعًا ما تمر به شمال سيناء، ومعاناة الأهالى من ويلات الإرهاب الذى استمر 10 سنوات.. ففى كل أسبوع كنا نسمع عن استشهاد وإصابة عدد من أبناء الوطن ورغم ذلك كان هناك إصرار على البناء والتنمية. والمشروع القومى لتنمية شمال سيناء الذى أطلقه الرئيس السيسى بالتزامن مع الحرب على الإرهاب كان مهما، مشيرًا إلى أننا بدأنا بالعمل الأصعب وهى البنية الأساسية الكبيرة مثل الكهرباء والمياه وصرف صحى وأنفاق تربط المنطقة بمصر بصورة كاملة، وهذا كان أصعب جزء ونفذناه فى 10 سنوات. وأضاف أن الفترة القادمة تستهدف استكمال مخطط التنمية الشامل فى سيناء وإقامة 4 مناطق لوجستية فى شمال سيناء ووحدات سكنية بتكلفة 115 مليار جنيه ومشروعات منها خدمات تعليمية بنحو 8.7 مليار جنيه وخدمات صحية بنحو 8.3 مليار جنيه، وسيتم إطلاق المرحلة الثانية من مراحل التنمية فى شمال سيناء من على أرضها، هذه البقعة الطاهرة على أرض مصر التى دائمًا كانوا يحاولون النيل من مصر عبرها. واستعرض رئيس مجلس الوزراء أمام شيوخ وعواقل سيناء، خطة التطوير الاستراتيجى لشمال سيناء والتى تشمل تنفيذ مراحل جديدة من مدينتى رفح الجديدة وبئر العبد الجديدة، وكذا تجمعات تنموية حضرية، بالإضافة إلى الإسكان البديل، باستثمارات تصل إلى 115 مليار جنيه خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2030 وتشمل أيضاً تنفيذ 35 ألف وحدة سكنية. وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم خلال الفترة الماضية تنفيذ 11 تجمعًا تنمويًا فى شمال ووسط سيناء من منازل بدوية فى بئر العبد، ونخل، والحسنة، وإسكان اجتماعى فى مناطق أخرى، لافتا إلى أنه تم التوافق على أن يكون هناك 21 تجمعًا، مقسمة على 3 مراكز رئيسية، بواقع 6 تجمعات فى رفح لاستيعاب 37 ألف نسمة و11 تجمعا فى الشيخ زويد لاستيعاب 27 ألف نسمة، و4 تجمعات فى العريش لاستيعاب 5 آلاف نسمة، حيث سيتم تخطيطها بصورة تراعى الطابع البدوى المعتاد، كما تم التصميم والتخطيط بمعرفة أبناء المنطقة لتنفيذه بصورة تلائم الطبيعة والخلفية الثقافية والحضارية لأهالى المنطقة. وأكد «مدبولى» أن هذه المشروعات سيتم تنفيذها بسواعد أبناء سيناء تحت الإشراف الكامل للدولة؛ حتى نضمن أن تخرج هذه التجمعات الجديدة بالطريقة المنشودة المتمثلة فى تجمعات حضارية على أعلى مستوى. ولفت مدبولى أنه لا تنمية حقيقية دون مشروعات اقتصادية كبرى.. والدولة تسعى لاستقطاب مشروعات ضخمة تجعل من هذه المنطقة نقطة جذب لاستثمارات عالمية، وسنبدأ تنفيذ مشروعات تنمية سياحية مُخططة باستثمارات 2.5 مليار جنيه.. لاستثمار الجمال الموجود فى شمال سيناء والذى قد يفوق الساحل الشمالى الغربى بكل روعته. وأشار رئيس الوزراء أن الخطة القادمة المستهدف تنفيذها خلال مدة 5 سنوات قادمة تبلغ استثماراتها نحو 363 مليار جنيه والاعتماد الأكبر سيكون على الجهد المبذول من جانب أهالى شمال سيناء أنفسهم، لسرعة تنفيذ هذه العملية التنموية الشاملة، مؤكدًا أن ذلك يأتى وفق توجيه الرئيس السيسى بأن من يقوم بتنفيذ مشروعات تنمية شمال سيناء، هم أهالى شمال سيناء أنفسهم، ولهم الأولوية والحق فى أعمال التنفيذ وشركات أبناء سيناء لها الأولوية، والدولة من جانبها ستعمل على تدبير التمويل اللازم، وإتاحة كل اللوجستيات الممكنة. «مدبولى» كشف أن الدولة بمختلف أجهزتها المعنية عملت على تخطيط وتحديد كل مشروع فى مكانه، وتكلفته الاستثمارية، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية من مشروعات شمال سيناء ستشهد تنفيذ 302 مشروع فى الـ 6 مراكز الممثلة للمحافظة: رفح، والشيخ زويد، والعريش، وبئر العبد، والحسنة، ونخل، لكل مركز منها مشاريعه الخاصة به، على أن تستهدف هذه المشاريع والبرامج 3 مستهدفات رئيسية هى: تحسين مستوى المعيشة لأهالينا فى شمال سيناء، وتأسيس مجتمعات زراعية وعمرانية وصناعية وسياحية جديدة، وأيضًا تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار لهذه المنطقة الواعدة. وأوضح رئيس الوزراء أن المشاريع الجديدة المخطط تنفيذها ضمن خطة التطوير تشمل كافة القطاعات الخدمية والإنتاجية والتنموية، سواء التعليم أو الصحة أو النقل أو الصناعة أو الشباب أو إقامة المجتمعات الزراعية، لأن الدولة المصرية تدرك أهمية هدف التنمية الزراعية لأهالى سيناء، لارتباطهم بمجال الزراعة، ولذلك نفذت مشروعات بنية أساسية خلال الفترة الماضية بنحو 68 مليار جنيه، تضمنت إنشاء محطات نالت شهادات عالمية بأنها الأكبر فى العالم فى هذا المجال، منها محطة معالجة مياه الصرف الزراعى فى بحر البقر، والمحسمة، وكل ذلك بهدف التنمية والتعمير واستصلاح مئات الآلاف من الأفدنة فى شمال ووسط سيناء خلال الفترة القادمة، موضحًا أن الدولة تستهدف تنفيذ 19 مشروعًا باستثمارات بإجمالى 55 مليار جنيه. وأضاف مدبولى: يتعين علينا خلال المرحلة المقبلة الاستمرار فى تقديم المواد التوعوية، حتى يُدرك شبابنا من الأجيال الشابة، أننا مستعدون للموت من أجل هذه الرقعة الغالية من أرضنا ولن نُفرط فى ذرة رمل واحدة منها. رئيس الوزراء استكمل رسائله المهمة خلال تفقده معبر رفح حيث قال إن مصر ضد أى استهداف للمدنيين من أى جانب، وضد سقوط أى ضحايا من المدنيين الأبرياء. مضيفاً أنه «مع هذه الأزمة غير المسبوقة فى قطاع غزة ندعو العالم أن يدين سقوط الضحايا الأبرياء، فلا توجد أفضلية أو ميزة لجانب على جانب آخر.. ومصر تؤكد بوضوح رفضها لسياسة العقاب الجماعى ضد سكان غزة». وتابع رئيس الوزراء: «من أول لحظة مصر تتحرك على كل المستويات بدءا من القيادة السياسية، وكل أجهزة الدولة تعمل على حل هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يتعرض لها سكان القطاع الأبرياء من حجم دمار وضحايا كثر». وأكد مدبولى، أن حل القضية الفلسطينية لن يتم إلا بحل الدولتين، ولن يكون هناك استقرار فى المنطقة دون هذا الحل. ومصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية سواء على حسابها أو الآخرين كما لن تسمح بأى محاولات لهز استقرارها عبر حدودها وندعو العالم إلى تبنى حل عادل وشامل يضمن الاستقرار وعدم تكرار هذه الأزمة الإنسانية. وأكد مدبولى أن مصر تحملت عبء القضية الفلسطينية على مدار عقود وعقود، ومنذ 1948، مشيرا إلى أن مصر ساهمت بعشرات آلاف الشهداء فى الدفاع عن القضية الفلسطينية, ولا نباهى بذلك ولكنه الواقع. ووجه مدبولى، الشكر والتقدير لقيادات المجتمع المدنى داخل وخارج مصر وكل الحكومات التى كانت حريصة على تقديم مساعدات لقطاع غزة. وقال رئيس مجلس الوزراء، إن التحالف الوطنى للعمل الأهلى والهلال الأحمر وحياة كريمة وجمعية أبناء سيناء وكل مؤسسات المجتمع المصرى هدفها المساعدة فى حل الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، مشددا على حرص مصر على تقديم كل هذه المساعدات لأهالينا فى غزة. من جانبه أكد قائد الجيش الثانى الميدانى، اللواء أركان حرب محمد ربيع، أن رجال الجيش الثانى الميدانى لا يدخرون جهدًا فى الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أى مهام تُوكل إليهم لحماية أمن مصر القومى على الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى. وقال ربيع إن رجال الجيش الثانى الميدانى تربوا كسائر رجال القوات المسلحة على مبادئ الوطنية والبطولة وقيم الكرامة والعزة، وضحوا بأنفسهم فداءً للوطن، عاقدين العزم على حماية أراضيه ومقدرات شعبه، وتسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية. وأن رجال الجيش الثانى الميدانى قاتلوا الإرهاب الأسود بكل قوة وشجاعة وبأس حتى تغلبوا عليه، وتم تطهير سيناء من دنسه وبراثنه، مضيفاً: «إنه أثناء تنفيذ الأبطال لمهامهم القتالية تم تكليفنا بتأمين الشركات المدنية المنفذة للعديد من المشروعات التنموية ومشروعات البنى التحتية لسيناء، بالإضافة إلى أعمال القتال المخطط». وأوضح أن هؤلاء المقاتلين يواصلون أعمال تطهير الأرض من بقايا العبوات الناسفة التى تم وضعها من قِبل العناصر التكفيرية لحماية أرواح المواطنين وتحركاتهم وممتلكاتهم والاستعداد لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية سيناء، والمصدق على تنفيذها من القيادة السياسية. ووجه قائد الجيش الثانى الميداني، التحية والتقدير لأرواح الشهداء الأبطال والمصابين، وكل منْ شارك فى هذه المهمة من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية، وأبناء سيناء الشرفاء على ما قدموه من بطولات وتضحيات وفداء، التى لولاها ما كنا هنا اليوم. وطمأن «ربيع»، الجميع أنهم مرابطون لحماية أمن مصر القومى بالاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقي، كما أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة وتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة، داعيًا الله أن يحفظ قواتنا المسلحة من كل سوء وأن يديم على وطننا الغالى الأمن والاستقرار، وأن تستمر القوات المسلحة الدرع والسيف والحصن المنيع لمصر تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكى.