مجيد الموسوي

ولد عام 1945 في البصرة، وأكمل دراسته الجامعية في بغداد وتخرج في كلية التربية عام 1967. له أربع مجموعات شعرية: مخاطبات العشب، يقظة متأخرة، دموع الأرض، لتأخذني أقدامي حيث تشاء.

لستُ ضدّ أحد !

إنني كائنٌ طيّب مثل هملت

لكنني مثخنٌ بالشكوكِ وبالخوفِ

أو – ربما – بالتردد واليأس

يأخذني دائما حلمٌ عبثيّ

إلى حافة الوهم

ثم يسلّم ذاكرتي

لسواد الظنون ...

.....

أن أبصر ما يقلق الروح ـ أقصد روحي ـ

يداهمني سأم غامضٌ واكتئاب مرير وفوضى تطوقني

فأراوغ ظلّ الغبار الرثيث

وأفرد للحلم زاوية

ثم أوغل في غابة

للسكون !

.......

........

أمس حدّقتُ في الريحِ هائجةً

فالتبستْ طرقي

واعترتني الهواجسُ ثانيةً

فانتبذتُ مكانا قصيا

أراقبُ ظلّي وأنظرُ

كيف يكون ؟

فجأةً

صار ظلي شفيفا

وذاب مع الريحِ مرتجفا

واختفى في اشتباك الغصون ...

وأنا صرتُ من يومها أتوسلُ بالريح

أنا أستعيد ملامح ظلي

وأسكنه في قميصي

كما كان من قبلُ ..

لكنما الريحُ لم تصغِ لي

واختفت في كهوف متاهاتها

غير عابئةٍ بندائي الحزين!

ـ كنتُ مضطربا أتجاهل خوفي

وأخفي ارتباكي وأسلم للوهم

خطوي وأغرقُ منذهلا

في جحيم الجنون ـ !

.........

هكذا صرت!

لا أتعرف نفسي

ولا أتقرّى السبيل

إلى كوكبٍ نيّر يتنزّل مختفيا

وأراقب أن يكشف الليلُ أسراره

فأرى ـ في عمائي ـ ما أخطأته العيون!