تقوم بعض الأمهات بالعديد من الأدوار في بيتها، ظنا منها أنها تحقق السعادة والاستقرار لأسرتها، دون أن تعي أنها في بعض الأحيان تفعل سلوكيات تسبب تدمير لمستقبلها العائلي، وتحولها إلي امرأة حزينة وتعيسة وبلا قيمة، ولذلك نوضح في السطور التالية أهم تلك الأفعال التي تقوم بها الأم لأبنائها وزوجها وتؤثر على نفسيتها بالسلب.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن هناك العديد من السلوكيات التي تفعلها المرأة وخاصة الأم، اعتقادا منها أنها تؤمن بيتها ومستقبل أولادها وتحافظ على أسرتها، ولكن على العكس تماما تلك التصرفات دائما ما تأتي بالسلب على أفراد عائلتها جميعا وعليها في المقام الأول، ومن أهم تلك الأفعال ما يلي:
- أن تعيش المرأة دور الضحية، وتقوم بالاهتمام بأولويات زوجها وأولادها، دون أن تهتم بنفسها، وتسهر بالليالي وتهمل في صحتها وطعامها في سبيل صحة الأسرة، وتوفيراً لأموال علاجها أو ملابسها لأولادها ولشريك حياتها.
- تقمص المرأة لدور الريادة في المنزل عن زوجها، وتتحدى كل المشاكل بالنيابة عنه بل تقوم بالعمل في أكثر من وظيفة من اجل توفير عائد مادي للبيت، ولكن بشكل مبالغ فيه، مما ينعكس عليها ويجعلها تهمل في ذاتها والاهتمام بنفسها، ويراها الرجل بأنها مقصرة في حقه وينظر إلي غيرها ممن يهتمون بمظهرهن وجمالهن، ما يشعرها بفقدان الثقة بالنفس.
- أن تقوم بفعل كل شيء لأولادها، خاصة للذكور أو للطفل الوحيد، مما تخلق شخص اعتمادي ومتواكل وذو شخصية سلبية، وتظل هي في دائرة تحمل مسئوليته طوال العمر.
وأضافت أستاذ علم النفس بكلية الآداب، أنه تلك الأفعال تدمر نفسية المرأة وتحطمها، وتجعلها تفقد روح التفاؤل والثقة بالنفس، وتجد أنها مجرد أداء للإعطاء دون مقابل، ما يسبب لها ضياع للأمل وتظل قائمة بين سلسلة من التعاسة والعطاء والتضحيات اللامنتاهي، كما يزيد ذلك من دخولها في دائرة الاكتئاب واليأس، ونصحت النساء وخاصة الأمهات، بضرورة إتباع الآتي:
- أن تضع حد للإيثار والتضحية، بحيث أن تصبح هي في المقدمة الأولى من اهتمامات الأسرة، ثم يليها الزوج والأولاد.
- أن تقوم بتقسيم مسئوليات المنزل بينها وبين زوجها والبناء، وأن لا تدني احترامها لذاتها بل تراعي صحتها وطعامها ونومها بشكل ايجابي، حتى يعود على أسرتها بالنفع والسعادة.
- أن تربي أبناء متفاعلين وليس اعتماديين ويقوموا بخدمة أنفسهم، وقادرين على حل المشاكل دون الاعتماد عليها في كل شيء.
- ضرورة وعيها أن السمة الأساسية لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة هي بناء جيل واعي وقادر ومتعاون، ولا يقدم الكثير من التضحيات دون مقابل أو تقدير.