علي وجيه

ولد في بغداد عام 1989، حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية، معد ومقدم للبرامج الثقافية. صدر له: منفائيل (شعر)، أصابعي تتكلّم، جسمُكِ يستمع (نصوص)، سرطان (نثرٌ أسود).

   صديقي الذي ثقبتْ رأسَهُ رصاصةٌ قرب منزل السيّد رئيس الجمهورية، ظلّت جثته طويلا في فيسبوك، في المنشور الأوّل تماما، وتتكرر.

  كنا نراها فلا نحنُ نغمضُ العيونَ ولا هي تتفسّخ، ولا نرى غرابا إليكترونيا يعلّمنا كيف نواري سوءَةَ أخينا.

  ظلّت الجثّة في عراءِ الشبكة ثلاثة أيّامٍ، وتدريجيا بدأت بالاختفاء، فيما ظلَّ الدَّمُ ينزُّ في باحةِ فيسبوك، مُلطّخا ابتساماتنا الكاذبة، وأغانينا الباردة.

   بعدها بكثيرٍ أو قليل، فالزمنُ غيرُ محسوبٍ في الشبكة، تدلّت من المشنقةِ جثةٌ أخرى، ليس صديقي، لكنّها جثته، فالضحايا يتشابهون.

ظلّ هواءُ كلامنا يؤرجحها، وظلّها توزّعَ علينا.

   يوما ما، سأكونُ أيضا إحدى الجثّتين، لكنني سأبقى طويلا، ذلك أنَّ جنّازيَّ كثيرون، ومن ضمنهنَّ نساءٌ مستعدّاتٌ لتمزيقِ صفحاتهنَّ الإليكترونية، وتخريطِ صورة البروفايل.