السبت 4 مايو 2024

«وبينا ميعاد» الأقرب إلى شخصيتى الحقيقية صبـــرى فـــواز: الفن هو السلاح لمواجهة الأفكار المتطرفة

صورة أرشيفية

7-11-2023 | 19:58

حوار: سما الشافعى
بعدبعد نجاح مسلسله «وبينا ميعاد» أثار صبرى فواز حالة من الجدل، على وسائل التواصل الاجتماعى منذ عرض الحلقة الأولى،وذلك من خلال شخصية «حسن» الأب نجاح مسلسله «وبينا ميعاد» أثار صبرى فواز حالة من الجدل، على وسائل التواصل الاجتماعى منذ عرض الحلقة الأولى،وذلك من خلال شخصية «حسن» الأب المحب الذى يضحى لأجل أبنائه، ليتزامن عرض المسلسل مع بداية العام الجديد، ويجمع فى بطولته بين أجيال مختلفة؛ إذ يشارك فيه كلا من شيرين رضا وبسمة ومدحت صالح وداليا شوقى وأسامة الهادى وعدد من الممثلين الشباب، ليتم تصنيفه كمسلسل اجتماعى درامى لكل أفراد الأسرة. التقت مجلة «المصور» الفنان صبرى فواز ليكشف كواليس المسلسل وبداية التصوير ورأيه فى ردود الأفعال، فضلا عن كشف كواليس الشخصيات المقبلة وأيضا للحديث عن الأثر الذى تركه فى نفوس المشاهدين والجدل الذى أثاره فى الماراثون الرمضانى السابق من خلال تقديمه لشخصية الرئيس المعزول محمد مرسى بالمسلسل الوطنى «الاختيار». فواز قال أن هذا المسلسل ونجاحه فى كشف حقيقة الجماعة الإرهابية أكد أن الفن بالفعل هو السلاح الأقوى لمواجهة الأفكار المتطرفة والتنظميات الإرهابية. مسلسل «وبينا ميعاد» ارتبطت به الأسرة وبشخصيتك.. كيف شاركت فى هذا المسلسل؟ مسلسل «وبينا ميعاد» كان مشروعا متفقا عليه منذ تصويرنا لمسلسل «ولاد ناس»، ولكنه تم تأجيله عدة مرات نظراً لانشغالنا بأعمال أخرى، وبعد ذلك قمنا باستئناف العمل مرة أخرى فى المسلسل، واتفقت مع صناع العمل على التصوير والعرض خارج الموسم الرمضاني، وما لفت انتباهى فى الورق أن الموضوع تمت كتابته بطريقة تجذب الجمهور، حيث إن القلوب متعطشة لعودة الدفء إلى الأسرة والأعمال الاجتماعية، والجمهور يلتف حول الأعمال التى تلمس قلبه وهذا ماحدث مع «وبينا ميعاد». عندما علمت بالشخصية التى تجسدها كيف كان رد فعلك خاصة أنه مسلسل اجتماعى أسرى؟ عندما قرأت الورق كنت سعيدا للغاية بشخصية «حسن» بل شخصية الأب الذى يضحى لأجل أبنائه بعد وفاة أمهم حتى يقوم بتوفير عيشة كريمة لهم، وذلك بعد تعرض زوجته لحادث ووفاتها نتيجة لخطأ طبي، وبعدها قرر أن يكرس حياته لأولاده الأربعة ويقرر تربيتهم بمفرده، حتى التقى بحبيبته بعد أن ربى أبناءه، وقرر أن يعيش ما فاته من حياته، وهى الشخصية الاجتماعية المضحية التى يفتقدها بعض الشباب والأسر فى ظل الانهيار المجتمعى الذى نشهده، لذلك تمسكت بتجسيد تلك الشخصية . كيف كانت كواليس العمل؟ الكواليس كانت بديعة جدا وروح التعاون بين فريق العمل جعلت الأجواء مريحة، وصناع المسلسل قدموا العمل بكل الحب والتعاون والشغف، ومنذ بداية التصوير كنت أثق فى أن العمل سينال إعجاب الجمهور. ما رأيك فى ردود الأفعال على السوشيال ميديا؟ دعينى أقول إن كل ردود الأفعال على السوشيال جزء من الحقيقة بينما الحقيقة فى الشارع، وردود الفعل فاقت التوقعات، حيث جاءت لى رسائل عديدة من الجمهور منها رسالة من شخص قال لىأنا استفدت من طريقة تربيتك لأبنائك فى المسلسل، حيث وجدت طرقا أخرى لحل مشاكلى مع أبنائي، كما أننى وجدت شابا يرسل لى أنه نادم على أنانيته وعدم شعوره بتضحية أهله ليصبح شابا متعلما متوفرا له حياة كريمة، وهذا يدل على نجاح المسلسل وأن رسالته وصلت على أكمل وجه . سيطرت على «التريند» منذ عرض الحلقة الأولى للمسلسل.. وكثيرات يتمنين الزواج من رجل مثلك.. ما رد فعلك تجاه هذا النجاح؟ هذا فضل من الله ولمست هذا النجاح على أرض الواقع أكثر من «التريند والسوشيال ميديا»، وعندما وجدت ردود الأفعال فى الشارع قوية أيقنت أن العمل الصادق يتم تصديقه، بمعنى أن الفنان عندما يقوم بتجسيد شخصية معينة يصدقها هو فى داخله ويتعامل بها سيصدقها الجمهور، فأنا أُعامل أولادى فى الواقع مثلما كنت أعامل أولادى خلال أحداث المسلسل، ولأننى رجل من أصول ريفية فعلاقتى بأبنائى فيها مساحة الصداقة والقرب التى ظهرت على الشاشة، بل أكثر شخصية قريبة من شخصيتى الواقعية هى شخصية «حسن» التى جسدتها فى «وبينا ميعاد». ما ردك على الذين يحمّلون بعض الأعمال الفنية مسئولية تردى الذوق العام؟ لا يوجد شىء يسمى بالذوق العام، لأننا خلقنا مختلفين وأذواقنا مختلفة، حيث إنك تحب طعاما معينا أنا لا أحبه، وأنا أحب طعاما وشرابا معينا غيرى لا يحبه ومثل ذلك فى اختيار الملابس والحياة، ولا يوجد ذوق موحد فى اختيار أى شيء، ولكن أرى أنه من الضرورى عند اختيار أعمال فنية مبنية على علم حقيقى علينا الرجوع لمتخصصين فى العلوم التربوية النفسية والاجتماعية . قدمت شخصية الرئيس المعزول محمد مرسى.. كيف استعددت لتجسيد الشخصية بكل هذا الإتقان المثير للجدل؟ استعددت لتجسيد الشخصية بتعاملى معها كأى شخصية درامية أجسدها ونظرت لها بشكل درامى ولأن مهنتى هى التشخيص، فأنا أجيد تجسيد الشخصيات العامة وقدمت هذا أكثر من مرة، مثل شخصية محمد حسنين هيكل، وأسامة بن لادن، محمد مرسى، بليغ حمدى، عبده الحامولى، وبالنسبة لى ولأى ممثل يكون تقديم شخصية عامة عاصرها الجمهور يشابه نوعاً من التحدى الجيد لإمكانياته الفنية، ولذلك بعض المشاهدين تعاملوا مع الشخصية على أنها شخصية درامية من خلال أحداث المسلسل دون افتعال أو تصنع . هل حرصت على البعد عن السوشيال ميديا أثناء أدائك للشخصية حتى لا تتأثر بهجوم البعض؟ لم أبتعد عن السوشيال ميديا خلال تصوير المسلسل أو عرضه، بل كنت أتابع التعليقات أولا بأول، ولا توجد عندى أى مشكلة مع ما أثير حول المسلسل، لكن لأن الموضوع حساس عند البعض قررنا فصل أنفسنا جميعا كصناع العمل عن أى حوارات جدلية على السوشيال ميديا حول المسلسل وشخصياته، وتفرغنا لتصوير المسلسل والانتهاء منه فقط، حتى خرج بالشكل الذى يليق بالدولة . كيف كان شعورك بعد نجاح «الاختيار» وردود الأفعال المثارة نحوه؟ كنت سعيدا بنجاح العمل جدا، لأن هذا العمل أثبت أن الفن هو السلاح الذى سينتصر على تلك التيارات الظلامية، وردود الأفعال جاءت بشكل غير متوقع، فأنا لم أجد هجوما شديدا وضاريا مثلما كنت أتوقع، وهذا يعنى مصداقيتنا فى تقديم كل شخصية، حتى تلك التيارات نفسها لو حاولت التكذيب والتزييف يعلمون جيدا أننا عرضنا الحقيقة كاملة والشخصيات مثل ما هى،لذلك وصلت الرسالة للجمهور ولم يحدث الهجوم الكاسح على الشخصية. هل أنت مؤمن أن الفن رسالة وعى ولابد أن نهتم بدور الفن التوعوى؟ الفن فن سواء كان يحمل رسالة أو لا يحمل رسالة، ولكن من الضرورى أن يكون فنا جيدا وممتعا، وأرى أن الفن هو الجدار الأخير الذى يستند إليه أى مجتمع فى مواجهة أى عدو، وأرى أنه السلاح الأقوى والأهم لمحاربة الأفكار المغلوطة والموروثة والمتطرفة التى تهدد العقل وهذا ما أكده نجاح مسلسل الاختيار الذى كشف حقيقة الجماعة الإرهابية. ما معايير دخول المجال الفنى..هل الدراسة أم الموهبة؟ الدراسة والموهبة معا، ولكن من يحب دخول المجال الفنى لابد أن يعلم جيدا مفرداته، ولابد أن يعرف الشخصيات المؤثرة فى المجال الفنى،ولو الفنان أدرك أهمية كل الشخصيات الفنية المؤثرة فى كل جيل سيكبر داخل المجال سريعا . ما رأيك بفكرة التريند والانتشار على السوشيال ميديا؟ بالفعل حاليا نحن فى عصر التريند، ولكن أنا لا أحب أن أنساق وراء التريند أو فعل شيء غريب لعمل «تريند».. ما يحدث هو أننى أكون تريند بأعمالى وليس بشىء آخر، وللأسف الناس أصبحت تريد النجاح دون تعب وبسرعة، وذلك بسبب ظهور بعض الأشخاص على الساحة دون تعب أو دراسة وليس لهم تاريخ أو قيمة تظهر، فأنا أحب صناعة التريند وليس ركوبه. كنت قد ذكرت أننا فى مجتمع محافظ جدا منفلت جدا.. ماذا كنت تقصد بتلك العبارة؟ مصطلح محافظ جدا منفلت جدا.. يعبر عن الازدواجية التى نعيش فيها، ننادى بالأخلاق والقيم والدين ولكن لا نقوم بتنفيذ مانقوله وننادى به على أرض الواقع، وهذه هى الازدواجية التى نعانى منها فى المجتمع، ومعظم أعمال نجيب محفوظ تحدثت عن هذه الازدواجية وتنتقد شريحة كبيرة من المجتمع لديها مشاكل نفسية، ولذلك لا يجب أن نأخذ كلام تلك الشرائح على محمل الجد بسبب الازدواجية وعدم الاستقرار على رأى. ما سر تواجدك فى معظم ندوات وفعاليات معرض الكتاب.. هل مازالت هواياتك القراءة الورقية؟ بالطبع الكتب الورقية والقراءة هى حياتى.. فأنا أحب الشعر والنثر وأحب قراءة الروايات وأحب علم الفلسفة وعلم النفس وأصول المسرح والتمثيل وتاريخ الفنون العربية والعالمية، حيث الكتب هى الخيال والإبداع ولم تندثر أو تختفِ برغم احتلال السوشيال ميديا للصدارة، الكتب باقية ولن تزول وسيظل للكتاب الهيبة التى لا تقارن بالمحتوى الإلكترونى والمرئى. الجمهور يرى أنه مازال لديك الكثير لم تقدمه بعد.. ما أحلامك وطموحاتك القادمة؟ نعم بالفعل مازال لدىّالكثير والكثير من الطموحات والأحلام بالنسبة للمجال الفنى والثقافى، وأتمنى تقديم أعمال تعيش ولا تشغلنى البطولة المطلقة بل يشغلنى الدور الجيد، فكل شخصية أجسدها جيدا وتعيش مع الناس فهى بمثابة بطولة مطلقة . ما سر غيابك عن السينما وهل ستشارك فى السينما قريبا؟ وأيضا أين أنت من المسرح؟ ما دام الإنتاج قليلا ستكون الأعمال قليلة، وفرصة الترشيح قليلة وأنا لم أغب بل أنتظر دائما العرض الجيد، وبالفعل سأشارك وأعود للسينما قريبا من خلال فيلم «ابن الحاج أحمد» مع شيكو وسيد رجب وعايدة رياض ورحمة أحمد، تأليف محمد محمدى وأحمد محيى، وإخراج معتز التونى وسيكون شيئا جيدا وسينال إعجاب الجمهور بمشيئة الله. هل لديك مشاركة درامية فى رمضان المقبل؟ وما أعمالك المقبلة؟ بالفعل نحن نستعد لطرح الجزء الثانى من مسلسل «رمضان كريم» وأتمنى أن يتعلق به الجمهور ويحبه مثلما أحب الجزء الأول، والحبكة الدرامية ومواكبة العصر خلال الأحداث ستنال إعجاب الجمهور خلال الشهر الكريم.