الأحد 12 مايو 2024

الوزير النازى وحقيقة دولة الاحتلال

صورة أرشيفية

9-11-2023 | 23:49

عندما يصل الأمر بوزير من حكومة الاحتلال الإسرائيلى، أن يتحدث بكل بجاحة عن إمكانية ضرب غزة بالسلاح النووى، فإن هذا دليل واضح لا يقبل الجدل على وحشية هذه الدولة ونازية حكومتها وإجرامها، وتعطشهم للدماء، الوزير الصهيونى عميحاى إلياهو، وزير التراث اليمينى المتطرف وضع بتصريحه هذا حقيقة الاحتلال الإسرائيلى أمام العالم وكشف بما لا يدع مجالًا للشك خطورة امتلاك هذه الدولة للسلاح النووى وأنها لا تتعامل بعقل ولا حكمة بل بغطرسة وجنون، كما كشف الوزير المجرم إلى أى حد يصل تفكيرهم الإجرامى، وأنهم حكومة لا تعرف الإنسانية ولا تفكر فى أى احترام للبشر ولا تعترف بحقوق إنسان وإنما تعرف فقط لغة البطش والوحشية. التهديد الإجرامى للوزير المتطرف لم يقف عند هذا الحد، بل وصل إلى درجة إنكار حق الحياة على أصحاب الأرض عندما قال: «إن الفلسطينيين ليس لهم الحق فى الوجود ومن يلوح بالعلم الفلسطينى لا ينبغى أن يستمر فى العيش على وجه الأرض».. هذه التصريحات لو ذكرت من فلسطينىأو عربى لانتفضت كل منظمات حقوق الإنسان واشتعل الغضب فى المنظمات الدولية، وطالبوا بمحاكمات وعقوبات، لكن عندما يقولها وزير إسرائيلى فلا أحد يتحرك من الغرب، مجرد شجب وتنديد وإدانات جوفاء لا تغنى ولا تسمن من جوع، لأنه مسموح للإسرائيليين أن يهددوا بالموت لشعب كامل، وأن يرتكبوا من الجرائم ما يريدون دون أن يخضعوا للعقاب أو حتى مجرد السؤال. والدليل كل هذه الجرائم والمذابح التى يرتكبونها فى حق الفلسطينيين على مدى شهر كامل كانت نتيجتها أكثر من عشرة آلا ف شهيد وما يقرب من 28 ألف مصاب ورغم ذلك الغرب وكأنه لا يرى، ويخترع الحجج والمبررات لدولة الاحتلال حتى تواصل جرائمها وتستخدم من الأسلحة المحظورة ما تشاء، تقتل الأطفال والنساء والعجائز وتشرد الأسر وتهدم مدينة كاملة وتجبر أهلها العزل على الهروب قسرياً نحو الجنوب وتقصف القوافل الإنسانية والمستشفيات، ولا تجد من الغرب من يقول لها كفى، بل ويخرج رئيس وزرائها الموتور ليعلن أمام العالم أن الحرب لن تتوقف وقصف غزة لن يهدأ إلا بعد أن ينتصر ورغم ذلك لا يجد من الغرب والقوى الكبرى من يردعه أو حتى يذكره بأن ما يفعله جرائم حرب وإبادة تستوجب محاكمته. بكل وضوح إن كان إلياهو قد تجرأ على هذا التصريح الغبى، فإن المسئولية كاملة تقع على الولايات المتحدة ودول الغرب والمجتمع الدولى الذى لا يحاول حتى مجرد ردع إسرائيل بل يسمحون لها بصمتهم على التمادى فى جرائمها. عموما جاء الرد من شعوب العالم قويا، رفض كل من لديهم قدر من الإنسانية هذا الجنون، وأعلنوا أنه تجاوز لكل الحدود. أما الرد المصرى من خلال وزارة الخارجية فقد جاء حاسما، عندما وصفت فى بيان رسمى لها تصريحات هذا الوزير المتغطرس بأنها دليل على مدى الانحراف والتطرف الذى لحق بصناع القرار فى الحكومة الإسرائيلية، وطالب البيان المجتمع الدولى بالتصدى بحسم لخطاب العنف والكراهية العنصرية. واعتبر الأزهر الشريف هذه التصريحات دليلا على نية إسرائيل الواضحة لإبادة الفلسطينيين، وقال مرصد الأزهر إن هذه الكراهية العمياء والعنصرية البغيضة تتجلى فى أرقام شهداء غزة الذين تجاوزوا العشرة آلاف. أما الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، فقد إعتبر التهديد الإسرائيلى باستخدام النووى ضد غزة دليلًا على تعطش دولة الاحتلال لمزيد من سفك دماء الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم، مؤكدا أن هذه الجرائم والاعتداءات الغاشمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطينى الذى لا يفعل سوى المطالبة بحقوقه المشروعة فى الوقت الذى تضرب فيه قوات الاحتلال بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية عرض الحائط وسط صمت تام من المجتمع الدولى. قولا واحدا إن تصريح الوزير الإسرائيلي المتطرف رسالة واضحة إلى ضمير العالم بأن الصمت على جرائم دولة الاحتلال سوف يؤدى إلى مزيد من القتل للشعب الفلسطينى الأعزل على يد هؤلاء، ولهذا فلابد من أن يستيقظ الضمير العالمى، وأن نجد تحرك دولى سريع لإجبار إسرائيل على إيقاف الحرب، وحماية الشعب البرىء، وهذا ما تؤكد عليه مصر وتحذر من خطورة تمادى إسرائيل فى جريمة العقاب الجماعى التى تمارسها ضد الأبرياء، فهل يستمع العالم إلى صوت العقل ويتحرك ليوقف هذه الحكومة المجنونة عن جرائمها؟