يعقد البرلمان البولندي في وارسو اليوم أول اجتماع له منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر، في وضع غير مسبوق حيث يعلن معسكران متعارضان، الشعبوي القومي الموجود في السلطة والمعسكر المؤيد لأوروبا، فوزهما ويطمحان إلى تشكيل الحكومة.

وفي الواقع، فاز الحزب الحاكم بأكبر عدد من المقاعد ولكن من دون إمكانية تشكيل الأغلبية، التي تدعم في المقابل المعارضة المؤيدة لأوروبا حسبما أوردت مجلة "لوبوان" الفرنسية.

وقال ستانيسلاف موتشيك،عالم الاجتماع ورئيس جامعة كوليجيوم سيفيتاس، في وارسو إن "هذا وضع غير مسبوق منذ أكثر من ثلاثين عاما من تاريخ بولندا الديمقراطية".

واعتبر أن "التصويتات الأولى المقرر إجراؤها  ستظهر التوازن الحقيقي للقوى في الدورة الجديدة".

ويمتلك حزب القانون والعدالة (في السلطة) 194 مقعدًا من بين 460، ويواجه أغلبية معلنة تبلغ 248 نائبًا، وأعضاء من ثلاث مجموعات متحالفة مؤيدة لأوروبا: الائتلاف الانتخابي لدونالد تاسك (وسط)، وحزب الطريق الثالث الديموقراطي المسيحي واليسار.

ولليمين القومي المتطرف، الذي ينأى بنفسه عن المعسكرين الرئيسيين، 18 نائبا.

على الرغم من الحسابات الانتخابية، اختار الرئيس أندريه دودا أن يعهد بمهمة تشكيل الحكومة إلى حلفائه في حزب القانون والعدالة، وأن يعهد إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماتيوس مورافيتسكي بهذه المهمة.

وفي الجلسة الأولى للبرلمان، والتي تبدأ في منتصف النهار (11:00 بتوقيت جرينتش)، يجب على مورافيتسكي وحكومته الاستقالة والبدء في تشكيل الحكومة الجديدة.

وسيتعين على النواب الجدد الإدلاء بأصواتهم من أجل انتخاب رئيس المجلس فيما يعد أول اختبار للقوة.

"لوبوان": برلمان بولندا يجتمع ليقرر توازن القوى إضافة أولى وأخيرة 2023-11-13 09:41:43 GMT فرنسا البرلمان سياسة أكبر أصغر إعادة الضبط Smiley face باريس  ويؤكد حزب القانون والعدالة أنه "سيبذل قصارى جهده" حتى يتمكن من تقديم حكومته الجديدة إلى الرئيس، خلال المهلة الدستورية البالغة 14 يومًا، ثم تقديمها للتصويت على منحها الثقة خلال الأيام الأربعة عشر التالية.

ويؤكد موتشيك أن "هذه المهمة تعتبر محكوم عليها بالفشل، وغريبة".

ووفقا له، فإن الأمر يتعلق بالنسبة للحزب بـ"اللعب على الوقت" لاستكمال مختلف المشاريع الجارية، والاستفادة من التمويل الإضافي، وتعيين ممثليه في مناصب مهمة، بعضها غير قابل للإقالة و"ضمان الهبوط الناعم" و"استمرار وسائل بقائه على قيد الحياة في الأوقات الصعبة" التي تنتظره إذا دخل في المعارضة. ويعتقد المحلل السياسي ياروسلاف كويسز أن "حزب القانون والعدالة يمكن أن يختار حلا على طريقة بنيامين نتنياهو أو دونالد ترامب: الانتظار" حتى تسقط الحكومة الجديدة أو تخسر في الانتخابات المقبلة لمحاولة العودة إلى السلطة.

وأضاف "وفي هذه الأثناء، سيكون قادراً على عرقة جهود الحكومة الجديدة في كل فرصة تتاح له" وزرع بذور الشقاق بين الحلفاء.

ووقع زعماء الأحزاب الثلاثة المؤيدة لأوروبا اتفاق ائتلاف رسمي يوم الجمعة، والذي ينبغي أن يكون بمثابة "خارطة طريق" للتحالف إذا وصل إلى السلطة، مع تولي دونالد تاسك منصب رئيس الوزراء.

وأوضح تاسك قائلا "نريد حقًا أن يرى البولنديون (...) أننا، من الآن فصاعدًا، مستعدون لتحمل المسئولية عن بلدنا".

ووفقاً للزعيم المشارك لليسار، فلودزيميرز تسارزاستي، فإن "الشيء الأكثر أهمية الآن هو (...) بناء بولندا المتسامحة، المنفتحة، المبنية على سيادة القانون، والمسئولة.

بولندا ذات مكانة مهمة داخل الاتحاد الأوروبي". تعرض الوثيقة موقف الحلفاء بشأن القضايا الساخنة مثل الإدارة الاقتصادية والبيئية للبلاد، وإعادة بناء علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي، وإعادة بناء وسائل الإعلام العامة، والفصل بين الكنيسة والدولة و ملف الإجهاض.

وإذا فشلت مهمة مورافيتسكي في تشكيل الحكومة، فلن تتمكن المعارضة من تولي زمام السلطة إلا في منتصف ديسمبر المقبل.