الإثنين 24 يونيو 2024

دياب اللوح.. سفير فلسطين بالقاهرة: مصر صاحبة دور استراتيجى وتاريخى فى «القضية الفلسطينية» وتحركات الرئيس السيس

الزميلة منار عصام مع السفير الفلسطيني دياب اللوح عدسة: إبراهيم بشير

3-11-2023 | 21:30

حوار: منار عصام
«قرار أممى وتأييد عربى ودولى واسع النطاق».. «تعنت إسرائيلى ومجازر يومية يشهدها قطاع غزة وعدد من المدن الفلسطينية».. «شهداء يسقطون وآخرون يتسلمون الراية حتى تحرير الأراضى المحتلة».. «موقف مصرى يضع القضية الفلسطينية على قائمة أولوياته».. «إدارة أمريكية تنحاز تمام الانحياز إلى الجانب الإسرائيلى».. و«تحرك دولى سياسيًا وقانونيًا ودبلوماسيًا ستشهده الفترة المقبلة لكشف جرائم الاحتلال أمام العالم».. الملفات السابقة وغيرها وضعتها «المصور» على طاولة، دياب اللوح.. السفير الفلسطينى بالقاهرة، ومندوبها الدائم فى جامعة الدول العربية، إلى جانب الملف الأكثر سخونة ودموية «ملف غزة والاجتياح البرى للقطاع». السفير الفلسطينى بالقاهرة، تحدث - تفصيلًا - عما يجرى داخل القطاع، والقرار الأخير الذى أقرته منظمة الأمم المتحدة، والذى أعده الأردن، باسم المجموعة العربية التى تضم 22 بلدا، وطلب «هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية»، كما يكشف الكوارث التى ستترتب على الاجتياح البرى لغزة. الموقف المصرى، كان حاضرًا فى سياق الحوار، وهو موقف ثمنه السفير الفلسطينى بشدة، وأكد أن مصر تقوم بدور تاريخى استراتيجى من الكفاح والنضال فى خدمة الشعب الفلسطينى مع تقدير حقه فى وإقامة دولته المستقلة، مشيرًا إلى قمة السلام المهمة فى توقيتها ورسالتها والتى احتضنتها مصر خلال الأيام الماضية، والبيان الذى أصدرته الرئاسة المصرية بعد نهاية القمة.. وعن تفاصيل الرؤية الفلسطينية للموقف المصرى والتحرك العربي، ومخطط «التهجير القسرى» الذى تسعى إسرائيل لتنفيذه خلال الفترة الحالية وملفات أخرى كان الحوار التالى: بداية.. كيف يمكن الاستفادة من القرار (غير الملزم) الذى أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة الماضية، والذى طلب «هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية»؟ ما أقرته الأمم المتحدة خلال الأيام الماضية، قرار مهم جداً، خاصة أنه صدر عن الجلسة الطارئة للجمعية العمومية للأمم المتحدة تحت عنوان «متحدين من أجل السلام» بناء على طلب عربى تقدمت به المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وبحكم القانون الدولى فإن هذا القرار يكون له صفة قرار صادر عن مجلس الأمن، لكن للأسف الشديد هناك ما يقارب من 1000 قرار صدر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى شأن القضية الفلسطينية ولم ينفذ على أرض الواقع. وكما استمعنا خلال الأيام الماضية، فإن «مجلس الحرب الإسرائيلى أعلن أنه لا يرى أى أهمية أو شرعية لمثل هذه القرارات» بل وبدأ تصعيدا مخيفا وعواقبه وخيمة وتواصل مجازرها اللا إنسانية وأخرها مجزرة جباليا، لذلك فنحن نواجه تعنتًا إسرائيليًا متمثلا فى رفض الالتزام بتنفيذ القرارات الشرعية الدولية، وكذا احترام قرارات المجتمع الدولى. وكيف ترى ما يحدث الآن من اجتياح برى لقطاع غزة؟ حذرنا مرارًا وتكرارًا من حدوث ذلك مسبقًا، ولا شك أن ذلك الاجتياح البرى لن يترتب عليه سوى مزيد من الدمار والخراب لقطاع غزة من حيث المرافق الخدمية والحياتية التى دُمرت غالبيتها بنسبة 50: 60 فى المائة جراء القصف المدفعى والجوى من جيش الاحتلال، وارتكاب المزيد من جرائم الحرب البشعة والمكتملة الأركان والمجازر الدموية التى راح ضحيتها -حتى أيام قليلة مضت- أكثر من 30 ألف مواطن فلسطينى بين شهيد وجريح ومصاب، فضلًا عن الأضرار البالغة التى سيتسبب بها هذا الاجتياح بالنسبة لأداء المنظمات الدولية والأممية والصحفية التى تعرضت أيضا للقتل والعنف حالها مثل حال الكوادر الطبية التى تعرضت للقصف والقتل، فهناك أكثر من 110 شهداء من صفوف الكوادر الطبية طبقًا لتقرير وزارة الصحة وتدمير أكثر من 51 مستشفى ومركزًا طبيًا ورعاية أولية. برأيك.. هل ترى أن إسرائيل تخطط من وراء الاجتياح البرى الاستيلاء على جزء جديد من غزة؟ إسرائيل تستهدف من هذا العدوان إقامة منطقة عازلة بطول الحدود الشرقية والشمالية وبعمق 1000 متر وربما أكثر، فجميعها أراضى زراعية خصبة وذلك لتحرم قطاع غزة من الاستفادة منها، وتريد إسرائيل أيضا -كما يقولون دائما بوسائل الإعلام- تحويل هذه المنطقة العازلة إلى أرض محروقة خالية من أى وجود فلسطينى حتى المزارعين ممنوع عليهم دخول هذه المنطقة لزراعتها، مع منع إقامة أو تشييد أى مبانى فيها وهى منطقة موجودة بالأساس لكن عرضها الآن 300 متر فقط، والاحتلال يستهدف توسعتها إلى 1000 متر حسب ما نستمع لما يصدر عن مجلس الحرب الإسرائيلى بغرض منع وصول المواطنين الفلسطينيين إلى السياج الحدودى، مع وضع أبراج عسكرية واعتبارها منطقة خطرة يحظر تواجد الفلسطينيين فيها. وكيف ترى السيناريوهات المحتملة التى سيتم على أساسها التحرك دبلوماسيًا خلال الفترة المقبلة؟ أولًا.. تجمعنا شراكة تاريخية استراتيجية بين «مصر، والأردن، وفلسطين»، بالإضافة إلى التنسيق الكامل مع عدة دول عربية شقيقة أخرى، فقد أطلقنا تحركا «عربى صديق» من أجل وقف الحرب و الإبادة الجماعية الممنهجة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والعدوان الإسرائيلى البشع الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى فى القدس، وقد توج هذا التحرك بعقد قمة السلام برعاية ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئاسة الجمهورية المصرية أصدرت بيانا يؤكد ثوابت الموقف العربى، ونحن نتمسك بالعمل العربى ونعول على العمل العربى المشترك للتحرك على المستوى الدولى سياسيًا وقانونيًا ودبلوماسيًا، وذلك بهدف إطلاق مبادرة سياسية جادة تؤدى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل من أرض دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذه المبادرة تقوم على أساس المرجعيات والقوانين الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام ورؤية حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. لماذا تُطرح الآن فكرة التهجير القسرى، وبرأيك ما الهدف من هذا المخطط؟ هذا مخطط استعمارى صهيونى قديم ليس بجديد، فبعد نكبة عام 1948 طرح هذا المخطط فى الخمسينات وتردد طرحه مرة أخرى فى سبعينيات القرن الماضى، ويطرح الآن فى ظل هذه الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والأمر لا يقتصر فقط على سكان قطاع غزة، لكنه يشمل أبناء القدس وأبناء الشعب الفلسطينى فى المنطقة (ج) فى الضفة الغربية، ويهدف هذا المخطط إلى إفراغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين الغرباء بدلا منهم. وهذا المخطط القديم الجديد فى التهجير رُفض رفضًا قاطعًا من القيادة الفلسطينية وتحديدًا من الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى دائما ما يكرر «إننا لن نغادر أرضنا ولن نترك وطننا ولن نسمح بحدوث نكبة جديدة»، بالإضافة إلى التصريحات الواضحة والصريحة للرئيس عبدالفتاح السيسى، بأن مصر ترفض هذا المخطط ولن تسمح بحدوثه لأنه يعنى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا بالطبع لن يحدث لأن المواطن الفلسطينى لديه الوعى الكامل بقضيته ومؤمن كامل الإيمان بالبقاء على أرضه والتمسك بصموده على أرضه، وأعلنوا جميعا أنهم لن يغادروا أرضهم وسوف يبقون بجوار هذا الركام من الحجارة الذى خلفه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. منذ بدء الأزمة الأخيرة.. كيف ترى الموقف العربى والتجاوب معها؟ الأشقاء العرب قالوا كلمتهم، ولا يزالون يعتبرون أن القضية الفلسطينية هى قضيتهم المركزية، فمجلس الوزراء العرب عقد اجتماعا طارئا وعاجلا، فضلًا عن تشكيل لجنة وزارة عربية للتواصل مع المجتمع الدولى، وهناك تحرك عربى مشترك على أرض الواقع، ونحن نتمسك بالمجتمع والعمل العربى المشترك من خلال جامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب فى العواصم العربية، وكذلك من خلال بعثاتنا وسفارتنا التى تعمل فى هذه العواصم من أجل خلق جبهة دولية عريضة تكون ضاغطة فاعلة على مراكز صناعة القرار وخاصة الإدارة الأمريكية المنحازة إلى جانب إسرائيل، والتى نطالبها بالالتزام بقواعد القانون الدولى للتعامل مع هذه الحرب وتلك الأجواء التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى. ونحن نقدر الظروف العامة التى تمر بها الدول العربية، فمصر دولة محورية فى المنطقة والعالم بالشراكة مع الأردن وفلسطين بجانب دول عربية أخرى تقوم بدور فاعل منذ اللحظة الأولى، ونحن أيضا نلمس جهودا حثيثة ومخلصة مبذولة من الرئيس عبدالفتاح السيسى وجلالة الملك عبدالله الثانى والرئيس محمود عباس وقادة عرب آخرين، من أجل وقف الإبادة الجماعية الممنهجة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى بغزة. ولماذا تصر إسرائيل على استكمال عملياتها بكل هذا العنف والانتقامية؟ إسرائيل الآن تسيطر عليها عقلية جنونية هستيرية فهى تريد أن تنتقم لما تعرضت له فى السابع من أكتوبر، ولكن ممن تنتقم؟!.. فهى تنتقم من خلال تدمير المبانى، وهى لا تريد أن ترى هذا المشهد من العمران فى غزة إلى جانب أنها تستهدف قتل النساء والأطفال والشيوخ بل تستهدف قتل كل شيء يتحرك على الأرض ولا تريد حركة فى قطاع غزة، وإلى الآن راح ضحية هذه الحرب أكثر من 30 ألف ضحية، ورأينا جميعا إسرائيل وهى تقصف المدارس والكنائس والجوامع والمستشفيات وكذا استهداف أبراج الكهرباء وأبراج الاتصالات السلكية واللاسلكية، ليس هذا فحسب فإسرائيل تضيف إلى سجلها الإجرامى كل لحظة سلسلة جديدة من الجرائم والمجازر الدموية البشعة ضد الشعب الفلسطينى، وآخرها دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة الفاصلة بين شمال غزة وجنوب غزة، وقطعت الطريق وأطلقت النار على المواطنين الذين كانوا متواجدين هناك بالصدفة وليس لهم علاقة بحماس أو كانوا يحملون سلاحًا. مقابل هذه المجازر.. ما السر وراء الصمت العالمى على كل ما يحدث؟ العالم فى حالة صمت، فمجلس الأمن الدولى فشل فى إيجاد حل، وكذا الجمعية العامة للأمم المتحدة فرغم اتخاذها قرارًا مهما غير أنها عاجزة وغير قادرة على تنفيذ قراراتها، فالعالم يتحكم به الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربى فهو يكيل بمكيالين وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل يكيل بمكيال، وحين يتعلق الأمر بفلسطين يكيل بمكيال آخر، فالدم الفلسطينى رخيص لدى هذا المعسكر، لكننا نقول لهم بأن الدم الفلسطينى دم غالٍ دم طاهر، وهذه الدماء التى سفكت وروت ثرى فلسطين لن تذهب هدرًا وسوف تبقى قناديل مشتعلة مضيئة على درب التحرير والحرية والعودة حتى تحرير كامل التراب الوطنى الفلسطينى وإقامة الدولة الفلسطينية عليه، دولة الشهداء والجرحى والمصابين، دولة المؤسسات والقانون وكل أبناء الشعب الفلسطينى أينما كانوا وأينما وجدوا سواء داخل فلسطين أو خارجها. بالعودة إلى التحرك الخارجى.. هل هناك خطة للتحرك الدولى فى مواجهة الاحتلال على المستوى القانونى؟ نعم.. نحن نتحرك على مستويين، مستوى المحكمة الجنائية الدولية، ومستوى محكمة العدل الدولية، فقد وثقنا كل جرائم الاحتلال منذ حرب عام 2014 فصاعدا، والمستوطنات غير الشرعية المقامة على أراضينا وجدار الدم العنصرى المقام على أراضينا والذى أصدرت محكمة لاهاى حكمًا بعدم شرعيته، وكذلك ملف الأسرى والعديد من الملفات الأخرى التى تتضمن ما يتعرض له الشعب الفلسطينى أمام المحكمة، ومؤخرًا حضر رئيس المحكمة الجنائية الدولية وذهب إلى معبر رفح وعقد مؤتمرًا صحفيًا أمام بوابة رفح من الجانب المصرى، وهذا تحرك مهم جدا لحضوره بنفسه ليقيم الوضع بأم عينه داخل القطاع، وطالب بإتاحة الفرصة والسماح بإجراء تحقيق فى هذه الجرائم التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى. وكيف ترى نهاية الضغط على الفلسطينيين بالضربات المتتالية التى يتعرض لها سواء سكان القطاع وخارجه؟ المواطن الفلسطينى الذى يهدم بيته يقف ويقول أمام كاميرات وسائل الإعلام وأمام العالم بأنه سوف يعيد بناء بيته مرة أخرى، والمزارع الذى تقتلع أشجاره يقول بأنه سيزرع بدلا منها، والذى يودع شهيدا يقول فداء فلسطين والقدس، فنحن فى هذه الحرب وحتى الآن ودعنا أكثر من 8 آلاف شهيد فى غزة وأكثر من 130 شهيدا بالضفة الغربية، ومنذ بداية العام ودعنا أكثر من 400 شهيد آخرين فى الضفة الغربية، بينما فى غزة لدينا حوالى 50 ألف امرأة حامل على وشك الوضع فالشعب الفلسطينى «شعب ولاد»، فالشهداء يخلفون شهداء من بعدهم، ليستكملوا مسيرة الحرب نحو تحرير كامل التراب الفلسطينى. الموقف المصرى فى الأزمة الحالية والأزمات السابقة واضح وثابت.. كيف ينعكس هذا على القضية الفلسطينية؟ مصر كما ذكرت سابقا، دولة محورية على المستوى الإقليمى والدولى، فمصر تقوم بدور تاريخى استراتيجى من الكفاح والنضال فى خدمة الشعب الفلسطينى مع تقدير حقه فى إقامة دولته، ونحن نتمسك بالدور المصرى، ونقدر ونثمن تحرك الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة المصرية من أجل وقف هذه الحرب ضد الشعب الفلسطينى وإنقاذ الأبرياء، وأود استغلال الفرصة وأوجه الشكر من خلالكم إلى الإعلام المصرى الشقيق الذى يقدم كل الدعم لصمود ونضال الشعب الفلسطينى ونقل الحقيقة وتنوير الرأى العام والرد على الإدعاءات والخرافات الإسرائيلية الكاذبة التى يروجون لها فى العالم. على ذكر الأكاذيب الإعلامية .. كيف ترى الممارسات الإعلامية الغربية تجاه القضية الفلسطينية؟ نشرت أكثر من قناة عالمية أخبارا كاذبة ومفبركة عن الأوضاع فى فلسطين، لذلك قامت السفارة بالرد على هذه الأخبار من خلال إنشاء مركز استبيان خاص بالسفارة للرد على جميع الأخبار المفبركة التى نشرها الإعلام الغربى والآلة الصهيونية الإعلامية المضادة للشعب الفلسطينى والأمة العربية، ونجحنا فى تغيير الرأى العام الأمريكى والغربى، هذا إضافة إلى التحرك المصرى الفلسطينى العربى الإسلامى، وربما ظهر ذلك جليا فى تحرك الشارع الأمريكى على وجه الخصوص والذى أحدث تأثيرا على الأقل فى التصريحات الخاصة بالمسئولين فى البيت الأبيض الذين كانوا يرفضون وقف إطلاق النار أصبحوا أنفسهم الآن يتحدثون بلغة إنسانية، سواء كان رئيس مجلس الأمن القومى الأمريكى، أو حتى الرئيس جو بايدن شخصيًا فى اتصاله الأخير مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، فجميعهم يطالبون بإدخال المساعدات إلى غزة وإيقاف قتل المدنيين، لكن كل ذلك يحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع، لأن أمريكا تنحاز انحيازًا سافرًا إلى الجانب الإسرائيلى، فمنذ اللحظة الأولى فتحت مخازنها العسكرية أمام الجيش الإسرائيلى، ورغم ذلك فنحن نطالبها بالالتزام بقواعد القانون الدولى، ونطالب المجتمع الدولى بسرعة التدخل العاجل والفورى لوقف ما يحدث من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، ووضع المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الأمن والرخاء والاستقرار لشعوب المنطقة كافة. رسميًا.. ماذا تقول التقارير حول أثار هذا العدوان على غزة وأهلها؟ بالأرقام هناك حوالى أكثر من 8600 شهيد وأكثر من 73 فى المائة منهم من النساء والأطفال والمسنين، وهناك أكثر من 23 ألف جريح ومصاب وأيضا أكثر من 60 فى المائة منهم من النساء والأطفال، لأنه حسب التقارير فإن عدد النساء والأطفال التى وجدت بالمبانى المقصوفة أكبر بكثير من الرجال، فهذه الحرب لا تفرق بين المواطن الفلسطينى والآخر لا على أساس سياسى أو جنسى أو دينى، فقد قصفت المساجد والكنائس، ودمر كما ذكرنا 51 مستشفى ومركزا طبيا ولا زالت هناك مستشفيات تحت التهديد والقصف، فمثلا ما حدث مع مستشفى المعمدانى، فالاحتلال يطلب من مستشفى القدس إخلاء المستشفى فضلا عن أنه دمر كافة المبانى المحيطة به، ومستشفى الشفاء أيضا يضم أكثر من 50 ألف مواطن يعتبر هو الآخر تحت التهديد، ولم تسلم أيضا مدارس ومخازن منظمة الغوث (الأونروا) التى تأوى الاحتياجات الاستراتيجية واللوجيستية التى يحتاجها القطاع، فضلا عن أن الأطقم الدولية التابعة للمنظمات الحقوقية والصحفية قتل منهم 150 موظفا، وتعرض المواطنون الأجانب الذين يعملون ويقيمون فى القطاع للقتل، و سقط منهم أكثر من 30 قتيلا فكل شيء مستهدف داخل غزة. هل هذا العدوان معناه نهاية مسار الحل السياسى؟ واضح أن إسرائيل تتخبط وهذا التخبط سوف يفضى إلى وضع جديد لا يمكن لهذه الحرب الممنهجة البشعة وهذه المجازر الدموية، التى يندى لها جبين الإنسانية خجلًا إن بقى هناك من حياء لدى هذه الإنسانية، أن تستمر، ونحن حذرنا من استمراريتها، كما سبق وأن حذرنا من إشعالها، حيث ستترتب عليها تداعيات حذرنا منها مسبقًا، وهذا ما تحقق فى السابع من أكتوبر نتيجة الممارسات القمعية للاحتلال. والآن.. نحن نكرر التحذير من استمرارية ما يجرى وما يتعرض له قطاع غزة لأنه يهدد الأمن والاستقرار والسلم فى المنطقة والعالم، ونحن لسنا مع هذه الحرب ولا مصلحة لنا فيها بل نكتوى بنارها ونكتوى بنار إرهاب دولة إسرائيل المنظم وبإرهاب المستوطنين وعصابتهم المسلحة برعاية الدولة الإسرائيلية، لذلك فى ظل هذا المشهد من الحطام والركام والتدمير لم نفقد الرؤية ولا البوصلة، ما زلنا نرى حيث تكمن مصلحتنا، وهى تكمن فى وقف هذه الحرب والعدوان من خلال الاتفاقيات والمبادرات الأممية المبرمة خلال السنوات السابقة بما يفضى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل وإقامة دولة فلسطين وتمكيننا نحن الشعب الفلسطينى من أن نمارس حقنا فى تقرير مصيرنا ونيل استقلالنا الوطنى وإقامة دولتنا المتصلة جغرافيًا وعاصمتها القدس الشرقية. إذن.. هل ترى أن هناك أملا فى العودة إلى المسار التفاوضى؟ ليس هناك وفاق سياسى بسبب تعنت حكومة اليمين فى إسرائيل، حكومة الصهيونية الدينية، التى يحكمها المستوطنون والإرهابيون، فهناك انسداد فى الأفق السياسى، وإصرار على التصعيد ومواصلة المجازر غير الإنسانية ولكن السياسية لا تعرف الثبات، فكل شيء متحرك، ونحن نوظف كل الجهود المبذولة فى المجتمع الدولى من أجل الوصول إلى هذه الغاية، وهى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية عليها.