الأربعاء 22 مايو 2024

«الحوسبة المستحدثة».. بوابة العالم لتقليل الفجوة الرقمية

صورة أرشيفية

7-11-2023 | 19:35

بقلـم: د. محمد عزام
لوهلة دعونا نتخيل شكل الحياة بدون شبكات الاتصالات الحديثة والهواتف المحمولة الذكية! بالطبع ستكون حياة تنتمى للقرن الماضى أو قبل الماضي. حياة بعيدة عن التطور الذى جعل معيشتنا أفضل بدون شك، على الرغم من القيود الجديدة التى فرضتها علينا استخدامات تلك التكنولوجيات. ولكن الجانب الإيجابى للتطور التكنولوجى دوماً هو أكبر بكثير من الجانب السلبى له؛ هذا الجانب الذى لم توجده التكنولوجيا، ولكن هو حصيلة مباشرة للاستخدام السيء لقلة من البشر غير الأسوياء، الموجودين فى كل عصر وزمان، وكان دور التكنولوجيا فقط هو تطوير أدواتهم وإظهار أفعالهم المريضة على السطح ليراها الكثير منها، حيث نعيش جميعا فى عالم متصل كأنه قرية صغيرة، جميع بيوتها وغرفها مفتوحة للكل، وفى أغلب الأحوال بدون استئذان. فالعيب ليس على التكنولوجيا الذى جلبت لنا الكثير من المنافع بدون أدنى شك، ولكن العيب على ممارسات البعض منا. لذا كان من الضرورى إلقاء الضوء على الأجيال الجديدة من شبكات الاتصالات، والتى من أهم أهدافها تحقيق طفرة فى الشمول الرقمى وتقليل الفجوة الرقمية بين الشعوب، أو حتى بين سكان الحضر وسكان الريف أو المناطق النائية، فى نفس البلد، بتعزيز التغطية الجغرافية لشبكات الاتصالات، وخاصة فى المناطق المحرومة من ذلك حتى الآن، وكذلك تقليل استهلاك شبكات الاتصالات للطاقة، لتصبح أكثر استدامة، مع تقليل الزمن الخاص بنقل البيانات، وفى ذات الوقت تحقق الاستفادة المثلى من استخدام موجات الطيف لتعظيم سرعة نقل البيانات وجودة هذا النقل. وهذا سيساعد الأفراد والقطاعات الاقتصادية المختلفة فى الحصول على اتصال عالى الجودة للشبكات، وفتح الأبواب لنماذج الاستخدام المبتكرة على المستوى الفردى والصناعى على حد سواء. وستتألف أنظمة الاتصالات من الجيل التالى من مجموعة من التقنيات المختلفة، مثل الألياف الضوئية، والتى تعتبر الأساس للشبكات السلكية عالية السرعة والأكثر موثوقية، وشبكات الهاتف المحمول من الجيلين الخامس والسادس، وهى تمثل مستقبل شبكات الهاتف المحمول لتوفير كفاءة عالية فيما يخص النطاق الترددي، مع زمن انتقال منخفض للبيانات، والأقمار الصناعية ذات المدار الأرضى المنخفض Low-Orbit Satellites، والتى ستساعد فى توفير تغطية أفضل لمنطقة واسعة مع تخفيض زمن انتقال البيانات إلى حد كبير مقارنة بأنظمة الأقمار الصناعية الأخرى، وشبكات الواى فاى Wi-Fi الصناعية أو ما يطلق عليها Wi-Fi 6، والتى تتميز بجودة اتصال وأمان أعلى، والشبكات اللاسلكية منخفضة الطاقة (LPWAN) لمواجهة النمو المتسارع للأجهزة المتصلة مع بعضها البعض للأغراض الصناعية المختلفة. ومن المتوقع أن تحسين الاتصال سيكون عاملاً مساعدًا على ازدهار التقنيات والتطبيقات المختلفة الأخرى. ويتضمن ذلك تطبيقات إنترنت الأشياء الصناعية (IIoT) التى ستعتمد على تقنيات الاتصالات المتقدمة، مثل شبكات الواى فاى Wi-Fi الصناعية وشبكات الهاتف المحمول من الجيلين الخامس والسادس والشبكات اللاسلكية منخفضة الطاقة. وسيكون هذا هو الحال أيضًا بالنسبة للتقنيات الأخرى والتى ستشهد تطوراً كبيراً كنتيجة منطقية لتطور نظم الاتصالات، بما فى ذلك تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضى باستخدام الهاتف المحمول، والألعاب الإلكترونية، وخاصة التى تعمل على الهواتف المحمولة، والحوسبة السحابية والقريبة Cloud and Edge Computing. كون النمو المطرد لتلك التطبيقات يتطلب وجود شبكات لاسلكية عالية السرعة لإطلاق العنان لإمكاناتها فى مختلف القطاعات الصناعية. من ناحية أخرى، يتضمن التأثير المتوقع لأنظمة الاتصالات المتقدمة على قطاع السيارات القدرة على عمل إجراءات صيانة وقائية أفضل، وتعزيز قدرات الملاحة وتقليل احتمالية الحوادث، وتحسين ذاتية تشغيل المركبات، وتطور خدمات مشاركة المركبات Ridesharing، مع إمكانية بث المعلومات بشكل أكثر تخصيصًا وبصورة آنية للسائقين والركاب. وبالنسبة لقطاع الرعاية الصحية، فإن شبكات الاتصال المتقدمة عالية السرعة، جنباً إلى جنب مع الاستخدام المكثف لأجهزة الاستشعار والأجهزة المتصلة ستساعد فى تقدم الخدمات الطبية ومرونتها، من خلال توفير إمكانية متابعة الحالة الصحية للمرضى فى المنزل بصورة لحظية، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، عوضاً عن الطرق التقليدية ذات التكلفة العالية. كما يمكن تلخيص الفوائد التى تعود على قطاع البيع بالتجزئة من استخدام أنظمة الاتصالات المتقدمة على النحو التالي: ستساعد هذه الأنظمة صناعة التجزئة على إدارة أفضل للمخزون، بالإضافة إلى سلاسل التوريد الخاصة بها، من خلال تتبع تدفق المواد الخام والمنتجات، وجعل البيانات متاحة لجميع أطراف المنظومة داخل سلسلة التوريد، بالإضافة إلى استخدام تقنية الواقع المعزز لتوفير معلومات محسنة عن المنتجات للمتسوقين. أيضًا، ستساعد هذه التقنيات فى تقليل الزمن اللازم لإنهاء عمليات الشراء داخل المتاجر. وكذلك ستكون شبكات الاتصال المتقدمة الأساس لاستئصال الفجوة الرقمية حول العالم، كما سبق ذكره. أن وجود مثل هذه الشبكات عالية السرعة سيعزز تجربة المستخدمين الحالية، ويفتح الأبواب لنماذج استخدام وعمل جديدة كانت غير واقعية أو غير قابلة للتطبيق فى الماضى. أما بالنسبة للعائد الاقتصادى لهذه التقنيات، فإنه من المتوقع أن تضيف أنظمة الاتصالات المستحدثة حوالى 2 تريليون دولار أمريكى إلى الناتج المحلى الإجمالى العالمى بحلول عام 2030، وذلك بسبب تحسين الأنشطة التشغيلية الناتجة عن استخدام نظم الاتصال المتقدم، باعتباره عامل التمكين الرئيسى للتحول الرقمى الجذري. علاوة على ذلك، ستقدم هذه التقنيات وسيلة لإدراج أكثر من 200 مليون شخص حول العالم، فى المجتمع الرقمى لأول مرة. كما سيكون قطاع التصنيع المستفيد الأكبر من تقدم أنظمة الاتصالات، حيث من المتوقع أن تضيف هذه التقنيات أكثر من 270 مليار دولار إلى هذا القطاع بحلول عام 2030، بالإضافة إلى أن ما يقرب من 130 مليار دولار إلى صناعة الخدمات، بما فى ذلك قطاعات الرعاية الصحية والتعليم، وكذلك حوالى 96 مليار دولار لقطاع الخدمات العامة والحكومية، كما أشار تقرير صادر عن الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جى إس إم إيه) فى عام 2022. ويصاحب تطور شبكات الاتصالات تطور آخر فى غاية الأهمية، وهو تقنية الحوسبة القريبة Edge Computing. لقد قطعت الحوسبة شوطًا طويلاً منذ أربعينات القرن الماضي. فى البداية كان جهاز الحاسب الآلى يمكن أن يؤدى مهمة واحدة فقط فى كل مرة، وكان لابد من تشغيل العديد من أجهزة الحاسبات عند أداء مهام متعددة، ثم بدأت مرحلة توصيل مجموعة من الحاسبات الآلية ببعضها البعض، لتشكل شبكة من تلك الأجهزة، والتى عادة كانت تستخدم لتبادل الملفات فيما بينها. وتلى ذلك ظهور أجهزة الحاسبات الشخصية ونظم التشغيل متعدد المهام التى جعلت من الممكن تشغيل مهام متعددة على نفس الحاسب الآلي. ومع الوقت وانخفاض أسعار الحاسبات الآلية ونظم تخزين المعلومات، شرعت المؤسسات حول العالم فى استخدام نظم الحوسبة المختلفة، وربطها ببعضها البعض. وبالتأكيد أدى ظهور الإنترنت فى تسعينات القرن العشرين، وزيادة سرعات الاتصال به، وما تلا ذلك من تطور تقنيات الشبكات، إلى ارتفاع معدلات استخدام الحاسبات وربطها من خلال الشبكات المختلفة، وظهور مفهوم الحوسبة الشبكية إلى النور. ومن ثم بدأ المهندسون والمطورون فى التفكير فى طريقة لإنشاء حاسبات افتراضية متعددة داخل نفس الجهاز، وهذا أدى إلى مفهوم المحاكاة الافتراضية التى من خلالها يمكن أن يعمل نفس الحاسب الآلى كحاسب متعدد الأغراض بصورة افتراضية، كأنه عدة حواسب تعمل فى نفس الوقت. وكخطوة طبيعية فى اتجاه مزيد من التقدم فى هذا المجال، جاءت منظومة الحوسبة السحابية Cloud Computing، فى بدايات الألفية الثالثة، والقائمة على وجود العديد من الحاسبات الآلية شديدة التطور داخل مراكز بيانات عملاقة، التى نتعامل معها فى كل لحظة الآن طالما كانت حاسباتنا الآلية أو هواتفنا الذكية متصلة بشبكة الإنترنت. وفى تطور آخر، ففى المستقبل القريب جداً، ستكون النقاط الحاسوبية أقرب إلى المستخدمين النهائيين لتحسين زمن انتقال البيانات والحصول على استقلالية بيانات أفضل. لن تعتمد النقاط الحاسوبية على مراكز البيانات العملاقة فحسب، بل ستعتمد أيضًا على نقاط مختلفة أقرب إلى المستخدمين النهائيين، وهذا سيتضمن الهواتف الذكية والأدوات والأجهزة القابلة للارتداء والكاميرات أو ما يسمى (Device Edge). أيضًا، ستشمل هذه النقاط المركبات المتصلة ببعضها البعض (Remote Edge)، وكذا منافذ البيع بالتجزئة والمطاعم وفروع المؤسسات (Branch Edge)، والمصانع والمطارات والمستشفيات (Enterprise Edge)، ونقاط الدخول إلى الشبكة ونقاط تجميع البيانات (Network Edge). وهذا لإضفاء اللامركزية على عملية الحوسبة والقيام بالعمليات الحاسوبية فى الوقت الفعلى عند نقطة تواجد المستخدم النهائى. وستفتح هذه التقنيات الناشئة آفاقًا جديدة للعديد من التطبيقات، مثل متابعة المركبات وحركة المرور لحظياً، لتحسين مسارات السير وزيادة كفاءة تشغليها طبقاً للحالة الفعلية لحركة المرور وبصورة آنية، بما يزيد من كفاءة منظومة النقل العام والخاص على حد سواء. أيضًا، ستشكل هذه التقنية أساساً لتحسين تقنيات القيادة الذاتية للمركبات، حيث ستكون قادرة على معالجة البيانات الكبيرة الناتجة عن الأنظمة الداخلية والخارجية للمركبات ذاتية القيادة فى الوقت الفعلي. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد هذه التقنية خدمات الرعاية الصحية، بما فى ذلك تشخيص وإدارة المرضى عن بُعد، وتتبع الأدوية النشطة. علاوة على ذلك، ستعزز تلك التقنية من سلامة القوى العاملة فى المواقع المختلفة، من خلال عمليات المتابعة اللحظية لحالة مواقع العمل فى الوقت الفعلي، مع ملاحظة حالة المعدات بصورة منتظمة، وتحسين إجراءات الصيانة الخاصة بها، من أجل زيادة كفاءتها. علاوة على ذلك، ستزيد تلك النوعية من الحوسبة المتطورة من تطوير تبادل المحتوى المحلي، وإدارة منظومة الطاقة والأصول المتعددة داخل المرافق وصيانتها بشكل استباقي، ومراقبة التلوث، وتوفير المحتوى بصفة تفضيلية لمستخدمى الشبكات طبقاً لاحتياجاتهم الشخصية، بالإضافة إلى تقديم العروض الترويجية لهم بصورة أكثر فعالية ودقة، وكذا تحسين منظمة الأمن داخل المطارات ومحطات القطارات والموانئ، بتطوير عملية متابعة الركاب وتحليل تصرفاتهم. ستكون تلك النوعية من الحوسبة المتطورة مكملاً لمجال الحوسبة السحابية المتنامي، فلم تعد الحوسبة السحابية تقدم بشكل عام من خلال شبكات عمومية أو خاصة من خلال شبكات مخصصة لاستخدام بعض المؤسسات دون غيرها، لكنها أصبحت هجينة وخليطا بين العام والخاص. ومن المتوقع أن يعمل نموذج الحوسبة الهجينة على تحسين التكلفة التشغيلية لأكبر 500 شركة فى العالم بمقدار تريليون دولار بحلول عام 2030. كما أن التطور السريع فى استخدام الخدمات التشاركية، مثل البنية التحتية كخدمة (Infrastructure-as-a-Service IaaS)، والمنصات كخدمة (Platform-as-a-Service PaaS)، والبرمجيات كخدمة (Software-as-a-Service SaaS) سيساهم فى نمو هذا القطاع بمعدل نمو سنوى مركب بنسبة 25 فى المائة تقريبًا، ليصل لحجم إنفاق يقدر بحوالى 300 مليار دولار بحلول عام 2030. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يبلغ الإنفاق العالمى على الحوسبة القريبة حوالى 250 مليار دولار فى عام 2025 بمعدل نمو سنوى مركب قدره 10 فى المائة. كما ستوفر الحوسبة القريبة لكل من المؤسسات العامة والخاصة آلية مرنة لتحقيق استقلالية وأمان أفضل للبيانات بأقل زمن انتقال. وستضمن الحوسبة القريبة الامتثال للقوانين واللوائح المتعلقة بحماية البيانات، والتى أقرتها العديد من الدول حول العالم، حيث ستسمح الحوسبة القريبة بتحكم أفضل فى البيانات عن طريق تقليل اعتماد البيانات على مراكز البيانات العملاقة. علاوة على ذلك، ستعمل الحوسبة القريبة على تعزيز تدابير أمان البيانات، وتحسين عامل الثقة الرقمى بين الأفراد والمؤسسات، حيث إن معالجة البيانات فقط على السحابة العامة Public Cloud تكون دائمًا محل شك لدى جمهور مستخدمى الشبكات، بسبب الصورة الذهنية الكلاسيكية باحتمالية وجود لاختراق البيانات من قبل قراصنة المعلومات، بسبب استخدام البنية التحتية المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض الفترة الزمنية لمعالجة البيانات باستخدام الحوسبة القريبة سيفتح الأبواب لبناء تطبيقات جديدة ومستحدثة، والتى تعتمد على معالجة البيانات لحظياً، مثل القيادة الذاتية للمركبات، والمصانع الذكية، والخدمات اللوجستية ذاتية التفكير، وإدارة المرافق والخدمات الفعالة. ومن هنا تأتى أهمية متابعة التكنولوجيات البازغة ودراسة تأثيراتها من كافة الجوانب، كونها دوماً هى السبب فى تغيير طريقة حياتنا وطرق أدائنا للأعمال العامة والخاصة، بما يحقق الرفاهية للبشر، ويجعل دولاً ومجتمعات أكثر تقدماً ومرونة وقدرة على امتصاص الصدمات، ومنها الصدمات الكبيرة الناجمة عن كارثة جائحة كورونا الصحية أو الحرب المشتعلة بين الجانب الروسى والأوكراني، وما تلاها من أزمة اقتصادية طاحنة. وبدون الالتفات إلى تلك التطورات التكنولوجية ونماذج أعمالها، ستكون الأمور أكثر صعوبة على الدول والمجتمعات، التى ستغفل عن الحقيقة الراسخة، وهى أن الشىء الثابت الوحيد فى الدنيا هو التغيير. ومن هنا أرى أن الدولة المصرية وجمهوريتها الجديدة تبذل جهوداً كبيرة فى تأسيس منظومة داعمة للابتكار التكنولوجى بطرق عدة، منها على سبيل المثال وليس الحصر، إنشاء مركز وطنى لصناعة الإلكترونيات بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذى يضم حوالى 24 شركة تعمل فى مجال شديد التقدم المصحوب بالقيمة المضافة العالية، وهو مجال تصميم الإلكترونيات، ليكون هذا المركز نواة لتوطين هذه الصناعة الأهم فى العالم بمصر، كونها صناعة تتداخل فى جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى بدون استثناء، وأيضاً هى مسئولة عن تقدم وزيادة تنافسية هذه القطاعات، سواء الصناعية أو الصحية أو الزراعية أو الخدمية منها. كما تقوم الدولة المصرية بتنفيذ برامج تدريبية مجانية متخصصة على أعلى المستويات لتكوين قاعدة كبيرة من أصحاب القدرات الفنية والتكنولوجية العالية، وهم أساس جذب الاستثمار للقطاع التكنولوجى، ليس فى مصر وحسب، بل فى العالم كله. هذا بالإضافة إلى خلق مناخ أفضل لريادة الأعمال التكنولوجية، وتشجيع فرص الاستثمار التكنولوجى أمام رأس المال المخاطر، وفى ذات الوقت إقامة الشراكات مع الجهات الدولية لنقل الخبرات، لتكون لدينا صناعات تكنولوجية قادرة على المنافسة والانطلاق بمصر نحو آفاق أكثر تقدماً ورخاءً.