خصصت الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الدولارات من الأموال الفدرالية، لإجراء أبحاث من شأنها إيجاد علاجات لآثار المخدرات، وذلك في إطار كفاحها لأزمة مخدرات غير مسبوقة، وفقًا لما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه توفي أكثر من 100 ألف أمريكي في السنتين الماضيتين، بسبب جرعات زائدة من المخدرات، التي تغذيها مادة "الفنتالين" الأفيونية الاصطناعية.

ويرى الباحثون أن علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة مُكملة للعلاج من إدمان المواد الأفيونية والجرعات الزائدة من العقاقير، رغم أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح العلاجات المرتقبة متاحة.

ومنحت الحكومة الفدرالية، بحسب الصحيف، نحو 15 مليون دولار لإجراء أبحاث حول جسم مضاد أحادي النسيلة، يستهدف مادة "الفنتالين"، التي تعتبر أكثر أنواع المخدرات فتكًا في شوارع أمريكا، وذلك عن طريق الارتباط بجزيئاته قبل أن تتمكن من غزو الدماغ وإيقاف التنفس. وتروج شركة التكنولوجيا الحيوية "سيسيشن ثيرابيوتيكس" للأجسام المضادة احادية النسيلة كوسيلة لمنع الجرعات الزائدة، وأيضًا كوسيلة لعلاج إدمان المواد الأفيونية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأجسام المضادة أحادية النسيلة، وهي بروتينات يتم تخميرها من خلايا في أوعية كبيرة تحت ظروف خاضعة للرقابة، تستخدم منذُ عقود؛ ما أدى إلى تحول في علاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هناك تجارب سريرية تجري حاليًّا على العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة لمادة "الميثامفيتامين" المنشطة، التي تستخدم مع "الفنتالين" بشكل متزايد.

وبينت أن التجارب السريرية، التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء، تتواصل لإيجاد لقاح يستهدف "الاوكسيكودون"، وهو مسكن الألم، يستلزم الحصول عليه وصفة طبية، إلا أنه ساعد في نشوء أزمة الأفيون في أمريكا، إذ يقوم الباحثون حاليًّا بتطوير لقاحات ضد "الهيروين" و"الفنتانيل".

ونوهت الصحيفة إلى أنه رغم التمويل المالي، تبقى الأبحاث مكلفة، ولا تشتمل على التكاليف، التي تتحملها الشركات لطرح الأجسام المضادة أو اللقاحات في الأسواق، كما إن الأبحاث تستغرق الكثير من الوقت، ولا سيما أن الوقت عامل حساس لأن طبيعة المخدرات غير الشرعية تتطور بسرعة مع ظهور مواد اصطناعية جديدة بشكل أسرع من قدرة الباحثين على دراستها.