لم نكن نسمع عن “الأقزام" إلا فى القصص أو الأفلام الكرتونية، ولم يعرفهم الأطفال الصغار إلا من خلال “سنووايت”، تلك الفئة الصغيرة التى أنقذت الأميرة من الساحرة الشرية واعتنوا بها فى منزلهم الصغير الذى لم يكن يتسع بشكل كبير لحجم الأميرة.
جميع القصص التى قصها البعض عن الأقزام دائمًا ما نتأكد أنها خيال وليست موجودة في الحقيقة، ولكن حينما تكتشف أن الأقزام لم يكونوا مجرد شخصيات فى قصص كرتونية، فهناك بعضًا منهم يعيشون حولنا فى العالم.
"أسرة رام راج" أحد الأسر الهندية التى تتكون من 11 فردًا، يعانون ما يسمى بمرض “التقزم”، فهم جميعا لايتجاوز طولهم 60 سم، ويعتبرهم البعض فى قريتهم أنهم حالات غريبة يتجنبهم الكثيرين فى التعامل معهم .
تلك الأسرة محكوم عليها أن تلتزم المنزل ولايخرج سوى رب الأسرة فقط للبحث عن سعة رزق لإطعام أولادة الصغار، ولكن يعانى كثيرا من عدم ايجاد وظيفة تناسب طوله، وفلم يجد سوى مهنة الوقوف فى حفلات الزفاف على الأبواب لاستقبال الضيوف القادمين والترحيب بهم.
تلك الأسرة التى لم يحاول أحد من أفرادها بخلاف الأب الخروج من منزله منفردا، فهم يخرجون بشكل جماعى حتى لايتعرض أحدا منهم للأذى، بسبب نظرات الناس لهم فى الشارع وأسئلتهم المزعجة .
وعادة مايعانى المختلفون في مجتمعنا بشكل كبير فالله لم يخلقنا جميعا على هيئة واحدة، فمصير تلك الأسرة لو ظلت هكذا مضطهدة ممن حولها سيكون مؤلما بدرجة كبيرة، لماذا لايحيا هؤلاء حياة طبيعية كغيرهم من البشر فاختلاف الشكل ليس أزمة كبيرة حتى يتم اضطهادهم فهم يمتلكون روحا وعقلا كغيرهم من البشر.
الأقزام الصغار فى تلك الأسرة لديهم خططًا لمستقبل مشرق يحاولون تحقيقها، ولكن ظروفهم منعتهم من الأستمرار فى التفكير في تلك الخطط، لأنهم يعلمون جيدا أن استحالة تنفيذها أمر واقع لامحالة.
لم يكن الاختلاف أبدا شيئا سيىء، بل على العكس تمامًا، فكلما تواجد بعض المختلفين كان استثمارهم فى صنع أشياء جديدة ناجحا بشكل كبير.