الأحد 16 يونيو 2024

غاب عن القرموطى 11 عاما .. أحمد آدم : لست سياسيا ووظيفتى تنبيه الناس

21-2-2017 | 10:24

حوار : محمد سعد - عدسة : سعودي محمود

بعد غياب 11 سنة عن تلك الشخصية و8 سنوات عن السينما عاد النجم أحمد آدم لأداء الشخصية الأشهر في مشواره الفني "القرموطي" التي تعد واحدة من أشهر الشخصيات الكوميدية في الدراما المصرية وهى تميمة الحظ بالنسبة له ، وما سر النجاح الكبير الذي حققته ؟، ولماذا قرر إعادة تقديمها بعد كل هذه السنوات في فيلمه الجديد "القرموطي في أرض النار" ؟ ، وما سبب إصرار القرموطي على مناقشة الموضوعات السياسية ؟، وهل تضرر آدم من مواقفه السياسية ؟، وما رده على نائب الشعب الذي اتهمه بالإساءة لأهل مطروح ؟، وهل يفكر في تقديم شخصية تراجيدية بعيدا عن الكوميديا ؟، الإجابة علي كل هذه الأسئلة وأكثر في حوارنا معه....

أحب في البداية أن أعود بك لبداية شخصية القرموطي كيف ولدت ؟

هذا «الكراكتر» أقدمه منذ أيام الجامعة كنت أجسده أمام زملائي وقد استوحيت هذه الشخصية من عدد من الشخصيات الحقيقية التي تقابلت معها في الحياة وهي تمثل الرجل "الفشار" الذي يدعي معرفة كل شئ بالرغم من أن ثقافته محدودة وهو كاذب أو كما نقول بالبلدي "مهياصجي" ولكنه عندما يتم وضعه في مواقف جادة يستطيع التصرف بحكمة والخروج من المواقف الصعبة .

وكيف رسمت الشكل الخارجي للشخصية ؟

من زمان جدا كنت مقتنعا تماما أنه لابد أن يكون أصلع ومنكوش ثم فكر المخرج الراحل أحمد بدر الدين في وضع شارب كبير للشخصية وقد جربت مع أحد الماكيرات أن يكون الشارب "منكوش" وعندما رآه المخرج أعجب جدا به وقدمت الشخصية بهذا الشكل لأول مرة معه في مسلسل "سر الأرض" بالصدفة رغم أنه كان يعد العدة لتقديم الشخصية في مسلسل كامل ولكن شاء الحظ أن أقوم بتصوير 4 حلقات من سر الأرض وكانت أولى حلقات المسلسل وكان بطل المسلسل النجم الراحل سعيد صالح والذي حدث أن الحلقات التي كان من المفترض أن تصور أولا كان هناك ممثل يجسد شخصية والدنا فيها ولكنه تعرض لحادث فلم يستطع الحضور يومها فاقترح علي المخرج أحمد بدر الدين عمل شخصية القرموطي فقلت له : "حرام يا أستاذ أحمد إنت وعدتني نعملها في مسلسل كامل مش عاوز أحرقها في برنامج زراعي " فقال لي تعال نجرب ولو لم تعجبك الحلقة نرميها ونصور أخرى " وعندما صورنا الحلقة وشاهدتها وكانت بالصدفة أولى حلقات سر الأرض أعجبتنى وارتبط الناس بالشخصية ونجحت نجاحا كبيرا وكنت وقتها أعمل في المسرح ولكن الجمهور لم يكن يعرف أنني من يجسد شخصية القرموطي في المسلسل لأن شكلي كان مختلفاً تماما وظل الأمر هكذا إلى أن قامت الإعلامية الراحلة فريال صالح باستضافتي وكشفت للناس أنني القرموطي وكانت صدمة للناس لأنهم لم يتخيلوا أبدا أن شخصية القرموطي ذلك الرجل الكبير في السن يجسده شاب صغير في السن .

استثمرت نجاح الشخصية في مسلسل وفيلم فقط هل فكرت في تقديم أعمال أخرى لنفس الشخصية ؟

نعم قدمت الشخصية في مسلسل "القرموطي في مهمة سرية" وفيلم "معلش إحنا بنتبهدل" ولكن كثيراً من الناس يعتقدون أنني قدمتها في أعمال كثيرة لأن الفيلم يعرض كثيرا وحقق مع المسلسل نجاحا كبيرا خلال 15 عاما.

فيلم "معلش إحنا بنتبهدل" وأيضا "القرموطي في خط النار " تناقش من خلالهما الأوضاع السياسية في مصر والوطن العربي فلماذا قررت أن توظف شخصية "القرموطي" في مناقشة القضايا السياسية ؟

لأنني مهموم منذ زمن طويل بقضايا الوطن العربي ولدي هاجس قديم استغرب من أن الناس غير منتبهة له وقد بدأ معي منذ حرب الخليج الأولى والمخطط الذي كنا نقرأ عنه في الثمانينيات لـ "برنارد لويس " تحت مايسمى بـ "الشرق الأوسط الجديد" كان بالنسبة لي مجرد خيال علمي وأضحك كثيرا أثناء قراءته ولكني استشعرت خطرا كبيرا حتى عندما زرت العراق قلت للناس هناك "الخطر قادم" وكنت متأكدا من أن الأمريكان سيجهزون على العراق ثم يأتي الدور علينا وهذا ما تحقق بالفعل مع مرور الأيام والسنين بشكل أو بآخر وكلنا يرى الحرب التي نعانيها مع الإرهاب الأسود.

بعد 11 عاماً منذ قدمتها للمرة الأخيرة يبدو أن شخصية القرموطي ثرية وغنية بدليل عودتك إليها مرة أخري فما السبب؟

بالفعل قدمت حوالي 4 أفلام بعدها لم أقدم فيها شخصية القرموطي ولكن هذه المرة وجدت أنه مناسب جدا لمناقشة قضية الإرهاب و"داعش" لأن الموضوع ثقيل فكان لابد من شخصية خفيفة الظل مثل القرموطي فلن تستطيع أية شخصية أخرى تقديم الفكرة بنفس خفة الدم الموجودة فيها.

وكيف جاءتك فكرة "القرموطي في أرض النار"؟

عندما كنت نائما فكيف سيكون شكل القرموطي عندما يقابل داعش .

ما أكثر موقف شاهدته في نشرات الأخبار عن داعش وانفعلت به وجعلك تقرر أن يمر به القرموطي؟

موقف إعدام الشباب على البحر في ليبيا ولهذا تدور أحداث الفيلم تدور هناك وهي حدود مصر الغربية وجزء كبير من خطر الإرهاب يأتي من هناك ، وأنا أرى أن الفنان الحقيقي لابد أن يشارك بفنه فيما يحدث حوله .

طالب أحد نواب مجلس الشعب بوقف عرض الفيلم لأنه يرى أنه يسيئ لأبناء محافظة مطروح بناء على جملة جاءت على لسان القرموطي يقول فيها "أغيب 3 أيام عن مطروح آجي ألاقي داعش محتلاها ؟!" فماذا كان رد فعلك ؟

رأيي أنه لم يشاهد الفيلم أصلا واعتمد فقط على مشاهدة «تريللر» الفيلم وأتساءل لماذا يوجه لي الاتهام رغم أننا في دولة مؤسسات فهناك رقابة أجازت عرض الفيلم ووافقت على السيناريو قبل تصويره ووافقت ثم على النسخة النهائية للفيلم وهذا أكبر دليل على عدم وجود أي شئ مسيئ لأهلنا في مطروح ، فكان لابد أن يقدم البلاغ في الرقابة وليس ضد أحمد آدم ، والغريب أنه عندما جاء وشاهد الفيلم بدعوة من المنتج أحمد السبكي وعلم أن الموضوع ليس له علاقة بمطروح ، طالبناه بتقديم اعتذار لنا ولأهالي مطروح الذين يمثلهم في مجلس الشعب لأنه قام بتضليلهم وقد وعد بتقديم اعتذار ولكنه لم يفعل ذلك حتى هذه اللحظة .

وماذا سيكون رد فعلك على ذلك ؟

سأقوم برفع قضية ضده مثلما فعلت مع الشخص الذي قال إنني قمت بالإساءة لأهلنا في حلب السورية وقد كسبت هذه القضية وحصلت على حكم نهائي بسجنه ، وسأفعل ذلك مع أي شخص يقول إنني قد أهنت أهل حلب دون أن يشاهد الحلقة في برنامجي "بني آدم شو" وكان هذا بناء على تقرير ملفق قامت بعمله قناة "الخنزيرة" مثلما قامت بتلفيق كل تقاريرها السابقة عن مصر ، وعندما تأكدت المحكمة من كذب ادعاءاتهم صدر الحكم لصالحي وكل من شارك في هذا الفعل سأقدمه للمحاكمة إذا لم يقم بالاعتذار لي فلن أترك حقي لأنني لا أخاف .

هل ترى أن آراءك السياسية أضرتك كثيرا ؟

أنا لا أفكر بهذه الطريقة لأنني لست رجل سياسة فما يهمني وطني مصر ووطني الوطن العربي كله فعندما أجد خطرا يتعرض له الوطن فلا بد أن أنبه الناس له وهذه ليست تهمة ولكن التهمة الحقيقية عندما لا أقوم بهذا الدور فوظيفتي هي تنبيه الناس وتنوير عقولهم ، ومن لا يعجبه هذا فهو حر ولكني أقول له هناك فرق كبير بين من يتحدث في السياسة لتحقيق مصلحة شخصية ومن يفعل ذلك لمصلحة بلده فهناك فارق وتضاد كبير بينهما ، وأنا أعمل من أجل وطني لذلك لا أتعامل مع أي معلومة من خلال السمع فقط بل أبحث وأحقق في مدى صحتها بنفسي .

تغيبت عن السينما 8 سنوات منذ فيلم "شعبان الفارس" هل ترى أن سبب غيابك عن السينما طوال هذه الفترة آراؤك السياسية؟

لا أبدا فالمنتجون ليس لهم أية علاقة بالمواقف السياسية فما يهم أي منتج «الفلوس» التي يحققها النجم من مشاركته في الفيلم.

ولكن الفنان طلعت زكريا تعرض للإبعاد فترة طويلة عن المشاركة في الأعمال الفنية بسبب موقفه المهاجم لثورة يناير حسب كلامه رغم أن أفلامه تحقق إيرادات فما رأيك؟

أنا لا أرى ذلك على العكس طلعت زكريا أصبح يعمل بعد الثورة أكثر من ذي قبل فهو يعمل أكثر مني أنا شخصيا ولكن أستطيع أن أقول إن صناعة السينما بالكامل تأثرت بسبب الأحداث ولذلك فكل نجوم السينما أصبح إنتاجهم قليلا جدا فكم فيلماً شارك فيه أحمد السقا خلال السبع سنوات الماضية ؟ وكم فيلما قام ببطولته أحمد حلمي فيلمان فقط والدنيا كلها كانت "متخبطة" ولم يكن هناك منتج يعمل بالسينما سوى الحاج أحمد السبكي في الأعياد والمواسم فقط .

هل ترى أن برنامج "بني آدم شو" عوضك عن الغياب في الدراما ؟

نعم فالبرنامج كان يشغلنى جدا وكل مرة كنت أحضر لعمل فني أقرر عدم الاستمرار في البرنامج ولكن كان يحدث طارئ في البلد يجعلني أقرر العودة مرة أخري للبرنامج وتأجيل العمل الفني والبرنامج يأخذ مني وقتا طويلا ويتطلب مجهودا كبيرا بكل أمانة علاوة على أن الحالة العامة في السينما لم تكن مضبوطة إلى أن تحسنت الأوضاع فقررت العودة بفيلمي الجديد .

معظم أدوارك كوميدية باستثناء دورك في مسلسل "حياة الجوهري" ورغم نجاحك في التراجيديا إلا أنك لم تكرر هذه التجربة فلماذا ؟

بصراحة شديدة نفسي أكرر هذه التجربة وكلما تقابلت مع صديقي وحبيبي المنتج والمخرج وائل عبد الله، وأنا أحبه كمخرج أكثر منه منتجا، يخطر ببالي أن أطلب منه تكرار هذه التجربة التي قدمتها معه .

ولماذا لا تستعين بأحد المؤلفين لتحقيق هذا الحلم ؟

عندي فعلا فكرة تراجيدية كلها شجن ومناسبة لسني مع المخرج د.عصام الشماع أتمنى أن يوفقنا الله في تنفيذها.

هل تتفق معي أن الجمهور يحب أن يرى نجمه المفضل في شخصيات مختلفة ومتنوعة بين الكوميدي والتراجيدي مثل الزعيم عادل إمام الذي يقدم التراجيديا بإبداع رغم أنه كوميديان من الدرجة الأولى ؟

بالتأكيد هذا صحيح والزعيم عادل إمام يقدم فى كل أفلامه فيها مضمون ورسالة وكان لي الشرف أن أكون الأخ الأصغر والصديق الغالي في فيلم "المنسي" وهو أحد الأفلام التي لا تنسى أبدا علاوة على أنني من جمهوره أصلا فمن يستطيع أن ينسى الهلفوت والمتسول والمشبوه وحب في «الزنزانة وكراكون في الشارع» .

ما الفيلم الذي تحب أن تعيد تقديمه للزعيم ؟

«الإرهاب والكباب وكراكون في الشارع».

من الواضح من ردك أنك تميل أكثر للموضوعات الإجتماعية السياسية .

نعم فما يعجبني أكثر الشخصية فشخصية عادل إمام في «كراكون في الشارع» مختلفة جدا ذلك الرجل البسيط المطحون الذي يكافح من أجل إسعاد أسرته ويساعد أهله لكن الظروف جعلته لا يجد حتى المأوى.

متى سنشاهدك في الدراما التليفزيونية ؟

أتمنى أن يحدث ذلك قريبا لأن جمهور التليفزيون أوحشني جدا وهناك أكثر من موضوع محل دراسة منهم الفكرة التراجيدية وليست كوميدية أبداً مع المخرج عصام الشماع .