أكدت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونج أنه يجب على إسرائيل الاستماع لصوت العقل وخفض حدة العنف خلال هجماتها العسكرية على قطاع غزة قبل انفلات الصراع هناك ليشمل أجزاء أخرى في المنطقة.
وأشارت وونج في مقال كتبته لصحيفة "الجارديان" البريطانية أنه يجب على أصدقاء إسرائيل إسداء النصيحة لها في هذا الصدد ويجب على إسرائيل أن تستمع لهذ النصح، موضحة أن الحل الوحيد والفعال للصراع الحالي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يكمن في تنفيذ صيغة الدولتين - أي إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
وأضافت وونج أنه يجب كذلك على المجتمع الدولي القيام بدوره لتنفيذ حل الدولتين ووضع نهاية لدوامة العنف في الشرق الأوسط، معربة عن اعتقادها أن إسرائيل لن تنعم بالسلام والأمن إلا إذا وفرت السلام والأمن للجانب الفلسطيني.
ولفتت وزيرة خارجية استراليا إلى أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط لا يخدم مصالح أي من أطرافه، مشددة على أهمية التوصل لسلام دائم وعادل من خلال عملية سياسية لاستقرار الأوضاع في المنطقة.
وأضافت أنه إذا كانت حركة حماس الفلسطينية قد بدأت ذلك الصراع من خلال الهجمات التي شنتها على الجانب الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن رد الفعل الإسرائيلي كان مبالغا فيه وتسبب في مقتل الآلاف من الجانب الفلسطيني من بينهم ما يقرب من 3,500 طفل طبقا للأرقام الصادرة عن منظمة اليونيسيف.
ونوهت وزيرة خارجية أستراليا إلى أن الأزمة الإنسانية في غزة في ظل تلك الظروف تزداد سوء يوما بعد يوم وهو ما يبرز أهمية ممارسة إسرائيل لسياسة ضبط النفس لحماية المدنيين خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها داخل قطاع غزة، موضحة أن المجتمع الدولي لن يقبل إزهاق أرواح المدنيين.
وأكدت أنه لا يمكن ضمان حق الجانب الإسرائيلي دون ضمان حق الجانب الفلسطيني وهو ما يستلزم من جميع الأطراف احترام حق الآخر في الوجود والاعتراف كذلك بحقه في حياة انسانية كريمة.
وتعرب وزيرة الخارجية عن اعتقادها أن الحل السياسي لتلك الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلب استثمارات من جانب المجتمع الدولي لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني حتي يتمكن الشعب الفلسطيني من بناء مستقبل آمن.
وتشير وونج في ختام المقال إلى أهمية إزالة المستوطنات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة للتوصل لحل للصراع الحالي بين الطرفين لافتة إلى موقف مجلس الأمن الدولي من تلك المستوطنات على أنها انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة كبيرة في سبيل تحقيق السلام.