الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

ماريونت

  • 13-11-2023 | 14:33
طباعة

جئنا الدنيا مميزون عن سائر المخلوقات بعقل أنعم الله به علينا لنفكر ونتطور وننتج وتكون الغاية هي الإدراك السليم المقترن بالتفكير قبل كل موقف وسلوك أو فعل لا ننساق وراء فكر قبل أن نحلل ونفكر ونقتنع، لكن سرعان ما حور الإنسان عقله مستخدماً التكنولوجيا التي أنتجها في الأساس لمساعدة الأفراد في آداء عملهم بشكل أفضل وتسخير مقاومتها كالدقة والسرعة وغيرها لخدمته إلي حيلة من أنجح الحيل للسيطرة علي الأفراد من خلال استهداف الناحية النفسية للإنسان مستخدماً المحفزات الإنسانية للسلوك البشري مثل زرع الخوف والفضول والإلهاء أو الحماسة والحب وغيرهم لجعل الفرد يتصرف ويفكر مثل الماريونت محركات عقله متسلسلة بخيوط يتحكم بها أفراد غيره فيما يعرف بالهندسة الاجتماعية والتي تعرف بأنها أحدث العلوم الانسانية فهي فن اختراق العقول باستخدام مجموعة من التقنيات للتحكم في البشر، تتكون أولي خطوات عملها في معرفة الضحية وجمع المعلومات اللازمة عنه ثم رسم أفضل الطرق لاختراقه وهنا تلعب مواقع التواصل الاجتماعي الدور البطولي في تقديم المعلومات عن المجتمع وأفراده على طبق من ذهب فنحن من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وبكل تناغم نضع عليها كامل البيانات والمعلومات الخاصة بنا بل وآراءنا وتفاصيل حياتنا البسيطة منها والمعقدة أفكارنا واهتماماتنا الرأي المؤيد والمعارض فلا صعوبة في الخطوة الأولي بل نحن من قدمنا حياتنا لأولى خطوات السيطرة والاختراق ثم تأتي الخطوة الثانية وهي عملية اغراء العقل للوقوع في فخ التفكير أو تقبل السلوك أو انتهاج الفكرة التي يريد مستخدم الهندسة الاجتماعية أن يتبناها أفراد المجتمع ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة وهي السيطرة وهي مرحلة أسهل ما يكون فقدت تم استخدام معلومات حقيقية عنك أنت كنت مصدرها عن طريق أتاحت حياتك وتفاصيل أفكارك علي مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم تم استخدامها بالشكل الأمثل لإقناع عقلك عن طريق الاغواء بنواقصه واحتياجاته ليصل في النهاية مستخدم الهندسة الاجتماعية لهدفه ويحصد نجاح مهمته في اختراق فكرك والسيطرة عليه. 

نحن جميعاً أصبحت بالنسبة لنا مواقع التواصل الاجتماعي هي واقع حياتنا الحقيقي وليس الافتراضي كما نظن فجميع ممارسات حياتنا الاجتماعية نقاشنا وآراءنا نقلنها من التعامل المباشر والحي إلي السوشيال ميديا وأصبحت هي الملاذ الأمن بالنسبة لأفراد المجتمع وتفتت نواه المجتمع الصغيرة وتغيرت طباعها وتقاليدها وترابطها وأصبح ترابط الكتروني أننا غير مدركون أن تلك الوسائل لها أبعاد أخري تساوي في تأثير خطورتها أختراق الرصاصة للجسم لكن هنا هي رصاصة تخترق الفكر وتبرمج العقل بفكر معين ينتهجه الفرد أما بالتأثير عن طريق استخدام التأثيرات النفسية والاجتماعية أو باللعب علي النواقص والاحتياجات، لا يوجد شئ نتعرض له علي السوشيال ميديا بلا هدفاً أو سبب حتي أبسط المعلومات هي تصل إلينا لسبب ما قد لا ندركه نحن ، عزيزي القارئ لا تكن فريسه يغويك الغرض المعلن من مواقع التواصل الاجتماعي وهو التقارب والنقاش واعلان الرأي والتوجه العام والفكر فهي وسائل لقراءة الفكر الاجتماعي لنا ولمجتمعنا لمعرفه كيفية استخدام فكرنا في الاحتيال علينا.

الاكثر قراءة