الثلاثاء 21 مايو 2024

«الهالوين» جرائم قتل فى الظلام

صورة أرشيفية

12-11-2023 | 14:38

تقرير: سلمى أمجد
فى الوقت الذى تتزين فيه الشوارع والبيوت باليقطين المنحوت، ويركض الأطفال من منزل إلى آخر وهم يحملون أكياس الحلوى الخاصة بهم بحثًا عن المزيد منها، ويقوم البعض بزيارة منزل مسكون، أو ارتداء أزياء تنكرية، أو حتى مشاهدة أفلام رعب للاحتفال بالهالوين، يستغل البعض أجواء الذعر والخوف لارتكاب جرائم بشعة فى جنح الظلام تفوق الخيال. ويرجع تزايد معدلات الجريمة إلى أفلام الرعب التى بدورها تحضّ على العنف والقتل، والتى أصبح إصدارها مرتبطًا بالهالوين بشكل كبير؛ إذ اقتبس بعض القتلة من أفلام الرعب أفكارًا لتنفيذ جرائمهم وتجسيد صورة حية لما يحدث فى عالم الخيال على أرض الواقع. وإحصائيًا، تحدث معظم الجرائم بين الساعة 7 مساءً و1 صباحًا، وتبلغ ذروتها عند الساعة 10 مساءً، حيث توفر أزياء الهالوين التنكرية تمويهًا مثاليًا للمجرمين الذين يمكنهم السير بسهولة فى وقت متأخر من الليل دون إثارة الكثير من الشكوك. وكما هو الحال مع معظم الأحداث الاحتفالية، يشهد الهالوين زيادة فى تعاطى الكحول والمخدرات، غالبًا ما يترافق ذلك جنبًا إلى جنب مع زيادة فى معدل الجريمة أيضًا، خاصة فى الأماكن الحيوية التى تشهد تواجد عدد كبير من المحتفلين. يعد رمى البيض على منزل أو سيارة شخص ما تقليدًا معروفًا فى الهالوين بالنسبة للكثيرين، لكنه كان سببًا فى مقتل كارل جاكسون البالغ من العمر 21 عامًا، عندما كان يقود سيارته برفقة صديقته وابنها عائدين من حفلة هالوين فى برونكس، عندما بدأ مجموعة من الشباب فى إلقاء البيض على سيارته. وخرج من السيارة وبدأ فى مواجهتهم، لكنهم أطلقوا النار عليه فى رأسه. وأعلن عن وفاته بعد فترة وجيزة، وحكم على كورتيس ستيرلنج، الذى كان يبلغ من العمر 17 عامًا فقط وقت إطلاق النار، بالسجن لمدة 20 عامًا فى سجن مقاطعة أولستر بنيويورك. وفى شهر أكتوبر من كل عام، ترسل والدة جاكسون إلى ستيرلنج بطاقة عيد الهالوين مكتوبا عليها: «أنا سعيدة لأنك لا تزال هناك». وفى ليلة الهالوين عام 1974، كان يحتفل تيموثى أوبريان مع والده وأصدقائه فى دير بارك بولاية تكساس، وعندما اقتربوا من منزل وكانت الأضواء مطفأة لكنهم قرروا طرقه على أى حال. لم يأتِ أحد إلى الباب، وانتقل جميع أفراد المجموعة باستثناء والد تيموثى إلى المنزل التالي. وسرعان ما التحق والده بهم بعد فترة وجيزة، وكان يحمل حفنة من الحلوى مدعيًا أنهم أتوا من المنزل السابق وقام بتوزيعها على الأطفال، بما فى ذلك اثنان من أبنائه. تناول تيموثى بعض الحلوى، وفارق الحياة بعد ساعة واحدة فقط. وتبين بعد ذلك أن الحلوى كانت تحتوى على مادة السيانيد السامة. ولحسن الحظ، فإن الأطفال الآخرين لم يتناولوها، وقد أخبر والد تيموثى السلطات أن الحلوى المسمومة جاءت من المنزل المظلم فى تلك الليلة، لكن الرجل الذى يعيش هناك كان لديه عذر تم التحقق منه. وبدأت الشرطة تلاحق الأب بتهمة القتل، خاصة بعد أن أدركت أنه قد حصل للتو على وثائق تأمين على حياة أطفاله. حيث كان مدينًا بديون تزيد على 100 ألف دولار، وكان يأمل فى استخدام أموال التأمين، وقد تم إعدامه بعد 10 سنوات من وفاة ابنه. فى حين شكل لورنس بيتاكر وروى نوريس فريق تعذيب عُرف باسم «قتلة الأدوات»، ولقد حصلوا على الاسم لأنهم استخدموا الأدوات المنزلية الأساسية لإلحاق عذاب لا يمكن تصوره بضحاياهم، الذين كانوا مجرد فتيات مراهقات صغيرات فى منطقة لوس أنجلوس. وتُوفيت الضحية الخامسة والأخيرة لهم فى ليلة عيد الهالوين عام 1979. حيث كانت شيرلى ليدفورد البالغة من العمر ستة عشر عامًا فى طريقها إلى المنزل من حفلة عندما توقف بيتاكر ونوريس وعرضا عليها توصيلة، ليقوما بعد ذلك باغتصابها وضربها بمطرقة ثقيلة وتعذيبها باستخدام الكماشة. وبعد ذلك، ألقوا جثتها فى حديقة أحد المنازل فى الضواحى. وتفاخر نوريس بجريمة القتل أمام صديق سابق مدان، والذى قدم المعلومات إلى السلطات. وتم إلقاء القبض على الرجال والعثور على الأدلة الفوتوغرافية والصوتية. اعترف نوريس بارتكاب جرائم الاختطاف والاغتصاب، لكنه ألقى باللوم على بيتاكر فى جرائم القتل. ثم عقد نوريس صفقة إقرار بالذنب: وهى الشهادة ضد شريكه فى الجريمة مقابل السجن مدى الحياة. وحكم على بيتاكر بالإعدام، لكنه لا يزال على قيد الحياة حتى اليوم. وعندما خرج يوشيهيرو هاتورى، وهو طالب تبادل يابانى، فى ليلة الهالوين عام 1992، كان متوجهًا لحضور حفل فى نيو أورليانز. ونظرًا لعدم معرفته بالحى، كافح هاتورى للعثور على عنوان الحدث. وعندما ظن فى النهاية أنه وجد المنزل، طرق الباب وعندما لم يتلقَّ أى إجابة، عاد إلى سيارته. وفجأة، فُتح باب المنزل، وقال هاتورى: « أنا هنا من أجل الحفلة». لكن الرجل الذى كان عند المدخل أطلق النار على هاتورى بمسدس. وعندما استجوبت الشرطة صاحب المنزل، رودنى بيرز، ادعى أنه كان خائفًا وأنه يعتقد أن الطالب كان يتعدى على ممتلكاته بنية إجرامية، وتم اتهام بيرز بالقتل غير العمد، لكنه استند إلى «مبدأ القلعة» - الذى يدعى فيه الأمريكيون أن لديهم الحق فى استخدام وسائل مميتة لحماية منازلهم - ووجدت هيئة المحلفين أنه غير مذنب. وأفظع جريمة ارتُكبت كانت فى ليلة الهالوين عام 1981، عندما أخبرت ماريا سياليلا البالغة من العمر 17 عامًا والدها أنها ستخرج وستعود حوالى منتصف الليل. ورصدتها دورية الشرطة وهى تسير على جانب الطريق فى تلك الليلة ثم اختفت منذ ذلك الوقت، ليتم العثور على جثتها بعد مرور عام ونصف العام. وألقت الشرطة القبض على ريتشارد بيجينوالد وديران فيتزجيرالد، اللذين لديهما تاريخ طويل من العنف والجريمة. حيث تم العثور على جثة ماريا، التى كانت مقطعة إلى ثلاث قطع، وجثة ديبورا أوزبورن، التى كانت تبلغ من العمر 17 عامًا أيضًا وقت مقتلها فى الفناء الخلفى لمنزل والدة أحد المتهمين. وزعم الادعاء أن بيجينوالد قتل فقط لأنه أراد أن يرى شخصًا يموت. وأُدين بيجينوالد بارتكاب جريمتى قتل واعترف بقتل النساء اللائى عثر عليهن فى ساحة والدته. بينما سُجن فيتزجيرالد لمدة خمس سنوات لأنه تعاون مع الشرطة. وبعد العديد من الطعون، ظل بيجينوالد محتجزًا فى سجن بولاية نيوجيرسى حيث توفى فى نهاية المطاف لأسباب طبيعية فى عام 2008. وفى أكتوبر الماضى، نجحت السلطات فى ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية بالقبض على رونالد أندرسون، وهو رجل يبلغ من العمر 61 عامًا، على خلفية قضية قتل فى وقت الهالوين ظلت دون حل لمدة 41 عامًا، حسبما ذكرت تقارير فى وسائل الإعلام الأمريكية. وبحسب ما ورد قدمت زوجة كليفورد سميث تقريرًا عن الأشخاص المفقودين فى 4 نوفمبر 1982. وعُثر على جثته لاحقًا بالقرب من نهر فى روكفورد بولاية إنديانا، وتبين أنه تُوفى متأثرا بجراحه فى رأسه، وتجمدت القضية ولم يتم اعتقال أى شخص حتى تم الكشف عن حقائق جديدة مؤخرا أدت إلى القبض على اندرسون فى النهاية.