السبت 18 مايو 2024

شريحة إيلون ماسك للدماغ.. زمن مختلف من التكنولوجيا

صورة أرشيفية

7-11-2023 | 18:59

تقرير: سلمى أمجد
أعلنت شركة «نيورالينك»، الشركة الناشئة فى مجال التكنولوجيا العصبية والمثيرة للجدل التى شارك فى تأسيسها الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، والتى تنوى تجربة زراعة شريحة إلكترونية فى دماغ بشري، إنها حصلت أخيرًا على الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لإجراء أول تجربة إكلينيكية على الإنسان، على حسابها على موقع «تويتر»، هذه الخطوة تعتبر علامة فارقة بعد أن كافحت الشركة للحصول على موافقات سابقة. الرقاقة - التى تُعتبر رسميًا «واجهة بين الدماغ والحاسوب» (BCI) - تحتوى على أكثر من 3000 قطب كهربائى متصل بخيوط مرنة أرق من شعرة الإنسان. وتخطط شركة «نيورالينك» لوضع تلك الرقاقة - بحجم العملة المعدنية - فى أدمغة البشر، وتسمى «لينك»، بهدف السماح للعقل البشرى بالتحكم فى الأجهزة الإلكترونية المعقدة باستخدام الإشارات العصبية فقط، مما سيُساعد الأشخاص المصابين بالشلل الكامل على استعادة التواصل مع أحبائهم عن طريق تحريك هذه الإشارات العصبية والكتابة بعقولهم. وحسب الشركة سيستغرق الإجراء 30 دقيقة فقط، ولن يتطلب تخديرًا عامًا، وسيتمكن المرضى من العودة إلى المنزل فى نفس اليوم. بهذه الخطوة يقترب إيلون ماسك نحو هدفه النهائي، بعد مضى 7 سنوات من البحث والدراسة بواسطة شركته «نيورالينك»، وهو تطوير «واجهة بين الدماغ والحاسوب» والتى سيتم استخدامها فى البداية لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل أو العمى أو مرض العصبون الحركى على التواصل. ووفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، يُزعم أنه سيسمح لهم أيضًا بتشغيل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة باستخدام أفكارهم، بل ويمكن أن يكون لها استخدامات أخرى فى السنوات القادمة. فالتطبيقات المحتملة لرقائق ماسك الدماغية لا حصر لها، وحتى الآن، لم يتم استكشافها فعليًا. فعلى سبيل المثال، يريد ماسك ربط الدماغ بأجهزة الكمبيوتر للسماح بتنزيل المعلومات والذكريات من أعماق العقل، كما فى فيلم الخيال العلمى «TheMatrix» لعام 1999. كما أعرب عن طموحاته الخيالية لتحقيق التخاطر البشري، والذى قال إنه سيساعد البشرية على الانتصار فى حرب ضد الذكاء الاصطناعي. وأضاف أيضًا إنه يريد أن توفر التكنولوجيا للناس «رؤية فائقة». كما شبّه الإجراء الجراحى بـ«استبدال قطعة من الجمجمة بساعة ذكية»، حيث تتصل بالدماغ، لكنها تستقر على فروة الرأس. جدير بالذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية رفضت التجربة العام الماضى بسبب بعض المشكلات الرئيسية المتعلقة بخطورة بطارية الليثيوم المزروعة، حيث أوضحت ضرورة إجراء اختبارات على الحيوانات لإثبات أن البطارية غير معرضة للعطل، ولا يمكن أن تلحق ضررًا بأنسجة الدماغ. وكذلك تضمنت مخاوف الإدارة، الأسلاك الدقيقة التى تستخدمها الشركة فى جهازها وإمكانية انتقالها داخل الدماغ، حيث تزيد من خطر التهاب الدماغ وإعاقة وظائفه، وتمزق الأوعية الدموية. وتساءلت أيضًا عن مسألة ارتفاع حرارة الشريحة وما إذا كان يمكن إزالة الجهاز بأمان دون إتلاف أنسجة المخ - مؤكدة أنه يجب معالجة المخاوف قبل قبول إجراء تجارب على البشر. والحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء لجهاز طبى تجارى ليس بالمهمة اليسيرة، فهو يتطلب من الشركات إجراء العديد من التجارب الشاملة وجمع سلامة البيانات بنجاح. ويرجع سبب الموافقة الآن إلى نجاح تجربة الشرائح على القرود، حيث كانوا قادرين على ممارسة ألعاب الفيديو بأذهانهم. على الرغم من الاتهامات التى طالت ماسك بقتل القرود عن طريق قطع أجزاء من جمجمتهم وإدخال معدات كهربائية فى أدمغتهم وهى تجربة غير أخلاقية. ومازال هناك العديد من الشكوك حول مدى مصداقية وسلامة الشرائح، خاصة أنها تحاول التحكم والسيطرة على عقول البشر وتوجيههم. وهو أمر فى غاية الخطورة مع عدم إعلان شركة «نيورالينك» الآثار السلبية للواجهة المزروعة بين الدماغ والحاسوب على القرود. فحتى الآن مدى نجاح التجربة المعتمدة غير معروف، ولم توضح الشركة موعد بدء التجارب على البشر، لكنها قالت إنها لم تختر بعد المشاركين فى التجربة. والسؤال: هل تكفى نجاح تجربة القرود لتطبيق الشريحة على عقول البشر؟.