الأربعاء 15 مايو 2024

الأهالى عبروا عن فرحتهم بلقاء الرئيس «الحصص».. قرية أنقذتها «حياة كريمة»

صورة أرشيفية

7-11-2023 | 15:06

تحقيق: سما الشافعى
حتى أيام قليلة مضت، لم تكن «الحصص» اسمًا متداولًا فى وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، كانت مجرد قرية، من ضمن مئات القرى التى شملتها المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة»، غير أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى القرية، وإصراره على الاطمئنان بأن مشروعات التطوير والتنمية التى يجرى تنفيذها تحت مظلة «حياة كريمة» حققت أهدافها، فى القرية الصغيرة التابعة لمركز مدينة شربين، محافظة الدقهلية. «الحصص»، قرية تمتلك تاريخًا خاصًا، لاسيما أن تأسيسها يعود لأيام الفراعنة، الذين اختاروا «تلًا» مرتفعا عن الأرض يحصن القرية من فيضان النيل، ويضم المجلس القروى بـ«الحصص» 35 تابعًا، وتنفرد القرية بطابع متميز؛ حيث كان بها مخازن ومنشآت كبيرة بها موظفون وعمال، وتعود تسميتها بـ«الحصص»؛ لأنه كان يتم توزيع المعونات ‏والحصص الغذائية والملابس للقرى المجاورة من شربين إلى دمياط والمناطق الساحلية من خلال تلك القرية. «الحصص» تقدم صورة حية لما ستكون عليه كل قرى «حياة كريمة» عندما تكتمل مشروعاتها.. كيف ستتحول القرية شكلاً وموضوعاً.. وكيف ستتغير حياة أهلها، والخدمات التى تتوافر لهم، تم ذلك من خلال مشروعات «حياة كريمة»، التى نفذت فى القرية وحققت هذه الطفرة وبلغت 106 مشاريع بها، منها مشروعات لتطوير مبنى وحدة طب الأسرة وتجهيزه بالكامل بالأجهزة والمعدات والأثاث اللازم، إضافة إلى تطوير مجمع الخدمات الحكومية الذى يقدم خدمات مختلفة للمواطنين، مجمعة فى مبنى واحد حيث يحتوى على (مركز تكنولوجى، وحدة محلية، مجلس محلي، شهر عقارى، السجل المدنى، مكتب بريد، وحدة التضامن الاجتماعى، مكتب التموين)، والمجمع الزراعى لتقديم خدمة أفضل لمواطنى القرية، بجانب مشروعات تبطين وتأهيل الترع للحفاظ على مياه النيل من الإهدار، وأيضا لضمان وصول مياه الرى إلى الأراضى الزراعية كافة، حيث كانت قرية معدمة ليس بها شبكات مياه، أو وحدات طبية، أو غاز طبيعى، أو شبكة اتصالات، فضلا عن المدارس وتطويرها. محمد سامى، منسق مبادرة «حياة كريمة» بمحافظة الدقهلية يقول إن قرية الحصص التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، ضمن القرى الأعلى نسبا فى الإنجاز والانتهاء من مشروعاتها كافة؛ حيث بلغت نسبة تنفيذ مشروعات المبادرة فى القرية نحو 99 فى المائة، وتشمل مشروعات المبانى والإنشاءات والبنية التحتية والمرافق الأساسية (المياه، الصرف الصحي، والغاز) التى تخدم نحو 23 ألف نسمة، فى 35 عزبة تابعة للقرية، فضلا عن إنشاء مجمع زراعى ومجمع خدمات فى القرية، وتطوير وإنشاء مراكز شباب وتنجيل الملاعب الملحقة بها بإنشاء ملعب خماسي لها، وتم إنشاء الوحدات الصحية طبقا لقواعد التأمين الصحى واشتراطاته. «سامى»، أضاف: أنه يجرى حاليًا تجديد وبناء مستشفى فى عاصمة المركز على مساحة خمسة أفدنة وتطوير المستشفى القديمة إلى جانب تطوير المدارس وإنشاء مدارس جديدة طبقا لتوزيع السكان جغرافيًّا، إضافة إلى رصف الطرق الرئيسية والرابطة بين القرى، وتدريب وتأهيل الأهالي، وذلك بمشاركة جامعة المنصورة، وتقديم خدمات صحية مثل القوافل الطبية وتحويل الحالات إلى المستشفيات الجامعية، وتقديم مساعدات اجتماعية وإنسانية، مثل: مساعدة الأهالى فى عمل المشاريع الصغيرة، وتوزيع غذاء ووجبات، ومستلزمات شهرية للمنزل مع المتطوعين، بالإضافة إلى الانتهاء من تطوير مدرسة الحصص الابتدائية المشتركة بالكامل بنسبة 100 فى المائة، ومدرسة الحصص الإعدادية، وكذا إنشاء مجمع الخدمات الزراعية بالقرية، والذى يقدم خدمات متعددة مثل (الإرشاد الزراعي، والجمعية الزراعية، والوحدة البيطرية)، والانتهاء الكامل من إنشاء مجمع خدمات المواطنين الذى يقدم 8 خدمات مختلفة للمواطنين، مجمعة فى مبنى واحد؛ حيث يحتوى على وحدة صحية ومركز تكنولوجى ومجلس محلى وشهر عقارى ومكتب بريد ووحدة تضامن اجتماعى ومكتب تموين. «سامى»، أوضح أن «مبادرة حياة كريمة كانت حلمًا للشباب واكتمل الحلم بتشجيع الرئيس وزيارته، وكان من الأمور الجديدة على شباب القرى والنشء مشاركة شباب متطوعين، كجزء من مبادرة تقوم بها أجهزة الدولة كافة، وهذا يعتبر تحولا كبيرا خاصة أنهم شباب متطوعون، هدفهم الرئيسى العمل فى حب الوطن، ومن الإنجازات الأخيرة للمبادرة الرئاسية بمحافظة الدقهلية خلال شهر واحد، دفع مصروفات 2000 طالب وتوفير مستلزمات وأدوات مدرسية، وتوزيع 26 ألف كرتونة مواد غذائية على مستوى محافظة الدقهلية كلها، وتنظيم قوافل طبية متكاملة بقرية الحصص وأم الرزق فى مركز شربين بالتعاون مع وزارة الصحة؛ حيث قدمت خدمة لـ 3000 مواطن، فضلا عن عمل أكبر مائدة غذاء لـ 1200 مواطن بالمجلس القروى لقرية «الحصص» بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، وتوزيع حوالى 1600 كيلو جرام لحوم للمستحقين بمركز شربين. الطريق إلى التطوير لم يكن ممهدًا، حقيقة كشفها منسق «حياة كريمة» فى الدقهلية، بقوله: نبذل مجهودا خرافيا على مدار عام كامل فى قرى شربين، وأصعب شيء واجهنا توفير أرض فضاء لبناء مشاريع داخل قرى زراعية مثل «الحصص»، خاصة أن الريف معروف بضيق الشوارع والازدحام، وعانينا كثيرا فى كيفية توفير أرض فضاء، غير أنه بعد الندوات التوعوية والرصد والتواجد مع الأهالى لأكثر وقت ممكن أصبح الأهالى شركاء لنا فى المشروع وساعدونا فى التطوير. محمد متولى، أحد متطوعى «حياة كريمة»: أشار إلى أن أكثر ما كانوا يعانون منه كمتطوعين على مدار ثمانية أشهر سابقة هو إقناع أهالى قرية الحصص بالتطوير وكيفية الحفاظ على ما سيتم إنجازه خاصة الحفاظ على الترع بعد تبطينها والحفاظ على نظافة المنشآت، وأضاف عندما وجدنا التجاوب مع ما سنقوم بعمله من تطوير وإنشاءات بدأنا التنفيذ على الفور وبتواصل دون راحة، وفريق المتطوعين كان يعمل على مدار الـ 24 ساعة بالتناوب حتى يتم إنجاز تطوير 106 مشاريع بالقرية فى مدة لا تتجاوز عام واحد؛ حيث انتهينا من تنفيذ مجمع خدمات متكامل يضم 6 وزارات ومجمعا زراعيا يخدم ثمانين ألف مواطن، فضلا عن البنية التحتية التى انتهينا منها بالكامل وتضم 5 مرافق، وبناء عليه كنا موجودين فى جميع القطاعات وتخطينا صعابًا كثيرة، فضلا عن العراقيل التى واجهناها بسبب ضيق الشوارع والحارات، والريف بشكل عام يكون متهالكا، لذلك عانينا فى التحدث مع الناس حتى استوعبوا كيفية الحفاظ على ما كنا نبدأه ونظمنا ندوات توعوية عديدة حتى تأقلم الأهالى مع التطوير وحرصهم على الحفاظ على قريتهم. «متولى»، أكد أن ما تم إنجازه من خلال مبادرة «حياة كريمة» ليس نجاحا بإنشاء مشروعات ومبانٍ ومرافق فقط، ولكن على الجانب الإنسانى رصدنا جميع الحالات الإنسانية الموجودة بالقرية من أرامل وأيتام، فضلا عن الحالات المرضية والأكثر احتياجا، والندوات التعليمية ومحو الأمية، بجانب قوافل طبية تقدم الخدمة الطبية مجانا بصفة دورية، فضلا عن إقامة الموائد والوجبات طوال العام للمحتاجين، وصرف مستلزمات التموين من زيت وسكر وأرز بصفة دورية منذ بداية تواجد حياة كريمة فى القرية حتى الآن، وحتى أعمال البنية التحتية لم تكن مجرد إنشاءات فقط، فمثلا تبطين الترع لن يقتصر دوره فى الحفاظ على المياه فقط، بل سيمنع تلك الكارثة الصرف الصحى التى يقومون برى المحاصيل منها دون معالجة، لتفادى مشاكل صحية عانى منه كل أهالى الريف عقودا طويلة، والآن لن يستطيع أى شخص الصرف فى مياه الترع إطلاقا مهما فعل، وهو ما كنا نتمناه والذى سينعكس بشكل إيجابى فى المستقبل على صحة الأجيال الجديدة. الحاج عبدالله «بركات»، نقيب الفلاحين بالقرية أكد أنه كان من الصعب بناء منشآت حديثة فى شوارع وحارات ضيقة وبيوت متلاصقة، ويحدث بها كل هذا التطوير فى تلك الفترة المحدودة، ويتزامن معها توفير كل الخدمات ببناء مجمعات خدمية بجانب المجمعات الزراعية والبيطرية، بركات قال إن زيارة الرئيس السيسى للقرية حدث كبير، ووجدنا أننا أمام إنسان مصرى بسيط يريد بناء الوطن ودعم الفلاح، وشجعنا هذا أن نناقش معه بصراحة وطرحنا على الرئيس مشكلة الأعلاف، واتضح أنه على إلمام كامل بمشكلة الأعلاف ومشكلة الأسمدة، وشرح لنا ما يتم اتخاذه من إجراءات لحل المشكلة، وأكد أن الاستمرار فى تلك الإجراءات حتى يتم حل المشكلة حلا جذريا، وسعيه لحل جميع مشاكل المزارعين، وهذا ما كنا نحلم به أن نلتقى رئيسا يستمع إلى مشاكلنا ويعيش معنا على أرض الواقع. من جانبه، قال المحاسب عبدالرازق أبو عيش، نجل عمدة قرية «الحصص»: لأول مرة أرى الرئيس يهتم بنفسه وبشخصه لأمر البسطاء ويفتتح قرية تم تطويرها، وهو ما يدل على عمق علاقة الرئيس بالبسطاء من أبناء شعبه، ما كان له أكبر الأثر فى نفوسهم وشعورهم بالفخر والكبرياء، ومشروعات «حياة كريمة» مثلت لنا ولكل أهالى القرية بناءً حقيقيًا للمستقبل، وجميعنا شعرنا بالفرق فى وقت قصير جدا لا يتجاوز العام، وكانت من أصعب الكوارث التى كنا نعانى منها عدم وجود صرف صحى، وبالتالى كان يتم التصريف فى الترع وفى مياه الري، ولكن ما حدث بمثابة الحلم، وأصبح لدينا شبكات صرف صحى وبنية تحتية. الحاجة زينب أحمد، من سكان القرية وأحد الذين جلسوا مع الرئيس، أكدت سعادتها هى وأفراد أسرتها بالتحول الكامل الذى حدث فى قرية «الحصص» وأنها كانت لا تتخيل أن ترى قريتها أشبه بالمدن المتقدمة. الحاجة «زينب»، روت بكلمات غلفتها الفرحة تفاصيل لقاء الرئيس وقالت: لقائى مع الرئيس كان حلما وكنت أشعر كأننى أجلس مع أخ أو أب مسؤول عن أولاده، وهذا بسبب تواضعه الكبير معنا؛ حيث جلس يتناول معنا الطعام، واستمع إلينا، وإلى مشاكلنا بكل الاهتمام، ولم نكن نتوقع من قبل أن نجلس ونتحدث إلى رئيس جمهورية فى يوم من الأيام، و«حياة كريمة» ساهمت فى توفير أمور الحياة علينا ماديا ومعنويا، ويكفى استهلاكنا أنابيب البوتجاز التى كانت مكلفة علينا جدا قبل دخول مرفق الغاز الطبيعى خلال هذا العام من خلال مؤسسة حياة كريمة، وأيضا نحن سعداء بدخول الرصف والكهرباء والإنترنت والفايبر. فريد صباح أبو عيش، أحد أهالى قرية «الحصص»، قال: التطوير الذى حدث فى القرية وفر جميع الخدمات التى طالبنا بها مرارًا وتكرارًا، المشروعات التنموية التى كنا نحلم بها تحققت وفاقت أحلامنا، وكنا نتخيل أنه يحتاج إلى خمسين عاما لتنفيذها، خاصة إقامة مجمعات حرفية تتيح للشباب إقامة مشروعات صغيرة باستغلال الميزة النسبية لكل قرية، والبنية التحتية فى السابق لم تكن على مستوى جيد، والآن أصبحنا نتمتع ببنية تحتية قوية وكأننا فى مدينة جديدة، والخدمات أصبحت على مستوى عالٍ جدا، وأصبحنا غير مضطرين للتنقل إلى مراكز مجاورة للحصول على خدمات طبية أو تعليمية، مثل ما كان يحدث فى السابق، وأصبحت حاليا الخدمات كلها موجودة. وقال ضياء عبدالخالق، وكيل مدرسة «الحصص»: أبلغ من العمر 60 عاما ومن المقرر خروجى على المعاش بعد شهرين، وما شهدته فى المدرسة حاليا لم أشهده خلال سنوات عملى فى التربية والتعليم هنا فى القرية، وأيضا ما تم إنشاؤه وتطويره فى القرية على الصعيد الطبى والبنية التحتية والخدمات الحكومية، نعتبره إعجازًا وليس مجرد إنجاز لأننا طوال العمر نشهد قريتنا فقيرة جدا ومعدومة فى الخدمات، والآن أصبحنا نشعر بالآدمية، وأننا قرية مثل المدن الكبيرة المتطورة، وأصبحنا نشعر برفاهية غير مسبوقة، بل نشعر بأننا فعلا نعيش فى الجمهورية الجديدة، وأطالب الأهالى وهيئة التدريس بالمحافظة على ما تم تطويره والحفاظ على المنشآت وعلى المبانى التعليمية والمدرسة. أما محمد أبوالمعاطي، أحد أهالى قرية الحصص: فأضاف ما شهدناه ولمسناه على أرض الواقع فى فترة وجيزة كان حلمًا صعب المنال؛ لأننا كنا منذ عام تحديدا نفتقد وجود أبسط الحقوق الآدمية وهى المرافق العادية وحقنا فى إنشاء مستشفى أو مدرسة تعليمية، على الأقل تشعرنا بأننا لدينا خدمات، فضلا عن الطرق المتهالكة خاصة المعاناة التى كنا نعانيها فى الشتاء بسبب المطر، وأيضا التكلفة الباهظة لاستهلاك أنابيب البوتاجاز، وكل هذا تمت معالجته فى أقل من عام بل وتحقق لنا أكثر ما حلمنا به، بالإضافة إلى إنشاء وحدة بيطرية لخدمتنا وخدمة مزارعنا وأراضينا، بل والاستجابة أيضا لمشاكل المزارعين فى كل عذبة بالقرية، وأطالب أبناء قريتى بالحفاظ على ما تم إنجازه من تبطين ترع، أو إنشاء مبانٍ وعدم المساس بها، أو تشويهها؛ لأن السلوك الفردى سينعكس علينا جميعا بالسلب، وأتمنى استمرار حياة كريمة وتنفيذها لهذا الإنجاز فى كل قرية ومركز بجميع محافظات مصر؛ لتصبح مصر جمهورية جديدة بلا عشوائيات وبلا معاناة.