أكد رئيس معهد التخطيط القومي الدكتور أشرف العربي، أن إطلاق "تقرير تعميق التصنيع المحلي في مصر" يأتي في ضوء اهتمام الدولة والقيادة السياسية، بتعميق التصنيع المحلي باعتبارها قضية وطنية، للمساهمة في تحقيق تكامل الهيكل الإنتاجي للاقتصاد الوطني وتقوية التشابكات بين مختلف صناعاته وقطاعاته، والتقدم على طريق بناء قاعدة علمية وتكنولوجية وطنية، لتحقيق التغير الهيكلي المنشود في سياق عملية التنمية.
وذكر معهد التخطيط- في بيان، اليوم، أن ذلك جاء خلال مشاركة رئيس معهد التخطيط القومي، في الندوة، التي نظمتها جمعية المهندسين المصرية برئاسة وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال، بعنوان "تعميق التصنيع المحلي"، وذلك بحضور الدكتور إبراهيم العيسوي أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي ومدير مشروع تعميق التصنيع المحلي في مصر، وأمين عام جمعية المهندسين المصرية المهندس فاروق الحكيم، ونخبة من أعضاء الجمعية.
وقال إن أهمية قضية تعميق التصنيع المحلي تأتي انطلاقاً من تشابكها مع مختلف القضايا الكبرى من ثورة صناعية رابعة وثورة تكنولوجية وأزمات عالمية، لافتاً إلى أن تعميق التصنيع المحلي يدعم قضية التجارة الدولية والتنافسية العالمية، إلى جانب التغيرات المناخية وتفاعلاتها والطاقة الجديدة والمتجددة واستخداماتها، فضلاً عن الحوكمة وتأثيراتها إلى جانب الحماية والعدالة الاجتماعية.
وقدم العربي عرضًا تقديميًا متميزًا، حول التقرير، الذي أطلقه معهد التخطيط القومي في أكتوبر الماضي، بمشاركة نخبة من ممثلي الوزارات والشركات والمسؤولين الحكوميين.
وركز العرض على نماذج الدولة التنموية المعتمدة على الذات ووظائفها، والصناعات المرشحة للتعميق، والإطار التشريعي والتنظيمي المرتبط به، وأبرز التحديات والمعوقات والحلقات المفقودة لتعميق التصنيع المحلي، وخصائص قطاع الصناعات التحويلية، وماهية التخطيط القومي الشامل، والخبرات المصرية المرتبطة بهذا الشأن.
ومن جانبه.. أوضح المهندس أسامة كمال أن عملية التصنيع تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية متضمنة الموارد الطبيعية والبشرية والتكنولوجيا المرتبطة بالاستدامة، للتحول من قيمة بلا إضافة إلى قيمة مضافة، لافتاً إلى وجود العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت في مجال تعميق التصنيع المحلي لكن التقرير محل العرض يتسم بوضع آليات وسياسات قابلة للتطبيق، يمكن من خلالها خلق بيئة عمل متكاملة تستند على بنية تحتية وتقنية ملائمة لكافة أنواع الصناعات المختلفة.
وبدوره.. أوضح الدكتور إبراهيم العيسوي أن التقرير محل العرض اعتمد على منهجية محاكاة الواقع، حيث عقد المعهد ما يزيد على 30 ورش عمل وحلقة "سمينار" ولقاءً مع الخبراء، بحضور المعنيين بالصناعة بكافة قطاعات الدولة، إلى جانب مشاركة مجموعة كبيرة من الباحثين الأكاديميين من داخل وخارج المعهد في تنفيذ المشروع من خلال أوراق علمية رصينة.
وأضاف العيسوي أن تعميق التصنيع المحلي في مصر هو السبيل لتقليل الاعتماد على الخارج، حيث يُعد ترجمة لفلسفة الاعتماد على الذات قطريًّا وإقليميًّا، ومن ثَمَّ فهو مقياس لقدرة الاقتصاد على النمو بقواه الذاتية؛ وهذا أحد أسس استدامة التنمية وقدرة الدولة على الصمود في مواجهة الصدمات.
واستعرضت الندوة إنجازات معهد التخطيط، ومناقشة المقترحات التي تسهم في تحقيق مستهدفات الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي في مصر.
وفي ختام الندوة كرمت الجمعية المصرية للمهندسين، الدكتور أشرف العربي، وأهدته درع الجمعية؛ للإنجازات التي أسهم بها من خلال المعهد في مسيرته المهنية المضيئة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.