اندهشت فخراً الأيام الماضية وأنا أطوف شوارع وحواري مدينتي السويس حيث كان هناك غناء جماعي وفردي من رجال ونساء شبان وفتيات من جميع الأعمار وهم يغنون (يا بيوت غزه يا بيوت مدينتي أستشهد تحتك وتعيشي أنتي..) الأمر كان لافتاً بشكل تلقائي في حواري وبين رواد مقاهي السويس في الأحياء الشعبية (الأربعين – فيصل – عتاقة – والجناين وحتي منطقة الكورنيش بحي السويس والاندهاش كان لافتا.. مع سؤال لنفسى كيف (حور) و(حول) السوايسة أغنيتهم المفضلة ونشيدهم الوطني في المناسبات العامة، والتي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وغناها المطرب محمد حمام من ألحان إبراهيم رجب تلك الأغنية التي أذيعت بعد نكسة 5 يونية 1967 دعماً للمقاومة الشعبية ودعوة للتفاؤل نحو النصر... حيث كانت مصر تغني مع السوايسة.. يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي استشهد تحتك وتعيشي انتي.. استشهد والله ويجي الثاني فداك وفدي أهلي وبنياني... غير السوايسة هذه الأيام واضعين اسم "غزة" مكان "السويس"؛ ليبدأ مطلع الأغنية "يا بيوت غزة" يا بيوت مدينتي استشهد تحتك وتعيشي انتي.

 تسألت لماذا رفع اسم السويس ووضع السوايسة اسم غزة؟ كان الجواب سريعاً أنه الحس الوطني والإنساني لدى السوايسة أصحاب التاريخ والمقاومة والنضال وتاريخ الشعب المصري دفاعا عن البوابة الشرقية.. ولعل التشابه بين السويس وغزة واضح لاشتراكهم بنفس العدو إسرائيل حيث تعرضت السويس للقذف الجوي بالطائرات والمدفعية الإسرائيلية والدبابات والهدم والتدمير علي مدار ( 7 ) سنوات منذ 5 يونيه هزيمة 1967 حتي 24 أكتوبر1973 حيث تم تدمير 22 ألف منزل بالإضافة مصانع البترول والأسمدة كما دمرت إسرائيل محطات مياة الشرب وشبكات الصرف الصحي ومحطات الكهرباء وبلغت نسبة التدمير للسويس 86 % من مبانيها طبقاً  لتقدير لجنة خسائر الحرب في السويس مع محاولة اقتحام واحتلال السويس لاستغلال الحرب وطمس انتصارات الجيش المصري في 6 أكتوبر.

ويأتي التشابه في محاولة احتلال غزة وتدمير مبانيها ومستشفياتها وتدمير المياه والصرف والكهرباء ومحطات الوقود، كما حدث في السويس كذلك حصار السويس 101 يوم وردم ترعة السويس مصدر الزراعة ومياه الشرب وقطع الاتصالات والكهرباء وتدمير الشوارع والبيوت.

وكانت إرادة المقاومة الشعبية مع أفراد الجيش الثالث الميداني ورجال الشرطة المدنية، انتصرت إرادة المقاومة وتم تدمير دبابات العدو الإسرائيلي الأمريكية الصنع في شوارع وحواري السويس وعلي مداخلها وقتل المئات والعشرات من جنود وضباط العدو وقاموا بحمل الجثث والمصابين تاركين دبابتهم المدمرة في شوراع السويس ذكرى لأبطال المقاومة الشعبية، كما حدث لدبابات العدو الإسرائيلي من تدمير من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية لنفس دبابات العدو في مداخل وشوارع غزة.

وأننا نشد علي أيادي المقاومة في غزة والضفة وكل فلسطين ونقول لهم إن النصر قريب ضد المحتل وضد أمريكا وفرنسا وبريطانيا وحتما سوف تنتصر إرادة غزة والمقاومة وكل شرفاء العالم.

  د. عبد الحميد كمال

كاتب صحفي ونائب سابق